في البدء كان المثنى
تخترق خالدة سعيد فضاء التاريخ والحضارات والأديان لتكشف بصفاء فكري قضية الأنوثة والذكورة. الحضور الأنثوي هنا فلسفي فكري لا نسوي. +++ يضيء الكتاب أعمالاً إبداعية نسائية لترتفع الأنثى كهوية تاريخية لا فردية، ولتكون المرأة العربية رائداً لا تابعاً.من نقد العقل إلى هيرمينوطيقا الرموز
يشكل التأويل خاصية مميزة للكينونة الإنسانية. فالإنسان يحاول دومًا الاقتراب من الوجود، من خلال لقاءات الدهشة الأولى، حيث يجد نفسه منخرطًا، من البداية إلى النهاية، في عمليات التأويل، سواء بكيفية عفوية وغير منظمة (التأويل كممارسة يومية وحياتية)، أم بطريقة منهجية وواعية (التأويل باعتباره نظرية وفَنًا)، سعيًا منه إلى فهم العالم والآخر وذاته. نشير، في هذا الصدد، إلى أن النصوص من الموضوعات التي شكلت محور اهتمام الإنسان، حيث حاول تأويلها من أجل تقييد معانيها والإمساك بدلالاتها؛ لأن النصوص تتميز بعدم إفصاحها عن مكنوناتها كلها دفعة واحدة، وبكيفية مباشرة ونهائية.العرب واليونان وأوروبا: قراءة في الفلسفة
صدرت الطبعة الأولى من كتاب عمر فروخ هذا عام 1944، وكان عنوانه: الفلسفة اليونانية في طريقها إلى العرب. وقد وقعت تلك النشرة في تسعين صفحة ونيف. ودار أكثرها (70 صفحة) حول الفلسفة اليونانية منذ ما قبل سقراط وإلى الأزمنة الكلاسيكية المتأخرة (القرنان الرابع والخامس للميلاد). أما القسم الأخير (الفصلان السادس والسابع) (71 - 94)، فقد دار حول نقل الفلسفة اليونانية مباشرةً، وإنما على جانب المترجمين السريان أنفسهم. وطبع المؤلّف كتابه بشكله الأول في عامي 1947 و1952. ثم أطال القسم الثاني من دون أن ينقص من القسم الأول في نشرةٍ ثانية صدرت عام 1960 بعنوان: العرب والفلسفة اليونانية. وقد وقعت هذه النشرة في مائةٍ وسبعين صفحة. ووقع الفصلان المطوّلان في نيّفٍ وستين صفحة.حرية الإرادة
مقال "حرية الإرادة" للمفكر الهولندي دسيدريوس إيراسموس، والمقال هو نقاش معمق يغوص في أصول الفكر والفسلفة المسيحيان، وإيراسموس في هذا الكتاب يقدم رؤية نقدية لآراء مارتن لوثر (قائد الإصلاح الديني البروتستانتي في أوروبا) فيما يتعلق بالإرادة الإنسانية، والكتاب في الأساس عبارة عن محاورة بين المؤلف ومارتن لوثر حول حرية الإرادة.نقد نقد العقل العربي - وحد العقل العربي الاسلامي
يقوم كل مشروع محمد عابد الجابري في نقد العقل العربي، على اصطناع قطيعة معرفية بين فكر المشرق وفكر المغرب، وعلى التمييز بين مدرسة مشرقية إشراقية ومدرسة مغربية برهانية، وعلى التوكيد أن رواد المشروع الثقافي الأندلسي ـ المغربي ـ ابن حزم وابن طفيل وابن رشد وابن مضاء القرطبي والشاطبي ـ تحركوا جميعهم في اتجاه واحد هو اتجاه رد بضاعة المشرق إلى المشرق، والكف عن تقليد المشارقة، وتأسيس ثقافة أصيلة مستقلة عن ثقافة أهل المشرق.+++هذا الجزء الثالث من مشروع طرابيشي لـنقد نقد العقل العربي يتصدّى لتفكيك تلك الإبستمولوجيا الجغرافية من منطلق توكيد وحدة بنية العقل العربي الإسلامي، ووحدة النظام المعرفي الذي ينتمي إليه بجناحيه المشرقي والمغربي، ووحدة المركز الذي تفرّعت عنه دوائره المحيطة. فلا التحوّل من دائرة البيان إلى دائرة العرفان أو دائرة البرهان، يعني انعتاقاً من جاذبية نقطة المركز، ولا التنقل بين الخانات يمكن أن يكون خروجاً عن رقعة شطرنج العقل العربي الإسلامي الذي يبقى يصدر عن نظام إبتسمي واحد مهما تمايزت عبقريات الأشخاص وعبقريات الأماكن.+++هذا الكتاب، إذ يرفض التوظيف الأيديولوجي الإقليمي لمفهوم القطيعة الإبتسمولوجية، يتوسّل حفريات المعرفة الحديثة ليعيد بناء وحدة الفضاء العقلي للتراث العربي الإسلامي، وليقترح قراءة اتصالية – لا انقطاعية – للإسهامات المميزة للمدرسة الأندلسية، سواء أتمثلت في مقاصدية الشاطبي، أم عرفانية ابن طفيل، أم الانتفاضة النحوية لابن مضاء القرطبي. وهذا، بالإضافة إلى إعادة فتح ملف الفلسفة المشرقية لابن سينا واقتراح حل جديد للغزها.الانسداد التاريخي: لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟
المسائل المطروحة في هذا الكتاب تمثّل عناوين المأزق العربي، ومحور اهتمام الباحثين والمحللين الاستراتيجيين والقراء والمتابعين. ولعل الخطورة تتمثل في كون هذه المسائل أكثر ارتباطاً بوجود العرب ومصيرهم وتقدمهم ومستقبلهم، ويتوقف على حلها مسار العالمين العربي والإسلامي، وموقفهما من تحديات العصر وإشكاليات الديموقراطية والحداثة والغرب والإسلام والمرأة والعولمة والانفتاح. يشخص هذا الكتاب أمراض المجتمع العربي، ويضع الإصبع على المشكلات التي أعاقت محاولات الاستنهاض، وأدّت إلى فشل الإصلاح الديني في الإسلام بينما نجح في المسيحية. ويشرح أسباب الانحطاط الحضاري في العالمين العربي والإسلامي، وتحوّل الإرهاب إلى وباء أصولي يهدّد المجتمعات. كذلك يتطرق إلى ظاهرة التهجم على المقدسات وحرية التعبير في الفكر الأوروبي، وإلى أنماط المثقفين العرب، والفهم الأصولي للدين ومسبّبات الانسداد التاريخي، وإلى الحضارة الحديثة والرؤية الأصولية للعالم.فلسفة المجتمع السعيد
المال والهلال
يقوم هذا البحث بتحليل مصادر الثروة العربية قبل الإسلام، ويستكشف الأرض، وكيف جرت تهيئتها لظهور هذا الدين الجديد. ويعرض العوائق الاقتصادية التي حالت دون انتشار الإسلام بسرعة، وكيف استطاع الإسلام أن يمهّد السبل لنشوء عوامل اقتصادية، ساعدت، في ما بعد، على تقويته، وانتشاره في مكة والمدينة.+++كذلك يعرض كيف انتقل المجتمع العربي من التجارة إلى الفتوحات الإسلامية، وكيف أسهمت هذه الفتوحات في تكبير حجم المال العربي بعد الإسلام.+++وفي البحث، قراءة للتاريخ الإسلامي بجرأة متناهية كتاريخ فقط، تكوّن بفعل عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة، وتكوّن كذلك بفعل أشخاص وشخصيات تاريخية وواقع ملموس على الأرض، وبين البشر. وهذا المنهاج في قراءة التاريخ الإسلامي المبكر – على وجه الخصوص – لاقى صعوبات جمّة سبق أن واجهها كل من تعرّض لهذه الفترة الدقيقة من تاريخ الإسلام. فالمصادر التاريخية قليلة، إذا لم تكن نادرة. وما توافر منها – على ندرته – وُظّف لمصلحة الدين الجديد كلية، وتلك سُنّة تاريخية معروفة من قبلُ ومن بعد. فالجديد يَجُبُّ دائماً ما قبله. وبرغم ذلك، استطاع هذا الكتاب أن يكشف عن حقائق تاريخية، لم نكن نظن في السابق أنها كانت قائمة، وذات دور كبير في ظهور الإسلام.المفهوم الفلسفي عند جيل دولوز
ينظر هذا الكتاب إلى جيل دولوز بصفته فيلسوفًا شديد الفضول، يهتم بكل ما يشكله حاضره وينتجه عصره؛ إذ وجه جلّ فكره نحو القبض على مساحة حدْثية مرآوية، طاويًا سحر كتابته لتجاوز الأماكن الفارغة من المعنى. وقع الاختيار على المفهوم الفلسفي عنده لأنه أكثر الفلاسفة اشتغالًا على المفاهيم الفلسفية، من خلال حواراته مع كبار الفلاسفة. يطرح هذا الكتاب جملة تساؤلات، منها: ما الطريقة التي توسلها دولوز في قراءته التراث الفلسفي؟ كيف تشكل النص الدولوزي؟ ما الخيط الناظم في الكتابة الدولوزية بين الآداب والفلسفة؟ ما علاقة الفلسفة بقطاعات أخرى كالعلم والفن والأدب؟ ما السبيل إلى الخروج من الخواء، والظفر بالاتساق والتماسك؟ ويسعى إلى الإجابة عنها من خلال إقامة مناظرات بين دولوز وفلاسفة آخرين، كأفلاطون وأرسطو وديكارت وكانط وهيغل ونيتشه وهايدغر وغيرهم.الفكر الإسلامي
مساهمة تجديد من محمد أركون في مجال الفكر العربي والإسلامي، ركيزتها الفحص والنقد وسبر أغوار الحدث في مساره التاريخي وعلى ضوء معطيات معاصرة. وتزداد أهمّية المحاولة حين يُنظر إليها من منظور ما نشهده الآن، حيث الاهتزاز والاضطراب والتساؤل.+++الكتاب يضع القرآن في مواجهة الصيغ النظرية للفكر الحديث هادفاً من ذلك إلى إنشاء رؤية نقدية في ميادين العلوم الإنسانية، بما يتجاوز التفاسير المتداولة.+++فالمطلوب، في عرف الباحث، إعادة تحديد المفهوم الغربي ذاته بصفته فضاءً تاريخياً وثقافياً. وإعادة التحديد تتعدّى المثال الإسلامي لكنّها، في رأيه، تتمّ بفضل هذا المثال.رأس اللغة جسم الصحراء
مقالات، أفكار، تأملات، رؤى في غيب الواقع وروح الغيب، تمتد من رأس اللغة إلى جسم الصحراء. +++ يستنطق أدونيس وجوده المثنى: ذات المثقف في مقابل المكان والزمن. +++ بذكاء الناقد والمفكر وحدس الشاعر المتغرّب يقرأ: الغربة، الذاكرة، الواقع، المنفى، الدين، السياسة، الأدب والشعر... علّه يفصح بالنثر ما اختزله بالشعر.فلسفة التنوير
في هذا الكتاب، يرى واحد من أبرز الباحثين النقديين المرجعيّين في القرن العشرين أن ثمة قاسمًا مشتركًا يجمع بين شتى الروافد الفكرية التي تصب في ذلك التيار التاريخي الحاسم وهو "عصر التنوير". ويحلل المؤلف بعض الملامح البارزة في أفكار أفلاطون وأرسطو وديكارت وسبينوزا ولايبنتز وفرانسيس بيكون وجون لوك وبيركلي وهوبز وهيوم وفولتير وروسو وديدرو وهيردر وغوته وشيلر ولسينغ؛ ويخلص إلى أن كلًا من هؤلاء الفلاسفة التنويريين استمد بعض أفكاره ممن سبقوه أو عاصروه، لكنه أعاد صوغها وتجديدها - بصورة جوهرية أحيانًا - لتناسب سياقها التاريخي والاجتماعي. وتضافرت جهود هؤلاء التنويريين لتخرج الفلسفة من دائرة الفكر المجرد وتعيدها إلى وضعها الحقيقي بوصفها قوة ناشطة خلاقة يمكن من خلالها معرفة العالم والتعرف إليه.تاريخ فلاسفة الإسلام في المشرق والمغرب
ترجع فكرة تأليف هذا الكتاب إلى نحو عشرين عامًا مضت، منذ كنت أتلقى العلم في مدرسة ليون الجامعة، وفي تلك المدينة الجميلة المطمئنة، دونت أوائل تلك الفصول، وقد صحبتني الأماني و«الكراسات» في سائر أسفاري بين ليون وجنيف ولندن وفيرنزة (فلورنسا)، ومرت علينا معًا فترة الحرب العصيبة وأنا في صحبة هؤلاء الفلاسفة الاثني عشر، ننهض تارة ونرجو رؤية النور والضياء، وطورًا نرقد في مثار النقع نسمع صدى صوت المدافع في الفضاء. إلى أن شاءت الأقدار أن يلبس هؤلاء الحكماء المتقدمون ثياب الظهور في عالم الوجود المادي، فلم أشأ أن أطيل حبسهم فأسلمت بيدي تلك الأوراق، التي أصبحت في نظري «معتقة صفراء» دقيقة الجسم ضخمة البخار، وهكذا برز إلى عالم البعث والنشور اثنى عشر(3)(*) فيلسوفًا من المشارقة والمغاربة، وقد تدثر كل بالقباء أو المرقعة أو المسوح أو الدراعة أو الجبة التي تليق به لدى مثوله بين أيدي قراء هذا الزمان.الكونية الجذرية لا العولمة المترددة
يرى هاليداي وجود منظومة قيم عالمية مشتركة تتفق عليها الحضارات والأديان، من دون الانجرار إلى مثالية طوباوية، مع تأكيده الدائم على السمة الواقعية للكونية الجذرية التي ينادي بها. يقول إن جوهر هذه الكونية ومكوّناتها الرئيسية ليست نتاج الفكر الغربي حصراً، بل الفكر الإنساني بعمومه الذي أسهمت فيه وما تزال كل ثقافات العالم، سواء راهناً أو عبر قرون التاريخ الطويلة. +++ أهمية كتاب هاليداي هي في توسطه الفكري: فهو يرفض الدعاوى الثورية، يسارية كانت أو ليبرالية، التي تستسهل الانقلاب على الواقع وتفشل في تقديم بديل فعال. ويرفض أيضاً الإقرار بـالأمر الواقع والتسليم به من دون الانخراط في عملية مفتوحة لتحسين شروطه. لن يسعد الثوريون بواقعية هاليداي في هذا الكتاب، ولن يسعد أنصار الأمر الواقع بـمثالية أطروحته حول الكونية الجذرية المتمرّدة على الحاضر. بمعنى ما، هاليداي يريد حلماً ثورياً يرشده الواقع، ويقرّ بأمر واقع يثوّره الحلم.من هنا يبدأ التغيير
يناقش هذا الكتاب معضلة الأزمة التي تعانيها الثقافة والهوية العربيتان، ويبحث عن الحلول لها، ويتطرق إلى التأثيرات السلبية التي أفرزتها الأحداث والحروب التي عصفت بالعالم العربي، وجعلت الفكر العربي قاصراً وعاجزاً أمام تحديات الديموقراطية والتغيير. ويشرح تركي الحمد أسباب تقهقر السياسة العربية، ويرى أن العرب بحاجة إلى خطاب وثقافة جديدين متحررين من قيد لغة خشبية، حتى يسهموا في صناعة الثقافة البشرية الشاملة الآخذة في التكوّن في عصر العولمة، لا أن يظلوا شهود زور لا يرون ولا يفقهون شيئاً مما يدور حولهم.أخلاقيات التواصل في العصر الرقمي
يجيب هذا الكتاب عن سؤال: هل نظرية أخلاقيات النقاش التي قدمها هبرماس- باعتبارها آلية للاتفاق وحل الخلافات، وباعتبارها أيضًا آلية للوصول إلى معايير خلقية، قابلة للتعميم من خلال النقاش العقلاني - خصوصًا بطرائق التواصل التقليدية المباشرة، أم أنها ممكنة التطبيق عبر تقانة التواصل الرقمي الجديدة؟ وذلك من خلال إشكالية تعيشها المجتمعات المعاصرة؛ فكلما زادت تقانة التواصل والاتصال تقدمًا، زادت حدة الخلافات والصراعات بين الجماعات والشعوب والأمم من ناحية، ومن ناحية أخرى في سياق البحث عن وظيفة جديدة تقوم بها فلسفة التواصل في عصر يشهد تحولات هائلة في وسائل الاتصال والتواصل الإنساني، فتتعامل مع ما نتج من هذا التحول من أثر في إدراكنا مجموعة من المفاهيم التي تشكل وجودنا، كالاتصال والمجتمعات أو الجماعات، والزمان والمكان، والهوية، واللغة، والحرية، ثم الإعلام.أكادمية الحب
يتحدث الكتاب عن اساليب التواصل الفعال والايجابي مع الشريك في منظور علم الفلك السايكولوجي. وينقسم الكتاب الى قسمين الاول يعنى بشرح الاساليب الفعالة للتواصل مع المرأة عبر شرح ستون موقف حياتي واقعي لمختلف الانماط النسوية. في حين يعنى القسم الثاني بالتعامل مع الرجل ضمن اطار المواقف الحياتية الواقعية لمختلف انماط شخصية الرجل. ان طبيعة عملي في التدريس الاكاديمي جعلتني اكتب الكتاب بشكل محاضرات يستطيع من يقرأها بتمعن ان يخطو بثقة الى هدفه، فقد كتبتها باسلوب يشابه الى حد ما طريقتي في القاء المحاضرات، فعندما ابدأ محاضرة في موضوع جديد فانني احاول ان اشد انتباه الطلاب عبر تقديمي الموضوع عن طريق طرح الاسئلة التي تستفز التفكير وتدفع الانسان الى اسلوب العصف الذهني من اجل ان يقدم ارائه ويجعلها تتفاعل مع طروحات المحاضرة وموضوعها، وبعد ذلك ادخل في تفاصيل المحاضرة محاولا ربطها بالجانب الواقعي والعملي من حياة الطلاب لانهيها بعد ذلك بخلاصة لما تم شرحه. وكذلك الحال في كتابتي لاكاديمية الحب، فقد اخترت خمس اسرار مؤثرة لكل برج من الابراج ممكن لمن يتأملها او يفقه فحواها ان يحصد علامة مميزة في امتحان الحب، سُبقتْ هذه الاسرار او الدروس بمقدمة تعريفية لطبيعة البرج سواء للمرأة او للرجل مع اسئلة تستحث التفكير من اجل استكشاف البرج الذي ساشرح عنه وعن كيفية التقرب اليه، وبدلاً من ان اعطي القارئ نصائح جافة، ارتأيت ان اعطيه مثالا حيا لقصة حدثت معي او مرت باحد اصحابي او معارفي تبين له اسلوب التصرف السليم الذي يحاكي عواطف المقابل، ثم بعد ذلك احاول ان الخّص ما سردته عبر افكار واضحة بجمل قصيرة. حتى اذا ما استطاع القارئ ان يتفهم النصيحة والاسلوب المثالي للتعامل عندها يستطيع ان يبتكر اسلوبه الخاص الذي يقربه من محبوبه وفق المنظور العام الذي رسم في هذا الكتاب.العدل والذكر
علي ابن أبي طالب، صهر الرسول وابن عمّه، وأوّل إمام شيعي، والخليفة الرابع في المجتمع الإسلامي الناشئ، يُعتبر، جدلاً، أهم سلطة روحية وفكرية في الإسلام، بعد النبي. +++ يقدّمُ الكتاب شخصيةَ الإمام وعالمه الروحي، مع تركيز خاص على المبادئ الأخلاقية والفكرية لتعاليمه. ويقيّمُ مفهومه للعدالة، مستخدماً رسالتَه الشهيرة لمالك الأشتر كنقطة انطلاق. كما يناقش موضوع الإدراك الروحي بواسطة تذكّر الله (ذكر الله)، وهو الممارسة المحورية لدى المتصوّفة. +++ ليس الكتابُ مجرّد مقدّمة مهمّة لفكر أحد أهم أقطاب الدين الإسلامي، بل يمثّل إضاءةً قيّمةً للجوهر الروحي الذي يبطّن الخطاب والممارسة الأخلاقية في الإسلام.العرب في زمن المراجعات الكبرى
يحاول الباحث في هذا الكتاب الاقتراب من عمليات تفكيك المجتمع والدولة في العالم العربي، حيث يفحص ويراجع آليات التفكيك الرامية إلى مزيد من تقويض مكاسب التاريخ العربي المعاصر. ويواصل أيضًا جهده الفكري الذي بذله طوال عمله البحثي، الهادف إلى بلورة أسئلة النهضة والحداثة والتاريخ في الفكر العربي المعاصر، مفترضًا أن معطيات التشخيص والتعقّل والسؤال تمكّن من معاينة المكاسب التي حصلت ومحاصرة التحديات التي تحول دون تحقيق مشروعات الإصلاح والتحديث.محمد عابد الجابري:المواءمة بين التراث والحداثة
ساهمت الأعمال الفكرية التي أنتجها محمد عابد الجابري (1936 - 2010) في بناء مجموعة من المواقف والقناعات الفكرية والتاريخية في قراءة التراث العربي الإسلامي والتفكير في مشروع النهضة العربية. وتميزت هذه الأعمال بقدرتها الكبيرة على تحقيق نوع من الانخراط المنفعل والفاعل في فضاء الفكر العربي المعاصر. وما منح هذه الأعمال الاعتبار الرمزي الذي ناله صاحبها في المجال الثقافي العربي طوال العقود الأربعة المنصرمة من القرن الماضي، كفاءته في صوغ سجلّ من الأسئــلة الموصولة بمجالات الصراع السيـاسي والثقافي في الفكر العربي المعاصر. إذ تمكن الجابري بفضل تجربته في الحياة، ونوعية حضوره في المشهد السياسي المغربي والعربي، من أن يركّب جملة من المصنّفات، ويبني صرحًا فكريًا لا نجازف عندما نعتبره واحدًا من بين مجموعة قليلة من الصروح النظرية الفاعلة في قلب الحركة الفكرية العربية المعاصرة.تأويل النص: من الشعرية الى ما بعد الكولونيالية
ينشغل هذا الكتاب بتفكيك إشكالية القراءة في نماذج نظرية متعددة، كالهيرمينوطيقا السردية عند بول ريكور، وسوسيولوجيا الرواية عند ميخائيل باختين، والسيميائيات عند جوليا كريستيفا، وسيميوطيقا القراءة عند أمبرتو إيكو، والتفكيك عند جاك دريدا، والقراءة مابعد الكولونيالية عند إدوارد سعيد. كما يسعى إلى توضيح استراتيجية القراءة التي يقترحها كل أنموذج، باستجلاء المفاهيم المؤطرة لسيرورة اشتغالها، واستقصاء المرجعيات التي تقف وراء أسسها. يأتي ذلك كله في سياق أفق معرفي جديد فرضه التحول العميق الذي عرفته النظرية الأدبية في التنظير لمفهوم الأدب، والذي انخرط فيه النقد العربي منذ عصر النهضة، حيث تمثّلت المعضلة الأساس لمشروعه النهضوي في إشكالية قراءة النص العربي.تصورات الأمة المعاصرة
يتمحور هذا الكتاب حول موضوع واحد من موضوعات الأيديولوجيا القومية، هو تصوّر الأمة في الفكر العربي الحديث والمعاصر. والمقصود بتصوّر الأمة هنا، ليس التصوّر المنطبق على الأمة العربية فحسب، بل أي تصوّر نظري للأمة من أجل معرفة أشد مطابقة للواقع من المعرفة الأيديولوجية الخاصة بالقومية العربية، لأن واقع فكرة الأمة عند العرب المحدثين والمعاصرين أوسع وأعقد مما تتصوّره هذه الأيديولوجيا التي تتعامل مع هذا الواقع أحيانًا بأساليب الاختزال أو الطمس أو الاستخفاف. من هنا يُحلل هذا الكتاب نصوصًا طرحت تعريفات للأمة، صراحة أو ضمنًا، أو نصوصًا قدّمت أي عنصر يمكن استغلاله لتركيب تصوّر معين للأمة. وتبيّن عند هذا التحليل أن ما أنتجه الفكر العربي الحديث والمعاصر من تعريفات للأمة يتوزع إما على التصورات الدينية وإما على التصورات اللغوية، وإما الإقليمية، وإما السياسية التي تجعل من الدولة المحدد الأساس الأول للأمة.اتجاهات معاصرة في فلسفة العدالة
أناقش بعض الملامح الرئيسة للعدالة كإنصاف: في المقطع (II) كما جرى تقديمها في نظرية، وفي المقطع (III) كما جرى تقديمها في ليبرالية. أما في المقطع (IV) فأتولى بإيجاز بحث رواية رولز الحديثة لقصة العدالة الدولية في كتاب قانون الشعوب (The Law of Peoples). لست طامحًا إلى اجتراح خلاصة شاملة، بل إلى تأكيد أفكار مفتاحية حاسمة معينة لتمكين القارئ من فهم رولز والمساهمات الواردة في هذا السِّفْر.وجوه القائد
رغم التحوّلات التي طرأت على الأنظمة السياسية الأبوية ذات النظام الأحادي، فإن الحديث عن الفرد ـ القائد ـ الزعيم والانقياد الجارف للجماعة خلفه باعتباره الأب والرمز الملهم، لا يزالان يرخيان بظلالهما على المجتمعات كظاهرة متجدّدة ومستمرّة في ماضي التاريخ وحاضره ومستقبله. +++ يسعى الكتاب إلى تشريح السلوك القيادي محاولاً النفاذ منه إلى تقديم صورة متكاملة عن الشخصية القيادية في كل أوجهها، والإضاءة على مكامن ضعفها وقوتها، وكيفية تشكلها والمواصفات التي تتسم بها والسبل المستخدمة لتعزيزها ولجعلها أكثر تأثيراً ومهابة.رسائل الفارابي
الأولى : أنها ليست بأجسام وهو معنى سلبي، ولا يوجب أن لا تختلف حقائقها لاشتراكها في هذا السلب . الثانية : أنها لا تموت وهي تفسد وإلا وجب أن تكون فيها قوة الموت والفساد، ولو جاز هذا لوجب أن تجتمع فيها قوة الوجود والفناء، وفعلهما فتكون موجودة ومعدومة معاً، فتبين أن البسائط إذا صارت بالفعل لم تبق فيها القوة وإلامكان، بل إنما يصح ذلك في المركبات التي لها إمكانان فيبطل أحدهما عند كونه بالفعل ويبقى الآخر في المادة، ثم لامتناع الفساد في واجب الوجود لذاته بيان خاص وكذلك في المادة بيان خاص . الثالثة : إنها مدركة لذواتها بعد أن يعلم أن إدراكها لذواتها مختلف الأنواع فإن إدراكها لذواتها هو نفس وجوداتها، ووجوداتها مختلفة، والأول يدرك ذاته ولوازم ذاته لا محالة، لأنه لو لم يدرك لوازم ذاته لكان إدراکه لذاته ناقصاً وإدراکه لوازم ذاته هو إدراكه لذاته . الرابعة : إن لكل منها سعادة فوق سعادة الملابسات للمادة على أنها أيضاً من المفارقات .هرطقات 2
غالباً ما تُصوَّر العلمانية في الأدبيات العربية السائدة على أنها إشكالية مسيحية – مسيحية اختُرعت في الغرب المسيحي حصراً لتسوية العلاقات بين طائفتيه الكبيرتين: الكاثوليكية والبروتستانتية، ولوضع حدّ بالتالي لما سمّي في أوروبا حرب الأديان التي عصفت بها على امتداد أكثر من مئة سنة .+++ يؤكّد هذا الكتاب بعداً آخر للعلمانية كإشكالية إسلامية – إسلامية من خلال السجلّ المذهل الذي يقدّمه عن تاريخ الحرب، بالأفعال كما بالأقوال، التي دارت – ولا تزال – على مدى أكثر من ألف سنة بين كبريي طوائف الإسلام: السنّة والشيعة. ومن هذا المنظور تحديداً، يرى المؤلّف أن العلمانية تمثّل ضرورة داخلية ليتصالح الإسلام مع نفسه، وليستبدل ثقافة الكراهية بين طوائفه بثقافة المحبة، وليتحرّر في الوقت نفسه من أسر التسييس والأدلجة، وليستعيد، من خلال التعلمن، بُعده الروحي الذي هو مدخله الوحيد إلى الحداثة.في فلسفة ميشال فوكو بين الإنسان والحيوان خيط رفيع
في البحث جملة من الارتسامات التي جعلت من موت الإنسان وشيكا مع فوكو، سنحول أن نُبيِّن في كتابنا هذه، حول إشكالية الإنسان في الفلسفة المعاصرة، أن ما اجتازته النزعة الإنسانية في حقل الفكر المعاصر، ابتداء من الستينيات، كانت بدراسة للفراغ وللتراث الفلسفي (الماحدث والمايحدث) يوم أن تم الإعلان عن "موت الإنسان" ونهاية النزعة الإنسانية في سياق الدعوة إلى تهوير التراث الفلسفي الميتافيزيقي وتجاوزه، لقد اعتبر الفراغ نتيجة موت الإله، هو المساحة التي تخافها العلوم الإنسانية، لأنه أمام هذه النكبات التي لم تتوان أن تُصيب العلوم الإنسانية قد جعل من الفوبيا (La Phobie) طريدة علوم الإنسان ،من خلال إمكانية الرجوع ، وهو:" ليس نُقصا، لا يمثل فراغا، يجب إتمامه، بل هو ثنية من جديد، لفضاء يُتيح إمكانية جديدة للتفكير."هايدغر والفكر العربي
يقارن المؤلّف بين البنى الخاصّة بالفكرين الهايدغريّ والعربيّ قبل أن يقيم مواجهة بين النظرتين الأنثروبولوجيّتين اللتين يوصي بهما الفضاءان الفكريّان. بالنسبة إلى الأنثروبولوجيا العربيّة، يقصر المؤلّف البحث على تلك التي تنتسب إلى الإسلام. ذلك لأنّها تكوّن، في رأيه، العنصر الذي يمثّل غالبيّة الشعوب العربيّة في الوقت الراهن. ثمّ يقابل بين التسليم لمشيئة الله في الإسلام والتسليم لمشيئة الكون عند هايدغر. السؤال: ألا يجوز لنا ههنا مقابلة المصادرة التي حدسها هايدغر، القاضية بالاختلاف الأُنطولوجيّ (الاختلاف بين الكون والكائن أو بين الوجود والموجود الإنسانيّ) بالاختلاف الأُنطولوجيّ الثيولوجيّ (أو الكلاميّ) في الاسلام (الاختلاف بين الله والكائن أو بين الله والإنسان)، استنادًا إلى الآية 11/سورة الشورى: ﴿فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجًا ومن الأنعام أزواجًا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾، علمًا أنّ هايدغر يرى أنّ الميتافيزيقا، في شقّها الأُنطولوجيّ الثيولوجيّ، كانت قد عزت إلى الأُلوهة ما يعود حصرًا إلى الكون؟ أمّا الاختلاف، فإنّه يختلف عمّا تعوّدناه وعهدناه، بمعنى أنّه فصلٌ ووصلٌ، أي أنّ الكون والكائن عند هايدغر، والله والكائن في الإسلام، يختلفان فينفصلان، ويتّصلان من حيث إنّهما ينفصلانمن النهضة إلى الردة
هذا الكتاب مسكون بالهاجس النهضوي في زمن طغيان إرادة الردة. من محاور هذا الكتاب: الجرح النرجسي العربي، ثنائية المنافحة والنقد، ثقافة الكراهية، لاهوت نفي الآخر، المرض بالغرب، انطفاء الماركسية، رهاب العولمة، الإسلام والمسألة النسوية، الآخر في التراث العربي الإسلامي، البدعة والعقل المقتول، التراث وأسئلة الحداثة، الهوية والتماهي، الثقافة المنفتحة والثقافة المغلقة، الأسئلة الفلسفية المقموعة، التحديث والتغريب، جدلية الجذور والأجنحة. من حوارات هذا الكتاب: قاسم أمين، طه حسين، زكي الأرسوزي، ياسين الحافظ، نجيب محفوظ، محمد أركون، جلال أحمد أمين، وممثلون آخرون للأنتلجنسيا العربية.سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية
تقتضي الأوضاع والأزمات العربية الراهنة إعادة طرح السؤال الأخلاقي في شروط تستدعيه من جديد؛ إذ تُظهر تلك الأوضاع التردي الأخلاقي للسياسة على مستويات الخطاب والممارسة عمومًا، والعلاقات بين الفاعلين السياسيين الاجتماعيين خصوصًا. يعود هذا الكتاب بالسؤال إلى جذوره في الحضارة العربية الإسلامية، والتفكّر فيه مجددًا، ومحاولة ترجمته في الحياة الاجتماعية - السياسية. في هذا الصدد فإن مسألة الأخلاق لم تعد أمرًا أكاديميًا بحتًا يتناوله الباحثون بالدرس لغايات المعرفة فحسب، بل هي مسألة مصيرية، تملي علينا دراسة نظريات القيم والمنظومات الأخلاقية التي تجلّت في الحضارة العربية الإسلامية الكلاسيكية. ويمنحنا سؤال الأخلاق في هذه الحضارة مجالًا واسعًا للبحث والتحليل وطرح سؤال الفشل في بناء الدولة والمجتمعات والسياسة المعاصرة بوصفه، بدرجة أساسية، فشلًا أخلاقيًا. يأتي هذا الكتاب ليسدّ فراغًا في حقل مقاربة سؤال الفشل بما هو سؤال أخلاقي في حضارتنا، وتتكثف فيه أسئلة أخرى تتصل بشتى مجالات الحياة، وذلك في بحوث مختارة قُدّمت إلى المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية (2017 - الدوحة)، كما أنه دعوة إلى الباحثين لإعادة البحث في سؤال الأخلاق، وتجديد النظر فيه، بما يؤسس لأفكار وممارسات وعلاقات على مركب أخلاقي مكين على مستويَي الفرد والمجتمع في آن واحد.الديموقراطية وتحديات الحداثة بين الشرق والغرب
يعنى هذا الكتاب بموضوع المواءمة بين الديموقراطية كأيديولوجيا غربية، والذهنيات السائدة في البلدان النامية. وينطلق من باب تحديث مفهوم الديموقراطية وتحقيق التلاؤم بين معطيات العقيدة الديموقراطية وحضارات البلدان الآسيوية – الأفريقية. يعتمد البحث نهج التفكيك لأقانيم الديموقراطية، ثم إعادة تركيبها في منظومات أكثر ملاءمة مع روح العصر.+++تنطلق عملية التحديث من نقطة التخلي عن الأسس الفلسفية الكلاسيكية، أو من عصر التنوير، التي ألهمت الأيديولوجيا الديموقراطية، ثم الاتجاه نحو معطيات ومناهج جديدة في الفكر المعاصر. وهو أمر يساعد على التعامل مع الديموقراطية بصورة أعم.+++وتستعيض النظرية المطروحة عن مبادئ عصر التنوير من عقلانية وفردية وأحكام كلية، بنظرية التعايش بين منظومات أخلاقية سائدة، ثم تعدّد المفاعيل وتداخلها والموازنات بين القيم استلهاماً بفقه الموازنات في الشرع الإسلامي.+++ويبحث الكتاب في الذهنية والمسالك السياسية في الإسلام الحديث والإمكانيات المتوافرة للمسلمين لتحقيق التغيير الضروري من ضمن الشرع وخارجه. ومن ذلك أيضاً تقييم صيغ الديموقراطية عند التحديثيين ونقدها، من منظار فقه الموازنات.+++والخلاصة أن إعادة صياغة النظرية الديموقراطية تساعد على التقدّم وتسهيل عملية الملاءمة مع الحضارات الآسيوية – الأفريقية.رسائل وما حكته في بيتي
الكتاب مجموعة رسائل كتبها التويجري إلى عدد من السفراء والسياسيين والضباط الغربيين (الأميركيين خصوصاً) المكلفين من إداراتهم السياسية بقضايا الشرق الأوسط. كما أن في الكتاب بعض الرسائل من هؤلاء السياسيين موجهة إلى التويجري. +++ في هذه الرسائل عرض لكل من رؤية المملكة العربية السعودية والدول الغربية إلى ما يجري في الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج (وخصوصاً السعودية). وهو بمثابة تأريخ لفترة مهمة من تطوّر العلاقات بين السعودية والدول الغربية، أدّى التويجري، من موقعه، دوراً هاماً في توطيدها.المفكرون الأحرار في الإسلام
الفكر الحر ظاهرة ذاتية وأصيلة في الحضارة العربية الإسلامية، وإن انحصر في قلة من المفكرين النقديين ممن طالت يد القمع كتاباتهم، وحتى حياتهم، وألصقت بهم تهم الزندقة والخروج عن الصراط المستقيم. +++ روّاد الفكر الحر هؤلاء يتصدّر صفوفهم مشاهير من أمثال ابن المقفع والرازي والمعرّي، ولكن كذلك مغمورون أو مهمّشون من أمثال ابن الريوندي والورّاق، أو أخيراً مِلّيّون ينتمون إلى الحضارة نفسها وإن كانوا ليسوا من الديانة نفسها من أمثال حنين بن إسحق وحيويه البلخي وابن كمونة. +++ يؤكد هذا الكتاب البعد الانفتاحي، وحتى النقدي، للحضارة العربية الإسلامية في المجال الديني قبل أن تنغلق على نفسها مع سيطرة الفكر الفقهي والأصولي الذي قادها إلى ليل الانحطاط الطويل.سؤال القيمة: مقاربة لرصد إشكالية القيمة في فلسفة لافيل
في زمان استبداد الثقافة العلمية، يتزايد الاهتمام بالقيمة بصفتها فضاءً يعين على توسعة سؤال العقل لدى الإنسان الحديث، وركيزةً أساسية في زمان احتلال التقنية الفضاءات الحيوية، حين كان التحوّل مستمرًا من الطبيعي نحو المادي. يرصد هذا الكتاب الرهانات الفلسفية المختلفة وطريقة تعاطي الفيلسوف لوي لافيل معها، محاولًا التعريف بمشروعه الخاص بعلم القيم، وردّ الاعتبار إلى هذا الموسوعي المغمور، وإعادة تقويم جهده في سبيل إنشاء مبحث الأكسيولوجيا. يؤكد الكتاب الحاجة الماسة إلى التطلع عربيًا إلى مختلف المشروعات القيمية التي حددت وجهة العقل الغربي، معرفيًا ومنهجيًا. فمن شأن هذا الانفتاح المعرفي والمنهجي تعميق الوعي العربي، وتطليق النرجسية الثقافية وحالة الانكفاء على الذات التي تحول دون فاعلية العقل العربي واندماجه في الحراك الثقافي والحضاري العالمي.الإنسان رسالة وقارىء
هذا الكتاب مجموعة رسائل متبادلة بين التويجري وعدد من المفكرين والسياسيين العرب، تدور بمجملها حول واقع السياسة والفكر العربيين، والمآل السيّئ الذي آلت إليه أوضاع العالم العربي.+++يعرض الكتاب، ضمن هذه الرسائل المتبادلة، آراء التويجري ومفكرين عرب من كل البلدان العربية حول أحوال العرب، ويتطرق إلى أزمة الفكر والسياسة والثقافة وكل ما يمس الحياة الاجتماعية العربية. ويسعى في خلال طرحه هذه المشاكل إلى إيجاد الحلول لها.النص والخطاب
يبحث هذا الكتاب في فلسفة المصطلح وهويته، وفي الإشارة اللغوية والرمز، ويعرج على دراسة التصور اللساني للنص، وكذلك على التصور الأدبي والتصور الإلكتروني، وهو باب جديد في هذا الحقل. ويفصح المؤلف عن ذلك بقوله: "يؤدي الإدراك البنيوي للمصطلح إلى ارتسامه بنائيًا من ثنائية تتشكل من: تسمية + تصور. والتسمية وفق ذلك هي الملصق اللغوي الذي يُصمّم لاحتواء النص وتأطيره وحمله والنهوض به في كينونة حافظة أو حامية محملة بطاقة ادخار أو احتشاد حي ونابض يقبل التأثير والتأثر، وفق شرائط التاريخ والثقافة ونمو معطيات التحضر المجتمعي من مفصل إلى مفصل آخر أكثر تطورًا ومعاصرة". باختصار، فإن هذا الكتاب محاولة لاكتشاف الفروق بين المدلول المعجمي والتصور المصطلحي، وسعي لتحديد التصورات واختلافها وتمايزها بين التصور النحوي التركيبي والتصور الدلالي والتصور التداولي. إنسانيٌّ مفرط في إنسانيته
كثيرًا ما قيل لي، وبكثير من الدهشة دومًا، أن شيئًا مشتركًا ومميزًا يتخلل كل كتاباتي، من "مولد التراجيديا" حتى آخر ما نُشر لي وهو "توطئة لفلسفة مستقبلية" : جميعها تحمل بين طياتها شباكًا وشراكًا لطيور عديمة الحذر، وشيئًا قريبًا من تحريض خفي دائم على قلب التقييمات المعتادة والعادات المتعارف على قيمتها. ماذا؟ كل شيء ليس سوى -إنسانيّ، مفرط في الإنسانية؟نقد نقد العقل العربي: نظرية العقل
نقد النقد ليس ظاهرة جديدة في الثقافة العربية الحديثة. فكتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين استتبع نحواً من عشرين رداً، كذلك وجد من يردّ على الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق بكتب كاملة. هذا التقليد هو ما يحاول جورج طرابيشي استئنافه في نقده نقد العقل العربي لمحمد عابد الجابري، ولكن من منظور مباين جذرياً. إن نقد النقد الذي يحاوله المؤلّف ليس دفاعياً. فمأخذه الأساسي على نقد الجابري كونه غير نقدي. والقراءة الجابرية للعقل العربي باتت تمثّل في نظره عقبة إبستمولوجية لأن الجابري قد أسر العقل العربي في إشكاليات مغلقة. وما لم تفكَّك هذه الإشكاليات، فإن أية مناقشة للنتائج والأحكام التي انتهى إليها مؤلف تكوين العقل العربي وبنية العقل العربيستظلّ تدور كما لو على محور فارغ.+++من هذه الإشكاليّات المطلوب تفكيكها قبل محاولة استخلاص أجوبة جديدة: إشكالية العقل المكوِّن والعقل المكوَّن، وإشكالية التفكير بالعقل والتفكير في العقل، وإشكالية العقلانية المغربية واللاعقلانية المشرقية، وإشكالية الهوية الضدية للعقل العربي بالمقابلة مع العقل اليوناني القديم والعقل الغربي الحديث.+++نظرية العقل هو الجزء الأول في مشروع متعدّد الأجزاء لإعادة قراءة العقل العربي الإسلامي في فضائه الثقافي الخاص، وفي استمراريته – كما في قطعه – مع العقول الحضارية السابقة واللاحقة.المدينة الإسلامية والأصولية والإرهاب
لماذا يتحوّل المسلم إلى أصولي متشدّد؟ وكيف يتحوّل الأصولي المتشدّد إلى أصولي انتحاري؟ ما هي الدوافع التي تسمح بفهم هذه الظاهرة التي يعاني منها إسلام اليوم؟ يركّز هذا الكتاب على أهمّية العامل الجنسي في تشكّل الشخصية الأصولية والإرهابية، وهو العامل الغائب في مختلف الدراسات السابقة للموضوع. المقاربة هنا لا تتنكّر لأهمّية العوامل الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية في تشكّل القراءة الأصولية الإرهابية للنصّ المقدّس وللواقع. لكنّها تهدف إلى إغناء المقاربات السابقة وتطعيمها بعناصر نفسية، جنسية بالخصوص. وتظهر أن الربط بين الحرمان الجنسي والأصولية الإرهابية ما هو في نهاية المطاف إلا تفصيل في الحرمان الاقتصادي، وتعميق للعلاقة المعقّدة بين الفقر والإرهاب.المنظور الفلسفي للسلطة عند ميشيل فوكو
يحلل هذا الكتاب المنظور الفلسفي للسلطة في أعمال فوكو، موضحًا الأسس الفلسفية التي أسس لها في بناء منظوره الخاص للسلطة ومدى اتساقها أو تناقضها مع الطروحات الفلسفية السابقة عليه في شأن السلطة. ويحاول المؤلف الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بهذا المنظور الفلسفي عند فوكو، مثل: ما مفهوم السلطة في الفلسفة السياسية؟ وكيف تعاطى الخطاب الفلسفي السابق على فوكو مع إشكالية بناء مفهوم السلطة؟ وما العلاقة بين السلطة والمعرفة في خطاب فوكو الفلسفي؟ وكيف أسس فوكو للعلاقة بين المجتمع والسلطة؟الوعي الأسطوري الرافدي
هو جهد بحثي يبيّن الوقائع والقرائن التي تتناول طبيعة إسهام الفكر الشرقي وحدوده عمومًا، والرافدي تحديدًا، في الفعل الفلسفي النظري اليوناني اللاحق. ويتلمّس الجوانب التي حالت دون تبلور معالم الفعل المعني في بلاد ما بين النهرين، على الرغم من الإنجازات الكبرى التي حققها على مختلف الصعد والمستويات، وفق معايير العهود التاريخية التي تحدد الإطار الزمني للبحث موضوع هذا الكتاب. تنبثق مشروعية البحث هذا من كون الوعي الأسطوري هو أحد الموضوعات التي تثير الاهتمام والاختلاف في الوقت ذاته؛ فهو ينتمي إلى مرحلة ذهنية موغلة في القدم، سبقت ظهور الفلسفة، وشهدت التأملات الإنسانية الأولى. وهو وعي يثير عادة رغبة الإنسان المعاصر في الوقوف على أبرز ملامح الجهود الذهنية التي أراد أسلافه - أصحاب الأسطورة - من خلالها تحصيل قدر من الوعي، للإجابة عن الأسئلة التي كانت تقلق تفكيرهم، ولتحقيق نوع من التوفيق بين الضرورات الحياتية، والغموض الذي كان يخيّم على آلية القوى الكونية الفاعلة. باحث سوري من مواليد عامودا في عام 1956. حائز الدكتوراه في الفلسفة من جامعة دمشق في عام 1991. له مساهمات منشورة في مجلات عربية عدة منها: الفكر العربي، الطريق، الناقد، قلمون؛ ومقالات رأي في عدد من الصحف العربية منها: السياسة الكويتية والعربي الجديد والقدس العربي. تابع دراساته في الأشوريات واللغات السامية في السويد، وشارك في مؤتمرات علمية في ميدان الاختصاص، وكذلك في ندوات ولقاءات حول الموضوعين السوري والكردي. له عدد من الكتب والأبحاث المنشورة منها: موضوعات كردية سورية (عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)؛ الوضعية المنطقية والتراث العربي: فكر زكي نجيب محمود نموذجًا؛ ذهنية التغييب والتزييف: الإعلام العربي نموذجًا؛ بلاد الرافدين: أرض الأسطورة والحضارة؛ المسألة الكردية في سورية: فصول منسية من معاناة مستمرة. يعمل حاليًا في التدريس في السويد، ويتابع البحث في ميدان الاختصاص.خطاب الكرامة وحقوق الانسان
يتناول هذا الكتاب المرتكزات الفلسفية لمفاهيم الكرامة وحقوق الإنسان بالنقد والتحليل. يناقش الكاتب بعض أهم التوجهات الفكرية المعاصرة في شأن هذه المسائل، بما فيها تلك التي تنهض بالكرامة والحقوق على أسس عقلانية، وتلك التي تعطي الدور الأكبر للمشاعر والانفعالات والوجدان. أما وجهة نظر الكاتب نفسه فتتبدى في محاولته تأسيس مفاهيم الكرامة والحقوق انطلاقًا من الحاجات والمصالح والرغبات البشرية الطبيعية، وقدرة الإنسان على التعاطف، ومقاومة كل ما من شأنه أن يقلل من فرصه الحياتية للعيش الكريم.الذات في الفكر العربي الإسلامي
يبحث هذا الكتاب عن الذات في الفكر العربي الإسلامي في صورها الفلسفية والصوفية، الفردية والتاريخية، الأنطولوجية والعمرانية؛ وفي جملة من المفاهيم والقضايا المتصلة بمفهوم الذات كالعقل والحق والعدل والدين والوجود والماهية. وتقوم إشكاليته الأساس على إذا كانت هذه "الذات" التي تتكلم عليها الفلسفة العربية الإسلامية تشير حقًا إلى الهوية الفردية (الأنا) أم إلى الماهية العامة (الإنسان بما هو إنسان)، وتقوم أيضًا على ما هي العلاقة التي تنسجها مع هذه الذات مع مفاهيم متقابلة، مثل الماهية والجوهر والنفس والعقل والأنا والهوية والوجود، وما هي صلتها بالجسم المغري بأحاسيسه وأهوائه وانفعالاته وقواه وغرائزه الجامحة، وبالذات المطلقة الجاذبة بكمالها التام وبهائها الغامر.قواعد الدماغ
لا يملك معظمنا أدنى فكرة عما يدور في عقولنا، في حين كشف جون مدينه.. اخصائي بايولوجي في دراسة تطور وعمل خلايا الدماغ واستشاري في الأبحاث تلك التفاصيل.. كما أثبت حاجة الدماغ للأنشطة البدنية ليعمل بشكل أفضل. كيف نتعلم؟ وكيف يؤثر النوم والتوتر تحديدًا على أدمغتنا؟ ولماذا يعتبر أداء العديد من المهام في وقت واحد ضربًا من الخيال؟ ولماذا ننسى بسهولة ولماذا يجب علينا تكرار ما تعلمناه حديثًا؟ وهل حقَا يختلف دماغ الرجل عن المرأة؟ يعرض جون مدينه، عالم البيولوجيا الجزيئية، في كتابه الذي يحمل عنوان “قواعد الدماغ” كيف يمكن لعلوم دراسة الدماغ، والتي شكلت محور اهتمامه طوال حياته، أن تؤثر على الطريقة التي نعلّم بها أطفالنا وكذلك على طريقة عملنا.مدخل إلى الميتافيزيقا
إنّ ما هو عديم الجدوى أو النفع يظل مع ذلك ذا قوة، ربما هي القوة الوحيدة الحقيقية. إن ما ليس له صدى مباشر في مسيرة الحياة اليومية يمكن أن يرتبط بشكلٍ وثيقٍ بعملية التطور التاريخي العميق للأمة، بل يمكن له حتى أن يتوقع خطوات هذا التطور. إن ما هو في غير أوانه أو سابقاً له سوف يكون له زمانه الخاص به. هذه هي بالضبط حقيقة الفلسفة. بناءً على ذلك، ليس هنالك من طريقة نحدد من خلالها ما هي مهمة الفلسفة بالضبط؟ وعليه لا نستطيع أن نحدد ما يجب أن نتوقعه منها. ففي كل مرحلة من مراحلها، وفي كل خطوة من خطوات تطورها تحمل معها قانونها الخاص. إن كل ما يمكن أن يقال بصدد الفلسفة هو: ما الشيء الذي لا تستطيع أن تكونه أو الشيء الذي لاتستطيع أن تنجزه. فكل التساؤلات الفلسفية الأساسية والأصيلة، هي في الحقيقة، تساؤلات في غير أوانها، وذلك يرجع إما لأن الفلسفة بطبيعتها دائماً تسبق زمانها، وإما لأنها تربط الحاضر بماضيه كما كان شأنها دوماً. إن الفلسفة تبقى على الدوام نوعاً من المعرفة ليس لأنها لا تتكيف مع العصر الراهن فقط ولكن أيضاً، وعلى العكس، لأنها تفرض مقاييسها على عصرها.الحرية والعنف
في وقت يهيمن الأنموذج العلمي على عقول الفلاسفة، تبدو الكتابة عن حرية الإنسان مشروعًا محفوفًا بالمخاطر، أولها الوقوع في تعميمات لا تفيد تقدم البحث عن الإنسان. في سعيه إلى بناء علاقة الإنسان بحريته، يطرح هذا الكتاب تساؤلات عدة: ألا يشكّل مفهوم الحرية ذاته الوهم الأكبر الذي أضفاه الإنسان على نفسه عبر العصور المختلفة، كي يخفي المرء حقيقته عن نفسه ذاتها؟ كيف يمكننا أن نؤسّس علميًا مفهومًا كهذا ربما لم يكن في العمق إلا حكمًا مسبقًا غير عقلاني؟ كيف يمكن تثبيت الطابع العلمي الموضوعي لمثل هذه الحرية؟ ألسنا أمام مفهوم يستعصي على كل نَسْقَنَة، وكل بنيوية للفكر؟ ألا تمثل فلسفة الحرية خطوة إلى الوراء بالنسبة إلى ميل الفلسفة الحالي إلى أن تكون موضوعية في عمق ماهيتها، والتي تجد في مثل هذه الموضوعية سبب وجودها، بل وجودها عينه؟الدين والعلمانية في سياق تاريخي: الجزء الثاني / المجلد الأول
في هذا الجزء من كتاب الدين والعلمانية يتصدى الدكتور عزمي بشارة لفهم تطور العلمانية من اللفظ وحتى الايديولوجيا في السياق التاريخي الأوروبي بما فيه تاريخ الأفكار، وتُفهم العلمانية غالبًا كشعار مثل “فصل الدين عن الدولة” أو “فصل الدين عن السياسة” أو “حياد الدولة عن الشريعة”. وهذا فهم اختزالي لا يشمل بالضرورة معرفة معمقة وتاريخية ونقدية لتطور المصطلح في سياقه التاريخي والحضاري. يحلل المؤلف في منهج عابر للاختصاصات عصارة التجربة الإنسانية، الأوروبية في المقام الأول، فكرًا ودينًا واجتماعًا وتاريخًا وسياسة. وانطلاقًا من العصر الوسيط تمكن من إعادة صوغ الأفكار الكبرى التي ازدهرت طوال العصر الحديث بشمولية وعمق، ودرس العلمانية في منشئها وسيرورتها وإنجازاتها وتطبيقاتها ومآلاتها، وبحث علاقة الدين بالعلم والسياسة، وتوصل إلى آراء ثاقبة في هذا الميدان، وكشف كيف أن الإصلاح الديني في أوروبا والأصولية كانا وجهين لصيرورة واحدة، نشأت وتطورت في سياق الثقافة الدينية، وأن من غير الممكن فهم العلمانية من دون فهم منطق الدولة الذي ظهر من خلال النهضة الأوروبية والأنسنية الكاثوليكية، ولهذا فهو يعمل على تحليل نظرية الدولة ونشوئها.أوهام ما بعد الحداثة
صدر عن سلسلة "ترجمان" عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "أوهام ما بعد الحداثة"، وهو ترجمة ثائر ديب لكتاب تيري إيغلتون The Illusions of Postmodernism، الذي يستكشف فيه انبثاق ما بعد الحداثة وأصولها، ويكشف عمّا تنطوي عليه من تجاذب وتناقض، لكن اهتمامه الرئيس لا يتركّز على الفلسفة ما بعد الحداثية بصيغها المعقدة بقدر ما يتركز على ثقافة ما بعد الحداثة وبيئتها ككل، مخاطبًا خصوصًا طلاب الفكر ما بعد الحداثي ومستهلكي بضاعته الشعبية. في كتابه هذا، يدافع إيغلتون عن أهمية النظرية الماركسية في الوقوف في وجه التفضيل الحالي بين النقاد لمرحلة ما بعد الحداثة، ويحاجّ أنّ "ما بعد الحداثة"، بنظرها إلى العالم على أنه مجزأ وحقيقي وغير محدد، هي الخلف غير الكافي للماركسية التي يمكن أن تقدم في انتقادها للرأسمالية رؤية أخلاقية أكثر واقعية إلى المجتمع. يتألف الكتاب (199 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من استهلال وستة فصول. يقول إيغلتون، في "استهلال"، إنّ مصطلح ما بعد الحداثة (Postmodernity) يشير إلى مرحلة تاريخية مخصوصة، أما مصطلح ما بعد الحداثيّة (Postmodernism) فيشير بصورة عامة إلى شكل من أشكال الثقافة المعاصرة. وما بعد الحداثة أسلوب في الفكر يبدي ارتيابًا بالأفكار والتصورات الكلاسيكية، كفكرة الحقيقة والعقل والموضوعية والهوية، وفكرة التقدم الكوني أو الانعتاق، والأُطُر الأحادية، والسرديات الكبرى أو الأسس النهائية للتفسير. وهو نزع إلى التمسّك بالمصطلح المألوف أكثر "ما بعد الحداثيّة" كي يشير به إلى الشيئين كليهما، نظرًا إلى ارتباطهما الوثيق والواضح. السيار والبدايات يسأل إيغلتون، في الفصل الأول، "بدايات": ماذا لو وجد اليسار نفسه فجأةً وقد أزيح جانبًا، وليس مغلوبًا أو مُسْتَنْزَفًا فحسب، ينطق بخطاب نشاز لا ينسجم مع الحقبة الحديثة، حتى إنّ أحدًا لا يكلّف نفسه عناء استكشاف قيمته الحقّة، شأنه شأن لغة الغنوصيّة أو لغة الحبّ الفروسي؟ ما الذي يُحْتَمَل أن تكون عليه ردّة فعل اليسار السياسي على مثل هذه الهزيمة؟ وفي رأيه، لا شك في أنّ كثيرين سوف ينجرفون إلى اليمين، نادمين على ما اعتنقوه في السابق من وجهات نظر مثالية طفولية. ولا شك في أنّ من سواهم سوف يحافظون على إيمانهم بقوة العادة والحنين، متشبثين تشبّثًا قلقًا بهويةٍ خيالية، ومعرِّضين أنفسهم لما يمكن أن يجرّه ذلك من خطر العُصَاب. يقول إيغلتون إنّ اللاكليّة قد تكون مسألة استراتيجية أكثر منها مسألة نظرية، "بمعنى أنّه قد يكون هنالك نوع من النظام الكلّي، وبما أنّ أفعالنا السياسية لا تستطيع أن تفلَه ككلّ، فإنّ من الأفضل أن ننتصح بأن نخفّف حمولتنا ونلتفت إلى مشاريع أشدّ تواضعًا لكنّها أكثر قابلية للحياة". تجاذبات وجدانيّة يرى المؤلف، في الفصل الثاني، "تجاذبات وجدانيّة"، أن ليس في مقدور أحد أن يستنبط التفكيك أو اللياقة السياسية من تنفيس كفاحية الطبقة العاملة أو من إحباط الحركة الطلابية. فالضرورة التاريخية لا تظهر إلا على نحو استرجاعيّ، كإنشاء أو فرضية بعد الحدث. وبالطبع، فإن ما من شيء ضروري قطّ في ما يختصّ بما بعد الحداثية، الأمر الذي يمكن أن نجزم بأنَ المدافعين عنها يوافقون عليه لسوء حظها، وذلك نظرًا إلى وجود كثير من الخواتيم الممكنة التي يمكن أن تنتهي إليها هزيمة سياسية مفترضة. يضيف أنه مهما تكن المنابع الأخرى التي يمكن أن تنبع منها ما بعد الحداثية، كالمجتمع ما بعد الصناعي وتسفيه الحداثة نهائيًا وتفشّي الطليعة من جديد وتسليع الثقافة وظهور قوى سياسية جديدة حيّة وإفلاس أيديولوجيات كلاسيكية معينة تتناول المجتمع والذات، فإنّها تظلّ أيضًا وأساسًا ثمرة إخفاق سياسي كان عليها أن تدفع به إلى النسيان، أو أن تضطر إلى أن تخوض مع شبحه صراعًا لا يتوقف. وفقًا لإيغلتون، لا سبيل إلى إنكار أنّ الموضوعات السياسية المتميزة التي طرحتها ما بعد الحداثيّة هي ضروب الاستبدال بالفعل. وما من أحد وقع على مفهوم الطبقيّة الباهت الذي اختُزِل إلى ضرورة عدم الشعور بالتفوّق الاجتماعي على الآخرين، أو لاحظ الآثار الزَرِيّة التي خلّفها الجهل بالبنية الطبقية والشروط المادية في بعض السجالات ما بعد الحداثية المتعلقة بالجندر أو الكولونيالية الجديدة، يمكنه أن يستخفّ بالخسارات السياسية المريعة الحاصلة. ما بعد الحداثية والنظر إلى التواريخ يقول إيغلتون، في الفصل الثالث، "تواريخ"، إنّ ما بعد الحداثية ترى أنّ التاريخ أمر غائيّ؛ أي إنّه يقوم على اعتقاد مفاده أنّ العالم يتحرك على نحوٍ غَرضيّ صوب غاية محدّدةٍ مسبقًا هي غاية محايثة له أو ماكثة فيه، حتى في هذه اللحظة بالذات، وهي ما يوفّر الدينامية اللازمة لما تراه أعيننا من تجلٍّ وظهور لا يلينان. فالتاريخ له منطقه الخاص، وهو الذي ينتخب مشاريعنا التي تبدو حرّةً في الظاهر كي تخدم مراميه الخاصة المستغلقة. وقد تكون ثمّة حالات من التعوّق هنا أو هناك، أما بصورة عامة فالتاريخ أحادي الخطّ، وتقدميّ، وحتميّ. وتمثّل رؤية التاريخ بوصفه متناقضًا دحضًا للأسطورة القائلة بأن الماركسيين هم من المتعصبين السُذّج للتقدم، هذه المغالطة التي يبدو أنّها انحشرت في أذهان بعض ما بعد الحداثيين بحيث بات من المتعذّر استخراجها. وفي رأيه، من الخطأ أن نعتقد أنّ جميع السرديات الكبرى تقدمية: لا شكّ في أنّ شوبنهاور كان مأخوذًا بواحدة من السرديات الكبرى، مع أنه ربما كان الفيلسوف الأشدّ تشاؤمًا على وجه الأرض. لكن السجال ضد التاريخ بوصفه تقدميًا لا يعني أنه لم يكن هنالك أيّ تقدّم على الإطلاق، فهذا اعتقاد بعيد كلّ البعد عن العقل والمنطق على الرغم مما تبديه ما بعد الحداثية حياله من احتفاء ينمّ على روحها الكلبيّة الشديدة. فليس ضروريًا أن تكون من المؤمنين بعصر ذهبي كي ترى أنّ الماضي كان أفضل من الحاضر من بعض النواحي. الذات ما بعد الحديثة يقول إيغلتون في الفصل الرابع، "ذوات"، إنّ الذات ما بعد الحديثة هي ذات يشكّل جسدها جزءًا لا يتجزّأ من هويتها. فالجسد أصبح شاغلًا شديد التواتر من شواغل الفكر ما بعد الحديث. وتراجع الطاقات الثورية ترافق مع ضرب من الاهتمام بالجسد راح يحتلّ مكان هذه الطاقات. فتحوّل الجميع من الاهتمام بالإنتاج إلى الاهتمام بالانحراف. أما اشتراكية غيفارا فأفسحتْ المجال لما جاء به ميشيل فوكو وجين فوندا من اهتمام بالبدن وعناية بالجسمانيات. واستطاع اليسار أن يجد في التشاؤمية الغاليّة الشديدة عند الأول، بخلاف مزاياه السياسية الناشطة، أساسًا منطقيًا رصينًا يبرر الشلل السياسي الذي أصاب هذا اليسار. وفي اعتقاده، من المهمّ أن نرى، كما لا تفعل ما بعد الحداثية بوجه عام، أننا لسنا مخلوقات ثقافية أكثر منّا مخلوقات طبيعية. فنحن كائنات ثقافية بفضل طبيعتنا؛ أي بفضل ضروب الأجساد التي نمتلكها ونوع العالم الذي تنتمي إليه هذه الأجساد. مغالطات بين التراتبية والنخبوية يُخطّئ إيغلتون، في الفصل الخامس، "مغالطات"، من يخلط بين التراتبية والنخبوية، ولا سيما أنّ مصطلح النخبة مصطلح ضبابيّ بما فيه الكفاية، وكثيرًا ما يُخْلَط بينه وبين مصطلح الطليعة التي هي أمر مختلف تمامًا. ويرى أنّ من النمطيّ أن يُبرز بعض ما بعد الحداثيين كيف أنّ أحكامنا، شأنها شأن أي شيء آخر من أشيائنا، مشروطة بثقافتنا إلى حدٍّ بعيد. فنظرًا إلى تكويننا الجمالي على نحوٍ معين، لا نستطيع أن نتمالك أنفسنا عن رؤية ميلتون بوصفه فنًا عظيمًا، إلا بقدر ما نستطيع أن نتمالك أنفسنا عن رؤية نوع معين من الكلاب بوصفه كلبًا. ويرى، في هذا الفصل أيضًا، أن تؤمن بالجوهرانية لا يعني بالضرورة أن تحمل وجهة النظر البعيدة عن المنطق القائلة إنّ جميع خصائص شيء ما جوهرية بالنسبة إليه. فأن يكون لك وزن ما هو أمر جوهري كي تكون إنسانًا، لكن اتّصافك بحاجبين كثّين ليس كذلك. وأن تؤمن بالجوهرانية لا يعني أيضًا أن تزعم أنّ ثمّة قطيعة حادّة بين الشيء والآخر، وأنّ كلّ شيء منحبس في فضائه الكيانيّ (الأنطولوجي) المنيع عن كلّ شيء آخر. تناقضات ما بعد الحداثية يقول إيغلتون، في الفصل السادس والأخير، "تناقضات"، إنّ التناقض الرئيس في ما بعد الحداثية هو تناقض يشبه بعض الشيء ذاك الذي في البنيوية القديمة الطراز. ويسأل: أكانت البنيوية راديكالية أم محافظة؟ إنه لمن السهل أن نرى كيف كانت البنيوية نوعًا من تكنوقراطية الروح، والاختراق الحاسم الذي اخترقتْ به دفعة الحداثة ذات الطابع العقلاني حَرَم الذات الداخلي. إنّ من السمات اللافتة في المجتمعات الرأسمالية المتطورة كونها ليبرتارية وسلطوية معًا، تعددية وأحادية. وليس من الصعب أن نتبيّن سبب ذلك. فمنطق السوق هو منطق لذّة وتعدّد، منطق ما هو زائل لا استمرار فيه، منطق شبكة من الرغبة عظيمة لا مركز فيها ويبدو الأفراد مجرد آثار زائلة لها. في رأيه، تغرف ما بعد الحداثية بعضًا من منطق الرأسمالية المادي وتحوّله ضدّ الأسس الروحية للرأسمالية على نحوٍ هجومي وعنيف. وهي تبدي في هذا ما يتعدّى التشابه العابر مع البنيوية التي تشكّل واحدًا من مصادرها البعيدة. فالفكر ما بعد الحداثي الخاص بنهاية التاريخ لا يستشرف لنا مستقبلًا يختلف كثيرًا عن الحاضر الذي نحن فيه. والغريب أنّ ما بعد الحداثية تجد في كونها كذلك مدعاةً للفرح والاحتفال. لكنّ هناك في حقيقة الأمر كثيرًا من ضروب المستقبل الممكنة، ومن بينها مستقبل اسمه الفاشية. وأعظم محكّ بالنسبة إلى ما بعد الحداثية، بل إلى كل مذهب سياسي آخر، هو كيف تواجه ذلك.معالم الوعي القومي
في الأندية جميعها حديث متصل عن القومية، وليس الأمر بعجيب، فطبيعي أن يكثر الأخذ والرد في هذا الموضوع اليوم. وكنت منذ أمد قد عقدت النية على الخوض في هذا المجال مع الخائضين، ثم رأيت من الخير أن أعمد إلى بعض ما كُتب عن القومية عندنا فأنظر فيه، وأعلق عليه. والحق أن ما قد كُتب عن القومية في اللغة العربية ليس بيسير القدر، فخشيت أن يتسع العمل أمامي ويتشقق في وجوه، فتضيع الفائدة المرجوة. ولذلك عزمت أن أحصر عملي في كتاب واحد ذي قيمة أحترم كاتبه. وصدر «الوعي القومي»(30) للدكتور قسطنطين زريق، وهو من الشباب الذين يحرصون على أن يكون لهم تفكير جدي رزين في القضايا. فأرسلت كلمة أولى في الكتاب(31) ثم كلمة ثانية أوسع(32) ولكني في الكلمتين كنت مستعجلًا وقد أبديت فيهما اعترافًا عامًا بفضل الدكتور لا أتزحزح عنه. وها أنا اليوم أعيد الكرة للمرة الثالثة، وقد شعرت أن النظر المتأني في هذا الكتاب والتعليق المستفيض عليه إنما يستدرج إلى معالجة موضوع القومية الخطير. فهذا السِفْر الذي تجده بين يديك أيها القارئ هو نقد لكتاب «الوعي القومي». وآمل أن أكون وفّقت فيه إلى أكثر من نقد كتاب بعينه، فزدت بعض وضوح مسائل لم تزل مختلطة غامضة حتى في أذهان بارزي رجال الثقافة منا...أجمل قصة في تاريخ الفلسفة
إن هذا الكشف التدريجي لدى البشرية عن ذاتها يتواصل بكل بداهة إلى أيامنا هذه. لذا سنكمل هذه السيرة الطويلة بنظرة في السياق الحالي وفي الأجوبة غير المسبوقة التي بوسْع الفلسفة تقديمُها عن حيرة العصر الحاضر، وبالكشف عما في طموحاتنا من مبادئ يَقُوم عليها داعٍ للوجود مشروعٌ. ويبدو تصوُّر هذا الداعي اليوم في غاية الإشكال، وإن كنا نحسّ بالحاجة إليه أكثر مما مضى على الإطلاق.