تفترض هذه الدراسة أن الحرية باعتبارها قيمة تعني الحريات، أما الحرية الأنطولوجية والحرية المطلقة المجردة فليست قيمًا. ويعتقد المؤلف أنه يصعب تطوير الحرية باعتبارها مفاهيم عينية قياسية أو تمثيلية بسبب أساسيتها ودرجة تجريدها العالية؛ إذ تكاد تعني الوعي بما هو إرادة، وهنا تكون الحرية، كإرادة واعية لوجود خيارات، شرط الأخلاق. وهي القدرة على المفاضلة بين القيم، وهي قيمة في حد ذاتها، وفي هذه الحال ترتبط بالممارسة الإنسانية في المجتمع، وبذلك هي حريات، وبهذا تتقاطع بين الأخلاق والسياسة والقانون، وهي موضوع الساعة في كل مجتمع.