ايدلوجيا الفلسفة الصينية (سلسلة الثقافة الصينية) (باللغة العربية)
ايدلوجيا الفلسفة الصينية: يتناول الكتاب الأفكار الفلسفية الصينية منذ أسرة تشين وحتي الآن، لتكون الخيط الذي يعرض تطور الأفكار الفلسفية الصينية، واستعرض الكتاب الأفكار الفلسفية الصينية التقليدية، ومن ثم عمد إلى التركيز على السمات الفلسفية لكافة المدارس الفلسفية في مختلف المراحل التاريخية، واقتباس أصنافا من الفلسفة الغربية، ومن ثم لخص الفلسفة السياسية لأسرة تشين وما وراء الطبيعة لأسرتي هان وتانغ والنظريات المعرفية لأسرتي سونغ ومينغ. وقد بذل الكاتب جهودا مضنية من أجل شرح الأفكار الفلسفية العميقة لكافة الفلاسفة وكافة العصور المختلفة شرحا بسيطا وسلسا، وقد وصف الكاتب العديد من الأسئلة الفلسفية الصعبة بطريقة أكثر تصويرية.فلسفة العنف
ثمّة خطٌّ فاصل تاريخياً بين الأجساد «الجديرة بأن تكون محميّة»، وبين تلك التي تجرّد من السلاح ومن حقّها بالحماية وتترك عزلاء. هذا التجريد المنهجي من السلاح يعيد السؤال حول مسألة اللجوء إلى العنف دفاعاً عن النفس عند كل حركة تحررية. عام 1685، حظر «القانون الأسود» أن يحمل «العبيد أي سلاح هجومي أو عصا غليظة». وفي القرن التاسع عشر، منعت الدولة الاستعمارية السكانَ المحليين في الجزائر من حمل الأسلحة، فيما شرّعته للمستوطنين. أمّا اليوم، فحياة البعض باتت ضئيلة إلى حدّ يمكن فيه قتل مراهق بحجّة أنّه مصدر تهديد. تعيد إلزا دورلان إلى الذاكرة نشأة الدفاع السياسي عن النفس بوصفه ضرورة حيوية وصيرورة سياسية وإحدى ممارسات المقاومة. وتخلص إلى أن الأمر يتعلّق بإنتاج كائنات، كلما زادت قدرتها على الدفاع عن نفسها، عجّلت لقاءَ حتفها.أوهام ما بعد الحداثة
صدر عن سلسلة "ترجمان" عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "أوهام ما بعد الحداثة"، وهو ترجمة ثائر ديب لكتاب تيري إيغلتون The Illusions of Postmodernism، الذي يستكشف فيه انبثاق ما بعد الحداثة وأصولها، ويكشف عمّا تنطوي عليه من تجاذب وتناقض، لكن اهتمامه الرئيس لا يتركّز على الفلسفة ما بعد الحداثية بصيغها المعقدة بقدر ما يتركز على ثقافة ما بعد الحداثة وبيئتها ككل، مخاطبًا خصوصًا طلاب الفكر ما بعد الحداثي ومستهلكي بضاعته الشعبية. في كتابه هذا، يدافع إيغلتون عن أهمية النظرية الماركسية في الوقوف في وجه التفضيل الحالي بين النقاد لمرحلة ما بعد الحداثة، ويحاجّ أنّ "ما بعد الحداثة"، بنظرها إلى العالم على أنه مجزأ وحقيقي وغير محدد، هي الخلف غير الكافي للماركسية التي يمكن أن تقدم في انتقادها للرأسمالية رؤية أخلاقية أكثر واقعية إلى المجتمع. يتألف الكتاب (199 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من استهلال وستة فصول. يقول إيغلتون، في "استهلال"، إنّ مصطلح ما بعد الحداثة (Postmodernity) يشير إلى مرحلة تاريخية مخصوصة، أما مصطلح ما بعد الحداثيّة (Postmodernism) فيشير بصورة عامة إلى شكل من أشكال الثقافة المعاصرة. وما بعد الحداثة أسلوب في الفكر يبدي ارتيابًا بالأفكار والتصورات الكلاسيكية، كفكرة الحقيقة والعقل والموضوعية والهوية، وفكرة التقدم الكوني أو الانعتاق، والأُطُر الأحادية، والسرديات الكبرى أو الأسس النهائية للتفسير. وهو نزع إلى التمسّك بالمصطلح المألوف أكثر "ما بعد الحداثيّة" كي يشير به إلى الشيئين كليهما، نظرًا إلى ارتباطهما الوثيق والواضح. السيار والبدايات يسأل إيغلتون، في الفصل الأول، "بدايات": ماذا لو وجد اليسار نفسه فجأةً وقد أزيح جانبًا، وليس مغلوبًا أو مُسْتَنْزَفًا فحسب، ينطق بخطاب نشاز لا ينسجم مع الحقبة الحديثة، حتى إنّ أحدًا لا يكلّف نفسه عناء استكشاف قيمته الحقّة، شأنه شأن لغة الغنوصيّة أو لغة الحبّ الفروسي؟ ما الذي يُحْتَمَل أن تكون عليه ردّة فعل اليسار السياسي على مثل هذه الهزيمة؟ وفي رأيه، لا شك في أنّ كثيرين سوف ينجرفون إلى اليمين، نادمين على ما اعتنقوه في السابق من وجهات نظر مثالية طفولية. ولا شك في أنّ من سواهم سوف يحافظون على إيمانهم بقوة العادة والحنين، متشبثين تشبّثًا قلقًا بهويةٍ خيالية، ومعرِّضين أنفسهم لما يمكن أن يجرّه ذلك من خطر العُصَاب. يقول إيغلتون إنّ اللاكليّة قد تكون مسألة استراتيجية أكثر منها مسألة نظرية، "بمعنى أنّه قد يكون هنالك نوع من النظام الكلّي، وبما أنّ أفعالنا السياسية لا تستطيع أن تفلَه ككلّ، فإنّ من الأفضل أن ننتصح بأن نخفّف حمولتنا ونلتفت إلى مشاريع أشدّ تواضعًا لكنّها أكثر قابلية للحياة". تجاذبات وجدانيّة يرى المؤلف، في الفصل الثاني، "تجاذبات وجدانيّة"، أن ليس في مقدور أحد أن يستنبط التفكيك أو اللياقة السياسية من تنفيس كفاحية الطبقة العاملة أو من إحباط الحركة الطلابية. فالضرورة التاريخية لا تظهر إلا على نحو استرجاعيّ، كإنشاء أو فرضية بعد الحدث. وبالطبع، فإن ما من شيء ضروري قطّ في ما يختصّ بما بعد الحداثية، الأمر الذي يمكن أن نجزم بأنَ المدافعين عنها يوافقون عليه لسوء حظها، وذلك نظرًا إلى وجود كثير من الخواتيم الممكنة التي يمكن أن تنتهي إليها هزيمة سياسية مفترضة. يضيف أنه مهما تكن المنابع الأخرى التي يمكن أن تنبع منها ما بعد الحداثية، كالمجتمع ما بعد الصناعي وتسفيه الحداثة نهائيًا وتفشّي الطليعة من جديد وتسليع الثقافة وظهور قوى سياسية جديدة حيّة وإفلاس أيديولوجيات كلاسيكية معينة تتناول المجتمع والذات، فإنّها تظلّ أيضًا وأساسًا ثمرة إخفاق سياسي كان عليها أن تدفع به إلى النسيان، أو أن تضطر إلى أن تخوض مع شبحه صراعًا لا يتوقف. وفقًا لإيغلتون، لا سبيل إلى إنكار أنّ الموضوعات السياسية المتميزة التي طرحتها ما بعد الحداثيّة هي ضروب الاستبدال بالفعل. وما من أحد وقع على مفهوم الطبقيّة الباهت الذي اختُزِل إلى ضرورة عدم الشعور بالتفوّق الاجتماعي على الآخرين، أو لاحظ الآثار الزَرِيّة التي خلّفها الجهل بالبنية الطبقية والشروط المادية في بعض السجالات ما بعد الحداثية المتعلقة بالجندر أو الكولونيالية الجديدة، يمكنه أن يستخفّ بالخسارات السياسية المريعة الحاصلة. ما بعد الحداثية والنظر إلى التواريخ يقول إيغلتون، في الفصل الثالث، "تواريخ"، إنّ ما بعد الحداثية ترى أنّ التاريخ أمر غائيّ؛ أي إنّه يقوم على اعتقاد مفاده أنّ العالم يتحرك على نحوٍ غَرضيّ صوب غاية محدّدةٍ مسبقًا هي غاية محايثة له أو ماكثة فيه، حتى في هذه اللحظة بالذات، وهي ما يوفّر الدينامية اللازمة لما تراه أعيننا من تجلٍّ وظهور لا يلينان. فالتاريخ له منطقه الخاص، وهو الذي ينتخب مشاريعنا التي تبدو حرّةً في الظاهر كي تخدم مراميه الخاصة المستغلقة. وقد تكون ثمّة حالات من التعوّق هنا أو هناك، أما بصورة عامة فالتاريخ أحادي الخطّ، وتقدميّ، وحتميّ. وتمثّل رؤية التاريخ بوصفه متناقضًا دحضًا للأسطورة القائلة بأن الماركسيين هم من المتعصبين السُذّج للتقدم، هذه المغالطة التي يبدو أنّها انحشرت في أذهان بعض ما بعد الحداثيين بحيث بات من المتعذّر استخراجها. وفي رأيه، من الخطأ أن نعتقد أنّ جميع السرديات الكبرى تقدمية: لا شكّ في أنّ شوبنهاور كان مأخوذًا بواحدة من السرديات الكبرى، مع أنه ربما كان الفيلسوف الأشدّ تشاؤمًا على وجه الأرض. لكن السجال ضد التاريخ بوصفه تقدميًا لا يعني أنه لم يكن هنالك أيّ تقدّم على الإطلاق، فهذا اعتقاد بعيد كلّ البعد عن العقل والمنطق على الرغم مما تبديه ما بعد الحداثية حياله من احتفاء ينمّ على روحها الكلبيّة الشديدة. فليس ضروريًا أن تكون من المؤمنين بعصر ذهبي كي ترى أنّ الماضي كان أفضل من الحاضر من بعض النواحي. الذات ما بعد الحديثة يقول إيغلتون في الفصل الرابع، "ذوات"، إنّ الذات ما بعد الحديثة هي ذات يشكّل جسدها جزءًا لا يتجزّأ من هويتها. فالجسد أصبح شاغلًا شديد التواتر من شواغل الفكر ما بعد الحديث. وتراجع الطاقات الثورية ترافق مع ضرب من الاهتمام بالجسد راح يحتلّ مكان هذه الطاقات. فتحوّل الجميع من الاهتمام بالإنتاج إلى الاهتمام بالانحراف. أما اشتراكية غيفارا فأفسحتْ المجال لما جاء به ميشيل فوكو وجين فوندا من اهتمام بالبدن وعناية بالجسمانيات. واستطاع اليسار أن يجد في التشاؤمية الغاليّة الشديدة عند الأول، بخلاف مزاياه السياسية الناشطة، أساسًا منطقيًا رصينًا يبرر الشلل السياسي الذي أصاب هذا اليسار. وفي اعتقاده، من المهمّ أن نرى، كما لا تفعل ما بعد الحداثية بوجه عام، أننا لسنا مخلوقات ثقافية أكثر منّا مخلوقات طبيعية. فنحن كائنات ثقافية بفضل طبيعتنا؛ أي بفضل ضروب الأجساد التي نمتلكها ونوع العالم الذي تنتمي إليه هذه الأجساد. مغالطات بين التراتبية والنخبوية يُخطّئ إيغلتون، في الفصل الخامس، "مغالطات"، من يخلط بين التراتبية والنخبوية، ولا سيما أنّ مصطلح النخبة مصطلح ضبابيّ بما فيه الكفاية، وكثيرًا ما يُخْلَط بينه وبين مصطلح الطليعة التي هي أمر مختلف تمامًا. ويرى أنّ من النمطيّ أن يُبرز بعض ما بعد الحداثيين كيف أنّ أحكامنا، شأنها شأن أي شيء آخر من أشيائنا، مشروطة بثقافتنا إلى حدٍّ بعيد. فنظرًا إلى تكويننا الجمالي على نحوٍ معين، لا نستطيع أن نتمالك أنفسنا عن رؤية ميلتون بوصفه فنًا عظيمًا، إلا بقدر ما نستطيع أن نتمالك أنفسنا عن رؤية نوع معين من الكلاب بوصفه كلبًا. ويرى، في هذا الفصل أيضًا، أن تؤمن بالجوهرانية لا يعني بالضرورة أن تحمل وجهة النظر البعيدة عن المنطق القائلة إنّ جميع خصائص شيء ما جوهرية بالنسبة إليه. فأن يكون لك وزن ما هو أمر جوهري كي تكون إنسانًا، لكن اتّصافك بحاجبين كثّين ليس كذلك. وأن تؤمن بالجوهرانية لا يعني أيضًا أن تزعم أنّ ثمّة قطيعة حادّة بين الشيء والآخر، وأنّ كلّ شيء منحبس في فضائه الكيانيّ (الأنطولوجي) المنيع عن كلّ شيء آخر. تناقضات ما بعد الحداثية يقول إيغلتون، في الفصل السادس والأخير، "تناقضات"، إنّ التناقض الرئيس في ما بعد الحداثية هو تناقض يشبه بعض الشيء ذاك الذي في البنيوية القديمة الطراز. ويسأل: أكانت البنيوية راديكالية أم محافظة؟ إنه لمن السهل أن نرى كيف كانت البنيوية نوعًا من تكنوقراطية الروح، والاختراق الحاسم الذي اخترقتْ به دفعة الحداثة ذات الطابع العقلاني حَرَم الذات الداخلي. إنّ من السمات اللافتة في المجتمعات الرأسمالية المتطورة كونها ليبرتارية وسلطوية معًا، تعددية وأحادية. وليس من الصعب أن نتبيّن سبب ذلك. فمنطق السوق هو منطق لذّة وتعدّد، منطق ما هو زائل لا استمرار فيه، منطق شبكة من الرغبة عظيمة لا مركز فيها ويبدو الأفراد مجرد آثار زائلة لها. في رأيه، تغرف ما بعد الحداثية بعضًا من منطق الرأسمالية المادي وتحوّله ضدّ الأسس الروحية للرأسمالية على نحوٍ هجومي وعنيف. وهي تبدي في هذا ما يتعدّى التشابه العابر مع البنيوية التي تشكّل واحدًا من مصادرها البعيدة. فالفكر ما بعد الحداثي الخاص بنهاية التاريخ لا يستشرف لنا مستقبلًا يختلف كثيرًا عن الحاضر الذي نحن فيه. والغريب أنّ ما بعد الحداثية تجد في كونها كذلك مدعاةً للفرح والاحتفال. لكنّ هناك في حقيقة الأمر كثيرًا من ضروب المستقبل الممكنة، ومن بينها مستقبل اسمه الفاشية. وأعظم محكّ بالنسبة إلى ما بعد الحداثية، بل إلى كل مذهب سياسي آخر، هو كيف تواجه ذلك.السلف المتخيل: مقاربة تاريخية تحليلية في سلف المحنة؛ أحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل المتخيل
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب رائد السمهوري السلف المتخيل: مقاربة تاريخية تحليلية في سلف المحنة؛ أحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل المتخيل، ويحاول الباحث فيه أن يجيب – كما أوضح في مقدمته – عن السؤال: "هل مفهوم السلف يعبّر عن جماعة حقيقية أم متخيّلة؟"؛ إذ دائمًا ما يُحتَجُّ بالسلف الصالح وأفعالهم على الإطلاق، من دون تمييز بين متفق عليه وهو موطن إجماع، ومختلف فيه وهو محل نظر واجتهاد. ويتخذ الكاتب ما يسمّيه "سلف المحنة" أنموذجًا لدراسته، ويعني المؤلف بـ "سلف المحنة" السلف الذين احتجّ بهم الإمام أحمد بن حنبل في محنة خلق القرآن، كما يعني بهم كذلك أحمد بن حنبل ذاته من حيث هو نفسُه سلفٌ لأهل السنة باختلاف مذاهبهم الفقهية. يتكون الكتاب (450 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مقدمة، وتمهيد، وبابين؛ يتألف أولهما من فصلين، والثاني من ثلاثة فصول. في السلف ومفهومه في مقدّمة الكتاب، يوضح السمهوري أهدافه من الكتاب، ويستعرض منهجه فيه، والأسئلة التي يروم الإجابة عنها، مبينًا أن معنى المتخيّل ليس هو الكذب والدجل، لكنه "إعادة التمثل"، و"إعادة الإنتاج"، و"الإسقاط"، "والانتقاء"، بحسب الأحوال والظروف والسياقات، منبهًا إلى أهمية الجانب التاريخي في دراسة الأفكار والمذاهب والعقائد، ومشيرًا إلى أن المحنة (أي محنة خلق القرآن) لم تكن دينية الاتجاه، وإن لبست لبوس المذاهب والعقائد، لكنها، بحسب وجهة نظره، نتاج صراع اجتماعي – سياسي، بين العرب/ بغداد/ الأمين، والعجم/ خراسان/ المأمون، مثنّيًا بتناول أهم الدراسات والكتب التي تناولت شخصية أحمد بن حنبل، والحنابلة، ويوجه فيها نقده لما يستحق النقد. ينتقل المؤلف بعد هذا إلى تمهيد بعنوان "مفهوم السلف: قراءة دلالية تاريخية"، خصصه لبحث معنى "السلف" في اللغة والاصطلاح، مؤرخًا بداية ظهوره وانتشاره ومعانيه وموطنه من "الاحتجاج الديني"، معتمدًا على التفريق الأصولي (أي في منهج أصول الفقه الإسلامي) بين ما هو "إجماع" قطعي معتدّ به شرعًا وواجب الالتزام، وما يقع في دائرة الاختلاف السائغ الاجتهادي، وكيف يجري الخلط بين هذين النوعين من الاحتجاج تحت غطاء "السلف". ويعرّج على مفهوم "خير القرون"، مثبتًا أن هذه الخيرية هي خيرية أخلاقية مستشهدًا بالنصوص الشرعية وأقوال الفقهاء والمحدّثين. الطريق إلى سلف المحنة في الباب الأوّل، "رحلة المتخيل: في الطريق إلى سلف المحنة"، يسيح السمهوري سياحة تاريخية في أبرز الحوادث التاريخية التي سبقت المحنة في الفصل الأول الذي عنونه "عصر بني العباس: الدعوة والدولة"، وأن الدولة العباسية نشأت بدافع من الثأر الذي يلفت الانتباه وروده بكثافة في كتب التاريخ على ألسنة العباسيين ودعاتهم، أي الثأر من الأمويين ومن كل ما يمثلهم، ليفيض في شرح بدء انطلاق الدعوة العباسية في خراسان التي كانت موطن الدعوة العباسية وشيعتها، وفيها ظهر شعارهم الرسمي "الرايات السود واللباس الأسود"، وأن دعوتهم كانت تقوم على "التشيع" لآل البيت، مع شيء من مذهب الجهم بن صفوان الذي كان داعية من دعاة العباسيين، مع ميل إلى فقه الرأي. في مقابل ذلك، يتحدث عن بغداد وعن سلطة أهل الحديث فيها وظهور مصطلح "أمير المؤمنين في الحديث". فلئن كانت خراسان هي أرض الدعوة العباسية التي انطلقت منها وكان فيها أنصارها ودعاتها وأولياؤها، فإن بغداد هي موطن أهل الحديث وعاصمتهم، وكان لهم فيها المنعة والقوة والتأثير، في سرد تاريخي يستعرض أهم الحوادث حتى وقت الفتنة بين المأمون (كان في خراسان، وأمه خراسانية، وأخواله خراسانيون، ومال إلى مذهب التجهّم في العقائد، والرأي في الفقه)، وأخيه الأمين (أمه عربية هاشمية هي زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، ومال إلى مدرسة أهل الحديث). يصل المؤلف بعد هذا السرد إلى محنة خلق القرآن ودور أحمد بن حنبل فيها، بوصفه من أعلام مدرسة أهل الحديث وأئمتها. يؤرخ السمهوري في الفصل الثاني، "لحظة الانفجار وبداية نشوء سلف المحنة"، بداية المحنة وإرهاصاتها في عهد المأمون، ثم اشتدادها في عهد المعتصم، ثم تفاقمها في عهد الواثق، مسلطًا الضوء على موقف أحمد بن حنبل وصموده، معتمدًا على الروايات التاريخية الحنبلية التي رواها شهود العيان من أقدم المصادر المتاحة، ومقارنًا بينها وبين روايات المعتزلة. ابن حنبل وابن حنبل المتخيّل ينتقل الباحث إلى الباب الثاني، "سلف المحنة: أحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل المتخيّل"، ليبين الفروق بين الروايات الأولى للمحنة في عصرها، ثم كيف أضيفت إليها روايات تعتمد الخوارق والمبالغات كلما امتدّ الزمن، معتمدًا على المنهج الحديثي لعلماء محدثين كبار من أمثال الذهبي ومحمد بن إبراهيم الوزير ليبين الصحيح من المكذوب في سرد أخبار المحنة. في الفصل الثالث، "أحمد بن حنبل وتأسيس سلف المحنة"، تناول المؤلف شخصية أحمد بن حنبل وأهم صفاته، كما تناول مشروعه العلمي، وأهم معالم منهجه في الفتاوى والاستنباط، وموقفه من المختلفين مذهبيًا من الفرق المخالفة؛ كالمرجئة، والشيعة، والجهمية، وغيرهم. في الفصل الرابع، "تأبيد سلف المحنة: أحمد بن حنبل المتخيّل"، عمد الكاتب إلى تأريخ بداية نشوء وضع الأخبار الخيالية على أحمد بن حنبل، مما لا يصحّ حديثيًا، ونسبة أقوال في العقيدة إليه ليست مما يمكن الجزم به، مسلطًا الضوء على كتابين اعترض عليهما بعض كبار المحدثين؛ كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل، والرسالة الموسومة "باب القول في المذهب" التي ألفها حرب بن إسماعيل الكرماني، وهي منسوبة إلى أحمد بن حنبل، لكنه ليس مؤلفها. هذان الكتابان مصدران لأحمد بن حنبل متخيّل، ليس بحقيقي. وفي الفصل الخامس والأخير، "تعدد المتخيل: مرحلة البربهاري وما بعده إلى ما قبل ابن تيمية"، يرصد الكاتب تطورات المذهب الحنبلي، واختلاف الحنابلة في فهم كلام الإمام أحمد بن حنبل في العقائد، فالحنابلة تيارات متعددة، وبينهم اختلافات في باب العقائد، وهناك من يعتمد منهج التفويض، وهناك من يعتمد منهج التأويل، وهناك من يقبل ظواهر النصوص. كما يرصد الباحث علاقة الحنابلة بالتصوّف، وبعلم الكلام.سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية
تقتضي الأوضاع والأزمات العربية الراهنة إعادة طرح السؤال الأخلاقي في شروط تستدعيه من جديد؛ إذ تُظهر تلك الأوضاع التردي الأخلاقي للسياسة على مستويات الخطاب والممارسة عمومًا، والعلاقات بين الفاعلين السياسيين الاجتماعيين خصوصًا. يعود هذا الكتاب بالسؤال إلى جذوره في الحضارة العربية الإسلامية، والتفكّر فيه مجددًا، ومحاولة ترجمته في الحياة الاجتماعية - السياسية. في هذا الصدد فإن مسألة الأخلاق لم تعد أمرًا أكاديميًا بحتًا يتناوله الباحثون بالدرس لغايات المعرفة فحسب، بل هي مسألة مصيرية، تملي علينا دراسة نظريات القيم والمنظومات الأخلاقية التي تجلّت في الحضارة العربية الإسلامية الكلاسيكية. ويمنحنا سؤال الأخلاق في هذه الحضارة مجالًا واسعًا للبحث والتحليل وطرح سؤال الفشل في بناء الدولة والمجتمعات والسياسة المعاصرة بوصفه، بدرجة أساسية، فشلًا أخلاقيًا. يأتي هذا الكتاب ليسدّ فراغًا في حقل مقاربة سؤال الفشل بما هو سؤال أخلاقي في حضارتنا، وتتكثف فيه أسئلة أخرى تتصل بشتى مجالات الحياة، وذلك في بحوث مختارة قُدّمت إلى المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية (2017 - الدوحة)، كما أنه دعوة إلى الباحثين لإعادة البحث في سؤال الأخلاق، وتجديد النظر فيه، بما يؤسس لأفكار وممارسات وعلاقات على مركب أخلاقي مكين على مستويَي الفرد والمجتمع في آن واحد.ابحاث ودراسات في فلسفة الفعل
المحتويات إهداء تصدير بقلم د. الشريف طوطاو تقديم بقلم :د مصطفى النشار القسم الأول التأسيس النظري لفلسفة الفعل الفلسفة وسؤال الفعل من العقل النّظري إلى العقل العملي دلالات فلسفة الفعل في الفلسفة العربية المعاصرة. الخاتمة الق----سم الث---اني فلسفة الفعل السياق الفلسفي العربي الإسلامي سؤال الفعل في فلسفة ابن عربي الصوفية فلسفة الفعل في التصوف العملي عند محمد زكي إبراهيم الإنسان وبنية الفعل الحضاري في فكر مالك بن نبي فلسفة الفعل عند طه عبد الرحمن قائمة المصادر والمراجع علاقة النظر بالعمل عند أبي يعرب المرزوقي المصادر والمراجع القسم الثالث فلسفة الفعل السياق الفلسفي الغربي سؤال الفعل في فلسفة روجيه غارودي مفهوم الفعل السياسي عند حنة أرندت شوبنهاور ومسألة العالم قراءة في البديل التراجيدي لفلسفة الفعل القسم الرابع ترجمات الخطاب الفلسفي للفعل1 تأليف :بول ريكور ترجمة :د. بلعاليه دومه ميلود* المحتوياتالمفهوم الفلسفي عند جيل دولوز
ينظر هذا الكتاب إلى جيل دولوز بصفته فيلسوفًا شديد الفضول، يهتم بكل ما يشكله حاضره وينتجه عصره؛ إذ وجه جلّ فكره نحو القبض على مساحة حدْثية مرآوية، طاويًا سحر كتابته لتجاوز الأماكن الفارغة من المعنى. وقع الاختيار على المفهوم الفلسفي عنده لأنه أكثر الفلاسفة اشتغالًا على المفاهيم الفلسفية، من خلال حواراته مع كبار الفلاسفة. يطرح هذا الكتاب جملة تساؤلات، منها: ما الطريقة التي توسلها دولوز في قراءته التراث الفلسفي؟ كيف تشكل النص الدولوزي؟ ما الخيط الناظم في الكتابة الدولوزية بين الآداب والفلسفة؟ ما علاقة الفلسفة بقطاعات أخرى كالعلم والفن والأدب؟ ما السبيل إلى الخروج من الخواء، والظفر بالاتساق والتماسك؟ ويسعى إلى الإجابة عنها من خلال إقامة مناظرات بين دولوز وفلاسفة آخرين، كأفلاطون وأرسطو وديكارت وكانط وهيغل ونيتشه وهايدغر وغيرهم.الحرية في الفكر العربي المعاصر
انطلق سؤال الحرية في البلدان العربية من عملية الحداثة وأفكار التنوير والنهضة العربية في مرحلة التنظيمات العثمانية، قبل أن يمتزج بمفهوم الحرية الوطنية والقومية في ظل الاستعمار. وبقيت الأفكار العربية بشأن الحرية مظللّة برؤية ضبابية إلى المسألة الديمقراطية بعد مرحلة الاستقلال السياسي للدول العربية، وتحدّي مفهوم الديمقراطية. يضمّ هذا الكتاب بحوثًا منتقاة من أعمال المؤتمر السنوي الخامس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بين 12 و14 آذار/مارس 2015 في الدوحة، وتمحورت حول موضوع "الحرية في الفكر العربي المعاصر" الذي يُعدّ مفهومًا مركّبًا متعدد الأبعاد، تلتقي فيه إشكاليات متعددة يُحيل بعضها إلى بعض بطريقة تفاعلية، وتمثّل مقاربته وإعادة إنتاجه أساس طرح أسئلة التقدّم والتنمية والحداثة في المجتمعات العربية المعاصرة، انطلاقًا من حرية الفرد وسياسات الاعتراف في الفكر العربي المعاصر، ومن الليبرالية في المقاربات العربية للحرية، خصوصًا الحرية الدينية، ومن أزمة فكر الحرية في البلدان العربية، وفضاءات الإنتاج الفكري والإبداعي، والمشروعية السياسية والدستورانية والتحرّر الوطني وحرية المرأة.العرب في زمن المراجعات الكبرى
يحاول الباحث في هذا الكتاب الاقتراب من عمليات تفكيك المجتمع والدولة في العالم العربي، حيث يفحص ويراجع آليات التفكيك الرامية إلى مزيد من تقويض مكاسب التاريخ العربي المعاصر. ويواصل أيضًا جهده الفكري الذي بذله طوال عمله البحثي، الهادف إلى بلورة أسئلة النهضة والحداثة والتاريخ في الفكر العربي المعاصر، مفترضًا أن معطيات التشخيص والتعقّل والسؤال تمكّن من معاينة المكاسب التي حصلت ومحاصرة التحديات التي تحول دون تحقيق مشروعات الإصلاح والتحديث.محمد عابد الجابري:المواءمة بين التراث والحداثة
ساهمت الأعمال الفكرية التي أنتجها محمد عابد الجابري (1936 - 2010) في بناء مجموعة من المواقف والقناعات الفكرية والتاريخية في قراءة التراث العربي الإسلامي والتفكير في مشروع النهضة العربية. وتميزت هذه الأعمال بقدرتها الكبيرة على تحقيق نوع من الانخراط المنفعل والفاعل في فضاء الفكر العربي المعاصر. وما منح هذه الأعمال الاعتبار الرمزي الذي ناله صاحبها في المجال الثقافي العربي طوال العقود الأربعة المنصرمة من القرن الماضي، كفاءته في صوغ سجلّ من الأسئــلة الموصولة بمجالات الصراع السيـاسي والثقافي في الفكر العربي المعاصر. إذ تمكن الجابري بفضل تجربته في الحياة، ونوعية حضوره في المشهد السياسي المغربي والعربي، من أن يركّب جملة من المصنّفات، ويبني صرحًا فكريًا لا نجازف عندما نعتبره واحدًا من بين مجموعة قليلة من الصروح النظرية الفاعلة في قلب الحركة الفكرية العربية المعاصرة.فلسفة خفيفة ظريفة
هل تبحث عن كتاب يتحدث عن الفلسفة تقرؤه باستمتاع دون مللٍ، ويتناول حياة الفلاسفة المثيرة، ومعلوماتٍ أساسيةً عن توجُّهاتِهم الفلسفية؟ أأنت مِمَّن يقولون: « لا بُدَّ أن تستندَ المعلومات الواردة في الكتاب إلى مصادرَ موثوقة، لكن أريدها أن تكون خفيفة ومسلِّية»؟ حسنًا، ها أنت ممسكٌ ذلك الكتابَ الذي تبحث عنه، ويسرد أصل الفلسفة وملخَّصًا عنها، فستقرأ المغامرة الفكرية التي خاضها الإنسان على مدار 2500 عام بطعم القصة القصيرة. يمكنك أن تصف هذا الكتاب بجملة: «تاريخ الفلسفة المختصر»؛ إذ إنه يعرّف الفلاسفة، ويتحدث عن حياتهم وِفْقَ الترتيب الزمنِيّ لمجيئهم إلى هذا العالم، كما يشرح أفكارهم الأساسية باختصار. يتميز الكتاب بلغة بسيطة، ومرحة، وممتعة للغاية، ويميل في بعض الأحيان إلى سرد الأقوال المأثورة. يمكنك قراءته في جلسة واحدة، كما ستعجب كثيرًا بالرُّسُومات الكاريكاتيرية اللطيفة التي يتضمَّنها بين دفَّتَيْه.القانون المطلق
هذا الكتاب محاولة لطرح فلسفة إسلامية معاصرة في هذه المرحلة التي تواجه الفكر الإسلامي مهمات كبيرة وتحديات كبيرة . تتمثل مهماته الكبيرة بالسعي إلى بناء الأمة الإسلامية وإعادة صوغ الثقافة الإسلامية وصونها والحفاظ على خصوصيتها في مواجهة التحديات الكبيرة التي مثلتها الأفكار الغربية والمحاولات الغربية لغزو البلاد الإسلامية والفكر الإسلامي ومحاولة طمس الهوية الثقافية الإسلامية . ولم يكن طرحنا الفكري يرقى إلى مستوى ما يجتاحنا من أفكار الغرب ونظرياته ومذاهبه . وبقي دون مستوى التحديات بسبب الافتقار إلى الطرح الفلسفي الشامل الذي بدونه لا نستطيع مواجهة الثقافة الغربية المتنوعة ومحاجّتها ورد دعواتها . فبقي طرحنا للقضايا طرحاً جزئياً بعيداً عن الطرح الفلسفي الكلي . ولولا بعض المحاولات التي حاولت أن تقدم صياغة معاصرة لفلسفة إسلامية مفارقة للرؤية الغربية لبقي الفكر الإسلامي في العصر الحديث وفي مواجهة الأفكار الغربية المعمقة الوافدة بكثرة دون مستوى الطرح الغربي مقتصراً على المحاولات التوفيقية ـ التي اتصف بها قديماً كذلك ـ والتي حاولت صوغ المفاهيم الفلسفية الإسلامية من خلال مفاهيم الفلسفة الغربية، ولبقي مقتصراً على المواقف الدفاعية العاطفية الانفعالية، هذه المواقف القاصرة التي اتسم بها الفكر في بداية العصر الحديث والتي لم تكن تنطلق من استيعاب فلسفي عميق للثفافة الإسلامية وكذلك المعاصرة .التراث الفلسفي الإسلامي في أبحاث سوقياتية
قام بكتابة أبحاث هذا الكتاب مشاهيرُ مؤرِّخي الفلسفة السوفيات، الذين كرَّسوا حياتهم وإبداعهم لدراسة التراث الروحي والفكري الإسلامي بمنتهى التفاني والحب . وأما الأبحاث نفسها فتوحِّدها ميتودولوجيا بحثية، تتيح في الوقت عينه، مع ذلك، الحفاظ على فرادة مقاربة إسهامات المفكرين المسلمين في خزَّان الثقافة العالمية .المنظور الفلسفي للسلطة عند ميشيل فوكو
يحلل هذا الكتاب المنظور الفلسفي للسلطة في أعمال فوكو، موضحًا الأسس الفلسفية التي أسس لها في بناء منظوره الخاص للسلطة ومدى اتساقها أو تناقضها مع الطروحات الفلسفية السابقة عليه في شأن السلطة. ويحاول المؤلف الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بهذا المنظور الفلسفي عند فوكو، مثل: ما مفهوم السلطة في الفلسفة السياسية؟ وكيف تعاطى الخطاب الفلسفي السابق على فوكو مع إشكالية بناء مفهوم السلطة؟ وما العلاقة بين السلطة والمعرفة في خطاب فوكو الفلسفي؟ وكيف أسس فوكو للعلاقة بين المجتمع والسلطة؟تصورات الأمة المعاصرة
يتمحور هذا الكتاب حول موضوع واحد من موضوعات الأيديولوجيا القومية، هو تصوّر الأمة في الفكر العربي الحديث والمعاصر. والمقصود بتصوّر الأمة هنا، ليس التصوّر المنطبق على الأمة العربية فحسب، بل أي تصوّر نظري للأمة من أجل معرفة أشد مطابقة للواقع من المعرفة الأيديولوجية الخاصة بالقومية العربية، لأن واقع فكرة الأمة عند العرب المحدثين والمعاصرين أوسع وأعقد مما تتصوّره هذه الأيديولوجيا التي تتعامل مع هذا الواقع أحيانًا بأساليب الاختزال أو الطمس أو الاستخفاف. من هنا يُحلل هذا الكتاب نصوصًا طرحت تعريفات للأمة، صراحة أو ضمنًا، أو نصوصًا قدّمت أي عنصر يمكن استغلاله لتركيب تصوّر معين للأمة. وتبيّن عند هذا التحليل أن ما أنتجه الفكر العربي الحديث والمعاصر من تعريفات للأمة يتوزع إما على التصورات الدينية وإما على التصورات اللغوية، وإما الإقليمية، وإما السياسية التي تجعل من الدولة المحدد الأساس الأول للأمة.الذات في الفكر العربي الإسلامي
يبحث هذا الكتاب عن الذات في الفكر العربي الإسلامي في صورها الفلسفية والصوفية، الفردية والتاريخية، الأنطولوجية والعمرانية؛ وفي جملة من المفاهيم والقضايا المتصلة بمفهوم الذات كالعقل والحق والعدل والدين والوجود والماهية. وتقوم إشكاليته الأساس على إذا كانت هذه "الذات" التي تتكلم عليها الفلسفة العربية الإسلامية تشير حقًا إلى الهوية الفردية (الأنا) أم إلى الماهية العامة (الإنسان بما هو إنسان)، وتقوم أيضًا على ما هي العلاقة التي تنسجها مع هذه الذات مع مفاهيم متقابلة، مثل الماهية والجوهر والنفس والعقل والأنا والهوية والوجود، وما هي صلتها بالجسم المغري بأحاسيسه وأهوائه وانفعالاته وقواه وغرائزه الجامحة، وبالذات المطلقة الجاذبة بكمالها التام وبهائها الغامر.العلّامة ابن خلدون
إن هذه الأفكار حول الحاضر وحول المرحلة المعاصرة، قد تبدو خارج الموضوع، وتبتعد عن مؤلف ابن خلدون . ولكن لا بأس، لأن من الضروري تكوين رؤية محددة عن عصرنا، من أجل تحليل الماضي تحليلاً ملائماً . إن هذه الأفكار لتجعلنا ننفذ إلى قضية رئيسية أكثر قدماً، وتتعلق مباشرة بالعصر والمناطق التي درسها المؤرخ المغربي العظيم .الماركسية والدين
ليست المادية التاريخية مشتقاً لنظريات الإلحاد المختلفة، وإنما هي علم التاريخ، الذي يسبر أعماق الحركة التاريخية بالاعتماد على قوانين علمية . فالمادية التاريخية علم التاريخ الذي يشكّل أسس علم الثورة، علم يدرس مسار الماضي كمعركة طبقية ليحدد شكل ومضمون معركة الحاضر، معركة الطبقة العاملة وكل المضطهدين على سطح الأرض والمكافحين من أجل مجتمع بلا طبقات، مجتمع مملكة الحرية . إننا لا نبحث عن دلالة النظرية الماركسية في إلحادها، بل في تحليلها لماهية النظام الطبقي وتناقضاته، وفي بحثها العلمي الجذور عن حرية الإنسان، وفي كونها فلسفة طبقة ضد أخرى، فلسفة الطبقة العاملة التي ستحطم كل اضطهاد وعسف الطبقة الرأسمالية .فرنسا وفلاسفتها في مئة عام
هذا الكتاب يقدم بحيوية غير عادية وجريئة قراءة متاحة للجميع، في الحياة الفكرية الفرنسية عبر أبرز ممثليها وصناع تميّزها ألا وهم فلاسفتها، من أين يستمدون هؤلاء هذا المقام الإجتماعي الذي تميّزت به فرنسا بتخصيصه لهم؟...ما يقدمه جان لويس فابياني في كتابه هو إجابة عن هذا السؤال يستحضر فيها بدايات تكوّن هذا الدور فيعرض علينا المفاهيم والأنساق التي انبنى عليها، وكذلك الحياة الإجتماعية للأفكار منذ بدايات الجمهورية الثالثة وحتى نهاية القرن المنصرم.فلسفة التنوير
في هذا الكتاب، يرى واحد من أبرز الباحثين النقديين المرجعيّين في القرن العشرين أن ثمة قاسمًا مشتركًا يجمع بين شتى الروافد الفكرية التي تصب في ذلك التيار التاريخي الحاسم وهو "عصر التنوير". ويحلل المؤلف بعض الملامح البارزة في أفكار أفلاطون وأرسطو وديكارت وسبينوزا ولايبنتز وفرانسيس بيكون وجون لوك وبيركلي وهوبز وهيوم وفولتير وروسو وديدرو وهيردر وغوته وشيلر ولسينغ؛ ويخلص إلى أن كلًا من هؤلاء الفلاسفة التنويريين استمد بعض أفكاره ممن سبقوه أو عاصروه، لكنه أعاد صوغها وتجديدها - بصورة جوهرية أحيانًا - لتناسب سياقها التاريخي والاجتماعي. وتضافرت جهود هؤلاء التنويريين لتخرج الفلسفة من دائرة الفكر المجرد وتعيدها إلى وضعها الحقيقي بوصفها قوة ناشطة خلاقة يمكن من خلالها معرفة العالم والتعرف إليه.تأويل النص: من الشعرية الى ما بعد الكولونيالية
ينشغل هذا الكتاب بتفكيك إشكالية القراءة في نماذج نظرية متعددة، كالهيرمينوطيقا السردية عند بول ريكور، وسوسيولوجيا الرواية عند ميخائيل باختين، والسيميائيات عند جوليا كريستيفا، وسيميوطيقا القراءة عند أمبرتو إيكو، والتفكيك عند جاك دريدا، والقراءة مابعد الكولونيالية عند إدوارد سعيد. كما يسعى إلى توضيح استراتيجية القراءة التي يقترحها كل أنموذج، باستجلاء المفاهيم المؤطرة لسيرورة اشتغالها، واستقصاء المرجعيات التي تقف وراء أسسها. يأتي ذلك كله في سياق أفق معرفي جديد فرضه التحول العميق الذي عرفته النظرية الأدبية في التنظير لمفهوم الأدب، والذي انخرط فيه النقد العربي منذ عصر النهضة، حيث تمثّلت المعضلة الأساس لمشروعه النهضوي في إشكالية قراءة النص العربي.سؤال القيمة: مقاربة لرصد إشكالية القيمة في فلسفة لافيل
في زمان استبداد الثقافة العلمية، يتزايد الاهتمام بالقيمة بصفتها فضاءً يعين على توسعة سؤال العقل لدى الإنسان الحديث، وركيزةً أساسية في زمان احتلال التقنية الفضاءات الحيوية، حين كان التحوّل مستمرًا من الطبيعي نحو المادي. يرصد هذا الكتاب الرهانات الفلسفية المختلفة وطريقة تعاطي الفيلسوف لوي لافيل معها، محاولًا التعريف بمشروعه الخاص بعلم القيم، وردّ الاعتبار إلى هذا الموسوعي المغمور، وإعادة تقويم جهده في سبيل إنشاء مبحث الأكسيولوجيا. يؤكد الكتاب الحاجة الماسة إلى التطلع عربيًا إلى مختلف المشروعات القيمية التي حددت وجهة العقل الغربي، معرفيًا ومنهجيًا. فمن شأن هذا الانفتاح المعرفي والمنهجي تعميق الوعي العربي، وتطليق النرجسية الثقافية وحالة الانكفاء على الذات التي تحول دون فاعلية العقل العربي واندماجه في الحراك الثقافي والحضاري العالمي.الحرية والعنف
في وقت يهيمن الأنموذج العلمي على عقول الفلاسفة، تبدو الكتابة عن حرية الإنسان مشروعًا محفوفًا بالمخاطر، أولها الوقوع في تعميمات لا تفيد تقدم البحث عن الإنسان. في سعيه إلى بناء علاقة الإنسان بحريته، يطرح هذا الكتاب تساؤلات عدة: ألا يشكّل مفهوم الحرية ذاته الوهم الأكبر الذي أضفاه الإنسان على نفسه عبر العصور المختلفة، كي يخفي المرء حقيقته عن نفسه ذاتها؟ كيف يمكننا أن نؤسّس علميًا مفهومًا كهذا ربما لم يكن في العمق إلا حكمًا مسبقًا غير عقلاني؟ كيف يمكن تثبيت الطابع العلمي الموضوعي لمثل هذه الحرية؟ ألسنا أمام مفهوم يستعصي على كل نَسْقَنَة، وكل بنيوية للفكر؟ ألا تمثل فلسفة الحرية خطوة إلى الوراء بالنسبة إلى ميل الفلسفة الحالي إلى أن تكون موضوعية في عمق ماهيتها، والتي تجد في مثل هذه الموضوعية سبب وجودها، بل وجودها عينه؟فلسفة اللامساواة: رسائل الى قادة الثورة الروسية
في مطلع عام 2014 أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعميمًا لسائر العاملين في إدارات الدولة الروسية يطلب منهم قراءة هذا الكتاب. لكن هذا التعميم كان بمنزلة عملية سطو على فكر هذا الفيلسوف الذي طرده البلاشفة من روسيا. كتب بردياييف كتابه هذا منذ مئة عام تقريبًا، في غمار الحوادث العاصفة للثورة الروسية. لم يتصدَّ الكاتب لتأريخ تلك الحوادث التي هزّت العالم، بل لمناقشة المقولات كلها التي استند إليها قادة تلك الثورة، وزجّوا روسيا باسمها في آتون حرب أهلية طاحنة. وكرّس بردياييف جهده الفكري طوال حياته في منفاه الفرنسي للنفاذ إلى أعماق النفس الروسية، بغية الكشف عن الميزات التي تفرّدت بها وجعلتها مهيّأة في عام 1917 لخوض تجربة "إعادة خلق آدم التوراتي من جديد"، وتكوين بديل منه في مختبرات الشيوعية البلشفية. يقول بردياييف إن لكل أمة تناقضاتها، لكن في روسيا وحدها تنقلب المقولة إلى مقولة مضادة.نقد العقل العلماني
يقدم هذا الكتاب دراسة مقارنة بين عبد الوهاب المسيري في نقده العقل العلماني وأسسه المعرفية في التراث الغربي، وزيغمونت باومان، وهو ليس بحثًا عن أدلّة مادية موضوعية تثبت "السرقة الفكرية" والتأثر الصريح الذي لا ينكره المسيري، بل كيفية صوغ النماذج التفسيرية الرئيسة وتوظيفها في نقد هذا العقل والحداثة، حيث يتجلى التقاء الخطاب النقدي عند باومان (اليهودي) والمسيري (المسلم) في أنموذجين أساسيين: الحداثة الصلبة (العقلانية المادية) والحداثة السائلة (المادية اللاعقلانية). كما يسعى هذا الكتاب إلى استكشاف الخرائط الإدراكية للحداثة الغربية والعقل العلماني عند باومان والمسيري، لأن كلًّا منهما يرى الحداثة العلمانية رؤية معرفية شاملة لله والإنسان والطبيعة، ويستخدم النماذج التفسيرية والصور المجازية نفسها لكشف هذه الرؤية، وإن اختلفا في وصفات الخلاص من مأزق الحداثةمن تعدّدية الأخلاق الى أخلاق التعدّدية
يُلزمنا هذا العصر أن نُموضع قيمنا الأخلاقية في ميزانه، وأن نُعيد فتح نقاش عالِمٍ بخصوصها يُمَكننا من إيجاد مشترك أخلاقي يرقى بهذه القيم من ضيق الخصوصية إلى سعة الكونية. يتناول هذا الكتاب ثلاثة نماذج لسؤال الأخلاق، تعترف كلها بحاجة المجتمع المعاصر الملحة إلى تهذيب أخلاقي جديد: أولها، موقف هيلاري بوتنام من التفرقة بين الواقعة والقيمة، والموضوعية المرنة التي جعلها بوتنام موضوعية على مقاس القيم الأخلاقية، وثانيها، نظرية أخلاقيات المناقشة ليورغن هبرماس عارضًا مقوّماتها وراصدًا بعض شرائط تحققها؛ وثالثها، الرؤية الأخلاقية التي وضعها المفكر العربي طه عبد الرحمن، من دون حصرها في مؤلف بعينه، بل باستقائها من مؤلفاته كلها التي تصدى فيها، إن بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لسؤال الأخلاق، حتى تتضح الرؤية أكثر ويستقيم الحُكم.أخلاقيات التواصل في العصر الرقمي
يجيب هذا الكتاب عن سؤال: هل نظرية أخلاقيات النقاش التي قدمها هبرماس- باعتبارها آلية للاتفاق وحل الخلافات، وباعتبارها أيضًا آلية للوصول إلى معايير خلقية، قابلة للتعميم من خلال النقاش العقلاني - خصوصًا بطرائق التواصل التقليدية المباشرة، أم أنها ممكنة التطبيق عبر تقانة التواصل الرقمي الجديدة؟ وذلك من خلال إشكالية تعيشها المجتمعات المعاصرة؛ فكلما زادت تقانة التواصل والاتصال تقدمًا، زادت حدة الخلافات والصراعات بين الجماعات والشعوب والأمم من ناحية، ومن ناحية أخرى في سياق البحث عن وظيفة جديدة تقوم بها فلسفة التواصل في عصر يشهد تحولات هائلة في وسائل الاتصال والتواصل الإنساني، فتتعامل مع ما نتج من هذا التحول من أثر في إدراكنا مجموعة من المفاهيم التي تشكل وجودنا، كالاتصال والمجتمعات أو الجماعات، والزمان والمكان، والهوية، واللغة، والحرية، ثم الإعلام.في حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية
كتاب “محمد ابراهيم نقد” يصدر في جوهره عن تقدير عميق للجهد الإبداعي الكبير لكتاب حسين مروة، ولما حققه من إضاءة موضوعية لتاريخ الفلسفة العربية الإسلامية، منذ نشأتها الأولى وعبر تجلياتها المختلفة، مستنداً في هذا إلى المنهج الجدلي، ولما أتاحته هذه الإضاءة التاريخية من إضاءة فلسفية إلى هذا التاريخ نفسه. على أن المفكر “محمد ابراهيم نقد” ينعش معرفتنا بهذا الصنيع الفكري الكبير الذي خلّفه لنا حسين مروة، بتناوله النقدي لبعض جوانبه، بما لا يقلل من تقديره لهذا الصنيع.بصدد مؤلف إنجلز
فضلاً عن مؤلفات ماركس وإنجلز ولينين، تصدر دار “التقدم” كراريس مبسطة عن مؤلفات إعلام الماركسية-اللينينية. والكراس الذي كتبه الفيلسوف والكاتب الاجتماعي والسياسي السوفياتي فاسيلى كوزنيتسوف عن مؤلّفَي “لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية” يعرض ظروف وأسباب كتابة هذا المؤلف، ومكان الفلسفة الكلاسيكية الألمانية التاريخي ودورها في نشوء النظرية الماركسية، ويكشف جوهر الانقلاب الثوري الذي قام به ماركس وإنجلز في ميدان الفلسفة.سيبوية معتزلياً: حفريات في ميتافيزيقا النحو العربي
اخترنا أن نتناول بالدراسة في عملنا هذا تجليات العقائد المعتزلية من خلال ثمانية فصول: - ميتافيزيقا الوجود النحوي. - ميتافيزيقا الوجود العاملي. - ميتافيزيقا الاسم والصفة. - ميتافيزيقا الأنطولوجيا الإنسانية. - ميتافيزيقا التنزيه والتفرد. - أنطولوجيا الزمكان. - أكسيولوجيا الصلاح. - ميتافيزيقا التحديد.هايدغر والفكر العربي
يقارن المؤلّف بين البنى الخاصّة بالفكرين الهايدغريّ والعربيّ قبل أن يقيم مواجهة بين النظرتين الأنثروبولوجيّتين اللتين يوصي بهما الفضاءان الفكريّان. بالنسبة إلى الأنثروبولوجيا العربيّة، يقصر المؤلّف البحث على تلك التي تنتسب إلى الإسلام. ذلك لأنّها تكوّن، في رأيه، العنصر الذي يمثّل غالبيّة الشعوب العربيّة في الوقت الراهن. ثمّ يقابل بين التسليم لمشيئة الله في الإسلام والتسليم لمشيئة الكون عند هايدغر. السؤال: ألا يجوز لنا ههنا مقابلة المصادرة التي حدسها هايدغر، القاضية بالاختلاف الأُنطولوجيّ (الاختلاف بين الكون والكائن أو بين الوجود والموجود الإنسانيّ) بالاختلاف الأُنطولوجيّ الثيولوجيّ (أو الكلاميّ) في الاسلام (الاختلاف بين الله والكائن أو بين الله والإنسان)، استنادًا إلى الآية 11/سورة الشورى: ﴿فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجًا ومن الأنعام أزواجًا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾، علمًا أنّ هايدغر يرى أنّ الميتافيزيقا، في شقّها الأُنطولوجيّ الثيولوجيّ، كانت قد عزت إلى الأُلوهة ما يعود حصرًا إلى الكون؟ أمّا الاختلاف، فإنّه يختلف عمّا تعوّدناه وعهدناه، بمعنى أنّه فصلٌ ووصلٌ، أي أنّ الكون والكائن عند هايدغر، والله والكائن في الإسلام، يختلفان فينفصلان، ويتّصلان من حيث إنّهما ينفصلاناتجاهات معاصرة في فلسفة العدالة
أناقش بعض الملامح الرئيسة للعدالة كإنصاف: في المقطع (II) كما جرى تقديمها في نظرية، وفي المقطع (III) كما جرى تقديمها في ليبرالية. أما في المقطع (IV) فأتولى بإيجاز بحث رواية رولز الحديثة لقصة العدالة الدولية في كتاب قانون الشعوب (The Law of Peoples). لست طامحًا إلى اجتراح خلاصة شاملة، بل إلى تأكيد أفكار مفتاحية حاسمة معينة لتمكين القارئ من فهم رولز والمساهمات الواردة في هذا السِّفْر.النص والخطاب
يبحث هذا الكتاب في فلسفة المصطلح وهويته، وفي الإشارة اللغوية والرمز، ويعرج على دراسة التصور اللساني للنص، وكذلك على التصور الأدبي والتصور الإلكتروني، وهو باب جديد في هذا الحقل. ويفصح المؤلف عن ذلك بقوله: "يؤدي الإدراك البنيوي للمصطلح إلى ارتسامه بنائيًا من ثنائية تتشكل من: تسمية + تصور. والتسمية وفق ذلك هي الملصق اللغوي الذي يُصمّم لاحتواء النص وتأطيره وحمله والنهوض به في كينونة حافظة أو حامية محملة بطاقة ادخار أو احتشاد حي ونابض يقبل التأثير والتأثر، وفق شرائط التاريخ والثقافة ونمو معطيات التحضر المجتمعي من مفصل إلى مفصل آخر أكثر تطورًا ومعاصرة". باختصار، فإن هذا الكتاب محاولة لاكتشاف الفروق بين المدلول المعجمي والتصور المصطلحي، وسعي لتحديد التصورات واختلافها وتمايزها بين التصور النحوي التركيبي والتصور الدلالي والتصور التداولي. الدين والعلمانية في سياق تاريخي: الجزء الثاني / المجلد الأول
في هذا الجزء من كتاب الدين والعلمانية يتصدى الدكتور عزمي بشارة لفهم تطور العلمانية من اللفظ وحتى الايديولوجيا في السياق التاريخي الأوروبي بما فيه تاريخ الأفكار، وتُفهم العلمانية غالبًا كشعار مثل “فصل الدين عن الدولة” أو “فصل الدين عن السياسة” أو “حياد الدولة عن الشريعة”. وهذا فهم اختزالي لا يشمل بالضرورة معرفة معمقة وتاريخية ونقدية لتطور المصطلح في سياقه التاريخي والحضاري. يحلل المؤلف في منهج عابر للاختصاصات عصارة التجربة الإنسانية، الأوروبية في المقام الأول، فكرًا ودينًا واجتماعًا وتاريخًا وسياسة. وانطلاقًا من العصر الوسيط تمكن من إعادة صوغ الأفكار الكبرى التي ازدهرت طوال العصر الحديث بشمولية وعمق، ودرس العلمانية في منشئها وسيرورتها وإنجازاتها وتطبيقاتها ومآلاتها، وبحث علاقة الدين بالعلم والسياسة، وتوصل إلى آراء ثاقبة في هذا الميدان، وكشف كيف أن الإصلاح الديني في أوروبا والأصولية كانا وجهين لصيرورة واحدة، نشأت وتطورت في سياق الثقافة الدينية، وأن من غير الممكن فهم العلمانية من دون فهم منطق الدولة الذي ظهر من خلال النهضة الأوروبية والأنسنية الكاثوليكية، ولهذا فهو يعمل على تحليل نظرية الدولة ونشوئها.الدين والعلمانية في سياق تاريخي: الجزء الثاني / المجلد الثاني
يُقسم هذا المجلد ثلاثةَ أقسام، نتناول في القسم الأول النماذج التاريخية والمقارنة بينها من عدة زوايا؛ وفي القسم الثاني نتناول بالفحص والنقد نظريات العلمنة، كما ننتقد نقدها أيضًا من خلال مقاربات تتداخل فيها بين العلوم الاجتماعية وعلم التاريخ. أما في القسم الثالث فنعالج توليد العلمنة لنقيضها أكان ذلك على مستوى عودة الديانات التقليدية إلى القيام بدور في المجال العام أم بنشوء الديانات السياسية وأشباه الديانات البديلة كجزء من عملية العلمنة ذاتها. وأخيرًا نطرح تصوّرَنا لأنموذج معدّل أكثر تركيبًا لنظرية العلمنة. وهذه الجدة هي نتاج مقاربتنا المختلفة لتاريخ الأفكار في المجلد الأول من الجزء الثاني، وللصيرورة التاريخية ولنماذج العلمنة المختلفة أيضًا. نقدّم هنا ملخصًا مقتضبًا لما جاء في فصول هذا الكتاب. ويتكرر في بداية كل فصل للتسهيل على القارئ. ونرى أن يطّلع عليه من يرغب في قراءة الكتاب لأنه يساعده في فهم خريطة النص وموقع كل فصل فيه، لكن الاكتفاء به يوقع القارئ في أخطاء. وكما هو معروف فإن الهيكل لا يكفي للتعرف إلى شخصية صاحبه. ولا يمكن معرفة ما نريد قوله في هذا الكتاب من دون قراءة النص.تاريخ فلاسفة الإسلام في المشرق والمغرب
ترجع فكرة تأليف هذا الكتاب إلى نحو عشرين عامًا مضت، منذ كنت أتلقى العلم في مدرسة ليون الجامعة، وفي تلك المدينة الجميلة المطمئنة، دونت أوائل تلك الفصول، وقد صحبتني الأماني و«الكراسات» في سائر أسفاري بين ليون وجنيف ولندن وفيرنزة (فلورنسا)، ومرت علينا معًا فترة الحرب العصيبة وأنا في صحبة هؤلاء الفلاسفة الاثني عشر، ننهض تارة ونرجو رؤية النور والضياء، وطورًا نرقد في مثار النقع نسمع صدى صوت المدافع في الفضاء. إلى أن شاءت الأقدار أن يلبس هؤلاء الحكماء المتقدمون ثياب الظهور في عالم الوجود المادي، فلم أشأ أن أطيل حبسهم فأسلمت بيدي تلك الأوراق، التي أصبحت في نظري «معتقة صفراء» دقيقة الجسم ضخمة البخار، وهكذا برز إلى عالم البعث والنشور اثنى عشر(3)(*) فيلسوفًا من المشارقة والمغاربة، وقد تدثر كل بالقباء أو المرقعة أو المسوح أو الدراعة أو الجبة التي تليق به لدى مثوله بين أيدي قراء هذا الزمان.معالم الوعي القومي
في الأندية جميعها حديث متصل عن القومية، وليس الأمر بعجيب، فطبيعي أن يكثر الأخذ والرد في هذا الموضوع اليوم. وكنت منذ أمد قد عقدت النية على الخوض في هذا المجال مع الخائضين، ثم رأيت من الخير أن أعمد إلى بعض ما كُتب عن القومية عندنا فأنظر فيه، وأعلق عليه. والحق أن ما قد كُتب عن القومية في اللغة العربية ليس بيسير القدر، فخشيت أن يتسع العمل أمامي ويتشقق في وجوه، فتضيع الفائدة المرجوة. ولذلك عزمت أن أحصر عملي في كتاب واحد ذي قيمة أحترم كاتبه. وصدر «الوعي القومي»(30) للدكتور قسطنطين زريق، وهو من الشباب الذين يحرصون على أن يكون لهم تفكير جدي رزين في القضايا. فأرسلت كلمة أولى في الكتاب(31) ثم كلمة ثانية أوسع(32) ولكني في الكلمتين كنت مستعجلًا وقد أبديت فيهما اعترافًا عامًا بفضل الدكتور لا أتزحزح عنه. وها أنا اليوم أعيد الكرة للمرة الثالثة، وقد شعرت أن النظر المتأني في هذا الكتاب والتعليق المستفيض عليه إنما يستدرج إلى معالجة موضوع القومية الخطير. فهذا السِفْر الذي تجده بين يديك أيها القارئ هو نقد لكتاب «الوعي القومي». وآمل أن أكون وفّقت فيه إلى أكثر من نقد كتاب بعينه، فزدت بعض وضوح مسائل لم تزل مختلطة غامضة حتى في أذهان بارزي رجال الثقافة منا...العرب واليونان وأوروبا: قراءة في الفلسفة
صدرت الطبعة الأولى من كتاب عمر فروخ هذا عام 1944، وكان عنوانه: الفلسفة اليونانية في طريقها إلى العرب. وقد وقعت تلك النشرة في تسعين صفحة ونيف. ودار أكثرها (70 صفحة) حول الفلسفة اليونانية منذ ما قبل سقراط وإلى الأزمنة الكلاسيكية المتأخرة (القرنان الرابع والخامس للميلاد). أما القسم الأخير (الفصلان السادس والسابع) (71 - 94)، فقد دار حول نقل الفلسفة اليونانية مباشرةً، وإنما على جانب المترجمين السريان أنفسهم. وطبع المؤلّف كتابه بشكله الأول في عامي 1947 و1952. ثم أطال القسم الثاني من دون أن ينقص من القسم الأول في نشرةٍ ثانية صدرت عام 1960 بعنوان: العرب والفلسفة اليونانية. وقد وقعت هذه النشرة في مائةٍ وسبعين صفحة. ووقع الفصلان المطوّلان في نيّفٍ وستين صفحة.تحولات الفينومنولوجيا المعاصرة: مرلو-بونتي في مناظرة هوسرل وهايدغر
تبنت الفينومنولوجيا، بوصفها أكبر تيار فلسفي معاصر، محاولة تجاوز الصراع التقليدي بين المذهبين المثالي والواقعي، ثم وضع أسس سليمة لفلسفة علمية صارمة. هذا هو الهدف الرئيس الذي سعى إلى تحقيقه مؤسس المذهب الفينومنولوجي إدموند هوسرل، فكان أهم مبدأ قامت عليه فلسفته هو «العودة إلى الأشياء ذاتها»، وهو المبدأ أو بالأحرى الشعار الذي أثر كثيرًا في جميع أنواع الفينومنولوجيا التي ظهرت في ما بعد، أكان في ألمانيا أم في فرنسا، على الرغم من اختلافها الظاهر في مفهوم الأشياء كما في كيفية العودة إليها.خطاب الكرامة وحقوق الانسان
يتناول هذا الكتاب المرتكزات الفلسفية لمفاهيم الكرامة وحقوق الإنسان بالنقد والتحليل. يناقش الكاتب بعض أهم التوجهات الفكرية المعاصرة في شأن هذه المسائل، بما فيها تلك التي تنهض بالكرامة والحقوق على أسس عقلانية، وتلك التي تعطي الدور الأكبر للمشاعر والانفعالات والوجدان. أما وجهة نظر الكاتب نفسه فتتبدى في محاولته تأسيس مفاهيم الكرامة والحقوق انطلاقًا من الحاجات والمصالح والرغبات البشرية الطبيعية، وقدرة الإنسان على التعاطف، ومقاومة كل ما من شأنه أن يقلل من فرصه الحياتية للعيش الكريم.من نقد العقل إلى هيرمينوطيقا الرموز
يشكل التأويل خاصية مميزة للكينونة الإنسانية. فالإنسان يحاول دومًا الاقتراب من الوجود، من خلال لقاءات الدهشة الأولى، حيث يجد نفسه منخرطًا، من البداية إلى النهاية، في عمليات التأويل، سواء بكيفية عفوية وغير منظمة (التأويل كممارسة يومية وحياتية)، أم بطريقة منهجية وواعية (التأويل باعتباره نظرية وفَنًا)، سعيًا منه إلى فهم العالم والآخر وذاته. نشير، في هذا الصدد، إلى أن النصوص من الموضوعات التي شكلت محور اهتمام الإنسان، حيث حاول تأويلها من أجل تقييد معانيها والإمساك بدلالاتها؛ لأن النصوص تتميز بعدم إفصاحها عن مكنوناتها كلها دفعة واحدة، وبكيفية مباشرة ونهائية.رسائل الفارابي
الأولى : أنها ليست بأجسام وهو معنى سلبي، ولا يوجب أن لا تختلف حقائقها لاشتراكها في هذا السلب . الثانية : أنها لا تموت وهي تفسد وإلا وجب أن تكون فيها قوة الموت والفساد، ولو جاز هذا لوجب أن تجتمع فيها قوة الوجود والفناء، وفعلهما فتكون موجودة ومعدومة معاً، فتبين أن البسائط إذا صارت بالفعل لم تبق فيها القوة وإلامكان، بل إنما يصح ذلك في المركبات التي لها إمكانان فيبطل أحدهما عند كونه بالفعل ويبقى الآخر في المادة، ثم لامتناع الفساد في واجب الوجود لذاته بيان خاص وكذلك في المادة بيان خاص . الثالثة : إنها مدركة لذواتها بعد أن يعلم أن إدراكها لذواتها مختلف الأنواع فإن إدراكها لذواتها هو نفس وجوداتها، ووجوداتها مختلفة، والأول يدرك ذاته ولوازم ذاته لا محالة، لأنه لو لم يدرك لوازم ذاته لكان إدراکه لذاته ناقصاً وإدراکه لوازم ذاته هو إدراكه لذاته . الرابعة : إن لكل منها سعادة فوق سعادة الملابسات للمادة على أنها أيضاً من المفارقات .أحلام الفلاسفة
يضم هذا الكتاب بين دفتيه أروع أحلام فلاسفة العالم، إنه الحلم الذي يحيا من أجله الإنسان حتى الآن «اليوتوبيا» أو «المدينة الفاضلة». ذلك الموضوع الذي أُثير منذ أمدٍ بعيد؛ فقد ابتدأه «أفلاطون» في العصور القديمة ثم «توماس مور» في عصر النهضة، وتوالت الأحلام والأفكار حتى الآن، كلٌّ منهم يؤسس مدينته ويضع أسس نظامها، وقد اختار هؤلاء الفلاسفة النظام «التضامني»، فتارة يكون هناك اشتراك فى ملكية رأس المال، وتارة أخرى نراه اشتراكية في مواجهة الثورة الصناعية، ثم شيوعية في مواجهة الرأسمالية، وأخيرًا يجيء الحلم المصري «خيمى» الذي يسعى فيه «سلامة موسى» أن يؤسس يوتوبيا مصرية. حقًّا اختلف الفلاسفة في تحديد اسم المدينة، ولكنهم اتفقوا في الحلم.آراء أناتول فرانس
كان أناتول فرانس — أحد أعلام الأدب الفرنسيِّ في القرن التاسع عشر — أديبًا من الطراز الرفيع؛ فمجموع ما تركه من مؤلفات وأعمال أدبية يكشف عن تحلِّيه بموسوعيَّة هائلة ضاهى بها مفكِّري عصره. وقد برز في كتاباته طابع فلسفيٌّ واجتماعيٌّ خاص، وروح حكيمة ومرحة في آنٍ واحد، فضلًا عن قدرته على سبر أغوار النفس البشرية، واستنطاق الطبيعة والكون بأسره. ولمَّا كان إعجاب عمر فاخوري بالأديب الفرنسيِّ عظيمًا، وكانت فجيعته في وفاته سنة ١٩٢٤م عظيمة هي الأخرى، فقد أراد أن يقدِّم لقراء العربيَّة قبسًا من أفكار أناتول وآرائه، بما تضمَّنته من قضايا النفوس والأرواح، والحياة والموت، والحقيقة والخرافة، والعلم والدين، والماضي والمستقبل، والتمدُّن والوحشيَّة، والحبِّ والغواية. إنه واحدٌ من الكتب التي تمتع القارئ وتحمله على الفكر والتفكُّر.الكون والفساد
«الكون والفساد» كتاب يضم بين دفتيه أفكار فلاسفة اليونان القدامى من أقدم العصور وحتى عصر أرسطو؛ حيث يتناول أرسطو الآراء السابقة التي ناقشت الكون ومكوناته، والأجسام وماهيتها وفسادها؛ فيقوم بتشريح هذه الآراء، كما يعرض الأسس التي قامت عليها نظريته، ثم يَصُوغ هذه النظرية في قالب فلسفي بديع. كما يحتوي الكتاب على ثلاث رسائل موجَّهة إلى كبار معارضيه، وهم: «ميليسوس»، و«إكسينوفان»، و«غرغياس»، حيث يتناول نقدَ نظرياتهم المتعلِّقة بالكون، والنظرية الوجودية، كما ناقش فكرة وحدانية الله. وقد كان لهذا الكتاب عظيم الأثر على فلاسفة المسلمين في العصر الوسيط، حيث تُرجم لأول مرة على يد «ابن رشد»؛ الذي لقَّبَه «دانتي» ﺑ «الشارح الأكبر لأرسطو».مبادئ الفلسفة
لا شك أنَّ للفلسفة أهمية كبرى في حياتنا؛ فكل ما نقوم به يُمثِّل فلسفتنا في الحياة، وبالرغم من أهمية الفلسفة إلا أن تعقيداتها أبعدتنا عن دراستها والقراءة فيها، غير أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن يتناول الفلسفة بشكل مُبسَّط وسلس؛ ليُمكِّن القارئ العادي من الاطلاع عليها ودراستها، فالكتاب على الرغم من صغر حجمه إلا أنه ألمَّ وبشكل جيد وغير مخلٍّ بجوانب الفلسفة المختلفة. وقد قُسم الكتاب إلى قسمين؛ الأول: يعرض موضوع الفلسفة وفروعها وتاريخها، أما القسم الثاني فقد عرض فيه المؤلِّف لعدد من النظريات الفلسفية ونقاشاتها. وفي نهاية الكتاب يقدم أحمد أمين جهدًا مضافًا إلى ترجمته؛ حيث يضع معجمًا بالأعلام الواردة في الكتاب ليسهل على القارئ معرفتهم من خلال نبذة مختصرة عنهم.الآراء والمعتقدات
يُفصِّل الكتابُ علاقة المرءِ بالمعتقد والرأي الذي يؤمن به؛ فعلى مدار تسعة أبواب يُثير المؤلِّف أسئلة تتكشف مع محاولات الإجابة عليها؛ فيوضِّح الفروق بين الآراء والمعتقدات من جهة، والمعرفة من جهة أخرى، إضافة إلى شرح آليات ومظاهر التأثُّر بالرأي والمعتقد، سواء من باب الأثر النفسي الواقع أو اللذة المتوقعة، كما يشرح الكتاب أنواع الغرائز وما يحرِّكنا ناحية معتقداتنا وآرائنا، ويُفصِّل آلية عمل هذه المحركات، وأسباب التصادم والتنازع بينها داخل المجتمعات، وآليات التوفيق أيضًا. ويوضِّح بالشرح مفهوم الرأيِ الفرديِّ، مبيِّنًا مظاهر الخصوصيَّة من فرد لآخر، والمؤثرات الخاصَّة على الفرد في هذه المسألة. ، ثم يتعرَّض لنفس المشكلات في آراء المجموع. ، لينتقل بعد ذلك إلى شرح آليات انتقال الرأي وانتشاره، والوسائل المستخدمة في الترويج للآراء والمعتقدات في المجتمعات. ، ثم يقدِّم مباحث تجريبية في تكوين المعتقدات وما ينشأ عنها من حوادث غير شعورية.سَبيل الحيَاة
عجيب هو سبيل الحياة! مَنْ مِنَّا يُخيَّر أن يأتي الدنيا أو لا يأتي؟ ومَنْ مِنَّا يُخيَّر أن يغادر الدنيا أو يبقى فيها؟ وبين هذه وتلك يوجد سبيل الإنسان في الزمان والمكان، فيُصَيَّرُ على أمورٍ ويُخَيَّرُ على أخرى؛ فمَنْ مِنَّا مثلًا يختار أمه وأباه وإخوته؟ ومَنْ مِنَّا يختار لغته التي ينطق بها، وشعبه ووطنه الذي ينتمي إليه، ودينه الذي يؤمن به؟ ولكن بالمقابل، مَنْ مِنَّا لا يملك أن يختار بين الخير والشر أو بين العدل والظلم؟ ومَنْ مِنَّا لا يُخَيَّر بين الكفاح والجد، واللعب والكسل؟إنه بالفعل سبيل يستحق التأمل والنظر، لذا؛ اختار المازني هذا الكتاب الذي يُعَبِّر فيه عن تأملاته في النفس والحياة، حيث تناول فيه التجارب الإنسانية في جوانبها الأدبية والاجتماعية والنفسية والتي شكلت بدورها فكره ووجدانه، فعَبَّر عنها في أسلوب نثري بديع، وجسَّدها من خلال ألفاظه وكلماته.صندوق الدنيا
كنت أجلس إلى صندوق الدنيا وأنظر ما فيه، فصرت أحمله على ظهري وأجوب به الدنيا، أجمع مناظرها وصور العيش فيها عسى أن يستوقفني أطفال الحياة الكبار، فأحط الدكة وأضع الصندوق على قوائمه، وأدعوهم أن ينظروا ويعجبوا ويتسلوا … وكما أن «صندوق الدنيا» القديم كان هو بريد «الفانوس السحري» وشريط «السينما» وطليعتهما، أرجو أن يقسم لصندوقي هذا أن يكون — فى عالم الأدب — تمهيدًا لما هو أقوى وأتم وأحفل.
غريزة المرأة
لا يكون الوفاق بين الرجل والمرأة إلا إذا فهم كل منهما طبيعة الآخر، وما تتطلبه كل من الغريزتين، أما الشقاق فيحدث نتيجة العجز عن هذا الفهم، وقد تؤدي أسباب أخرى إلى الخلاف والجفوة، ولكن من المحقق أن العجز عن إدراك مطالب الغريزة النوعية للمرأة يؤدي بلا أدنى شك وفي كل حال إلى فساد ما بينها وبين الرجل، ومن الرجال من يكون سلوكه مُرْضيًا للمرأة ومحبِّبًا لها فيه وهو لا يدري لماذا، لأن سلوكه معها لا فضل فيه إلا للفطرة الذكية، غير أن الفهم الصحيح لا يكون إلا ثمرة الدرس العلمي، وليست الغريزة النوعية في المرأة فوضى، فإن لها قوانين قد يلحقها الاضطراب أحيانًا ويصيبها الشذوذ، ولكنها حتى في شذوذها واضطربها غير مستعصية على الدرس.رسالة الحياة
لطالما شُغل الإنسان بالبحث في سرِّ الحياة وغاياتها شُغلَه بنفسه وخفاياها، وربما شغلته الحياة عن ذاته حينًا فضاع فيهما معًا. وقد اعتقد «إبراهيم ناجي» أن المفتاح لمعرفة رسالة الإنسان هو الإحاطة برسالة الحياة. والحياة التي يتناولها هذا الكتاب هي ذلك اللغز الكبير الذي يستعين المؤلِّف على فكِّ طلاسمه باستحضار المعارف والعلوم والآداب، والوعي العقليِّ والشعوريِّ الإنسانيِّ النامي. ورسالة الحياة بحسب ناجي طيفيَّة، تنطوي على ألوان من القيم والفنون والأساليب، مبحثها الأهم هو الحقيقة، وغاية غاياتها السعادة. ومن هنا يناقش الكاتب موضوعات شتى في رسائل متعددة، بينها: رسالة الأدب، رسالة الفلسفة، رسالة الحضارة، رسالة علم النفس، رسالة العقل، رسالة الشباب، رسالة الأخلاق … إلى آخر مكوِّنات الحياة.فلسفة اللذة والألم
تُعَدُّ قضية المركز أو «اللوجوس» هي القضيَّة الأساسيَّة في دراسة التراث الفلسفي، فلا توجد فلسفة دون مركز؛ لذلك تتعدَّد المدارس والمذاهب الفلسفيَّة بتعدد مراكز التحليل الفلسفيِّ وبؤر التحليل المعرفي، ويُعَدُّ هذا الكتاب إطلالة مميَّزة على أحد هذه المذاهب التي جعلت من اللذة والألم بؤرة للتحليل ومركزًا تنطلق منه حياة الإنسان. وتُنْسب بدايات هذا المذهب إلى الفيلسوف اليوناني «أبيقور» الذي كان يقول بأن اللذة هي غاية الحياة، وأن المعرفة لا تتحقق إلا بالحواس، وقد انشغل «إسماعيل مظهر» بتأليف هذا الكتاب مدة أربع سنوات كاملة، تابع خلالها أصول هذه المدرسة الفلسفية وتطوُّرها عبر التاريخ.العقل والوجود
يُبرِز لنا الكاتبُ في هذا الكتاب أهميةَ الدور المحوري الذي يلعبه العقل في إدراكِ الموجوداتِ التي يُعنَى بها مبحث الأنطولوجيا «مبحث الوجود» باعتباره أحد المباحث الفلسفية الأساسية، ويتفق الكاتب مع وجهة النظر الفلسفية القائلة: إن المعرفة العقلية أرقى من المعرفة الحسيةِ، وذلك باعتبار أن العقل جارحةٌ إنسانية تمتلكُ قوةً تُمكِّنها من إدراكِ أنماط شتى من المعارف اللامادية، ويربط الكاتب بين الموجودات والدور الذي يلعبه العقل في إدراكِ هذه الموجودات؛ وذلك باعتبار أنَّ العقل هو الرئيس المدبر لشئون الحكم في الموجودات من نباتاتٍ وحيوانات وغيرها؛ أي: إنه هو القاضي الذي يمتلكُ القول الفصل في الحكم على الموجودات وما تتفرع إليه من مبادئ وأقسام.خطرات نفس
«خطرات نفس» هي مجموعة من المقالات التي أودعها الكاتب زهرة العمر، وباكورة أيام الصبا؛ فهو يستعير من الذكريات فلسفة مشاهدة الحياة؛ فلا يقتصرُ في سردها على مشاهد مجرَّدة أوجدتها الذكريات؛ ولكنه يتخذ من كل خاطرةٍ له قصة يبثُ فيها قيمة من قيم الوجود الإنساني: كالإيثار، والتسامح، والرضا، والتواضع. ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يجد أنه أمام دستورٍ صغير من دساتير تهذيب النفس الإنسانية؛ لأن كاتبها قد صبغها بصِبغَةٍ من مقدرات الحياة النفسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية؛ فقد وفِق الكاتب في كتابة ذكريات جمعتها نفس واحدة، وعوالم متفرقة؛ فهو يخترق حاجب النفس الإنسانية لِيُطْلِقها عبْرَ مشاهداتٍ أرحب نحو آفاق الحياة، ولا عجب في ذلك؛ لأن أكرم قسمٍ في ذكريات التاريخ الإنساني، هي الذكريات التي تُخَطُّ بأنامل النَّفس.
خواطر حمار
في عالم لا يحترم حقوق الإنسان ولا يقيم للإنسانية وزنًا، هل نتوقع أن يحمل للحيوانات أي تقدير؟ من هذا المنطلق تأخذنا الأديبة الفرنسية «دي سيجور» لأعماق النفس الحيوانية، لتسجل في كتابها خواطر تمثل ما يمكن أن يقوله الحمار لنا لو أُتِيحَت له الفرصة للحديث معنا. الحمار «كديشون» يريد أن يمحو من ذاكرة الإنسان ما أُشِيع عن الحمار من أنه غبي وكسول وسيئ التصرف، فعلى العكس من ذلك أثبت «كديشون» أنه أذكى كثيرًا من الإنسان، حتى إنه لُقِّب بـ«الحمار العالِم». ويقوم الحمار بعدد من المغامرات التي تظهر فيها قدرته على المكر وخداع الإنسان، كما يقدِّم نفسه كشجاع يخاطر بحياته لينقذ صديقته المقربة. إن «خواطر حمار» سيغير الكثير من مفاهيمنا السابقة عن ذلك الحيوان التعس.
العقل الباطن
العقل الباطن أو مكنونات النفس» هو كتاب لسلامة موسى، يلخص فيه ما قرأه لأقطاب علماء النفس الغربيين، أمثال سيغموند فرويد النمساوي، وكارل يونج السويسري، وأدلر الفرنسي، ورفرز الإنجليزي. وقد حرص موسى في هذا العمل أن يتجنب المصطلحات العلمية قدر الإمكان، وأن يكتب بأسلوب سلس وسهل، ييسر علي القاريء فهم الأفكار والنظريات دون تعقيد أوغموض. ويبحث هذا الكتاب في العقل الباطن أو اللاوعي، والدور المركزي الذي يلعبه في تحريك النفس البشرية، كما يبين لنا الكتاب كيف تتجلى مظاهر المرتبطة بالعقل الباطن في الخواطر الأوهام والأحلام التي تخالج نفس الإنسان. بالإضافة إلى ذلك يوضح لنا الكاتب كيف يمكن للإنسان أن يتعامل نفسيًا مع الهموم والأمراض الناتجة عن الكبت والتراكم المستمر للأشياء في اللاوعي.