الوليد بن يزيد

شعار

نَزَلَتْ سَلْمَى بِقَلْبِي

قَد تَمَنَّى مَعْشَرٌ أُطْرِبُوا

يا سُلَيْمَى يا سُلَيْمَى

قَدْ كُنْتُ أحْسَبُ أنّني جَلْدُ القُوَى

قَدْ راحَ نحو العراقِ مَشْخَلَبَهْ

أمّ سَلاَّمٍ أثِيبي عاشِقاً

إصْدَعْ نَجِيَّ الهُمُومِ بالطَّرَبِ

إِنَّما هاجَ لِقَلْبي

وَلَقَدْ مَرَرْتُ بِنِسْوَةٍ أَعْشَيْنَنِي

ألا ليتَ أَنِّي مِنْكُمُ حَيْثُ كُنْتُمُ

أَبا عُثْمانَ هَلْ لَكَ مِنْ صَنِيعٍ

أَراني قد تَصَابَيْتُ

سَلِّ همَّ النَّفْسِ عَنْها

وَلَقَدْ قَضَيْتُ وإنْ تَجَلَّلَ لِمَّتِي

أسَلْمَى تِلْك حُيِّيتِ

رُبَّ بَيْتٍ كأَنَّهُ مَتْنُ سَهْمٍ

إِنَّني فكَّرْتُ في عمر

طَافَ منْ سَلْمَى خَيَالٌ

إنّني أبْصَرْتُ شَيْخاً

وَلَقَدْ صِدْنَا غَزَالاً سَانِحاً

تَذَكَّرَ شَجْوَهُ القَلْبُ القَرِيحُ

أُشْهِدُ اللهَ والملائِكَةَ الأَبْرَارَ

فما مِسْكٌ يُعَلُّ بِزَنْجَبِيلٍ

أَلَمَّا تَعْلَمَا سَلْمَى أقامَتْ

أَلَمْ تَعْلَمَا سلمى أقامَتْ بِمَهْمَهٍ

أَضْحَى فؤادُكَ يا وَليدُ عَميدا

أبى حُبِّي سُلَيْمَى أَنْ يَبيدا

وإنَّ على شاطِي الفُراتِ لفِتْيَةً

أتوعِدُ كلَّ جَبَّارٍ عَنيدٍ

فإن تَكُ قد مَلِلْتَ القربَ منِّي

ومنْ يكُ مِفْتاحاً لخَيْرٍ يُريدُهُ

يا من لقَلْبٍ في الهوى مُتَشَعِّبٍ

إقْرَ مِنِّي على الوليدِ سلاماً

ليتَ حَظّي اليَوْمَ من كُلِّ

شَاَع شِعْرِي في سُلَيْمى واشْتَهَرْ

هَلَكَ الأحْوَلُ المشومُ

أُحِبُّ الغِنَاءَ وشُرْبَ الطِّلاءِ

ألا حَبَّذا سَفْرَى وإن قيل إنَّني

إسْقِني يا بْنَ سالمٍ قد أنارا

اسْقِنِي يا يَزيدُ بالقرقارَهْ

إسْقِنِي يا زيدُ صِرْفاً

ربَّما سَرَّكَ البعيدُ من النّاسِ

أهَيْنَمَةٌ حَدِيثُ القَوْمِ أمْ هُمْ

أرْسِلي بالسَّلامِ يا سَلْمَ إنِّي

أنا ابنُ العاصي وعُثْمانُ والدِي

لَقَدْ قَذَفُوا أبا وَهْبٍ بِأَمْرٍ

يا أيُّها السائلُ عَنْ دِينِنا

أدِرِ الكأسَ يَمِيناً

قُمْ فاسْقِني قَبْلَ أصْواتِ العَصافيرِ

خَفَّ من دارِ جيرتَي

وَجَدْتُ العَيْشَ يا سَلْمَى

لِمَنْ دِمْنَةٌ أَقْفَرَتْ بالجليلِ

كأنَّ الحميمَ على جِسْمِها

ليتَ هِشاماً عاش حتّى يَرَى

أتاني سِنَانٌ بالوَداعِ لمؤمنٍ

ألا أَيُّها الركبُ المخِبُّون أَبْلِغُوا

إذا لم يَكُنْ خَيْرٌ مع الشَّرِّ لم تَجِدْ

يا سَلْمَ كُنْتِ كَجَنَّةٍ قد أَطْمَعَتْ

يَا وَيْحَ جُنْدِي الألى خَارُوا وما نَظَرُوا

أَلاَ أبْلِغْ أبا عُثْمَانَ

طابَ يَوْمي ولَذَّ شُربُ السُّلاَفَهْ

أيا حَكَمُ المتبول لو كُنْتَ تَعْتَزي

أُمَّ سلاّمَ ما ذَكَرْتُكِ إلاَّ

فلمّا أَصَاتَتْ عَصَافِيرُهُ

أنا ابنُ يزيدَ بنِ عبدِ الملكْ

أَراني اللهُ يا سَلْمَى حَيَاتِي

أمّ سلاَّمَ لو لقِيتِ من الوَجْدِ

وَزِقٍّ وافِرِ الجَنْبَيْنِ

دَعُوا لي سُلَيْمَى والطلاءَ وقَيْنَةً

أنا النذيرُ لِمُسْدِي نَعْمَةٍ أبداً

خَبَّرُوني أنَّ سَلْمَى

أنا الوليدُ الإمامُ مُفْتَخِراً

أَلَيْسَ عَظيماً أَنْ أَرَى كُلَّ وارِدٍ

مَنْ مُبْلِغٌ عنِّي أَبا كاملِ

عَيْنَيَّ لِلْحَدَثِ الجليلِ

عَرَفْتُ المَنْزِلَ الخالي

هَلْ إلى أُمِّ سعيدٍ

سَقَيْتُ أَبا كاملِ

طَرَقَتْنِي وَصِحَابِي هُجُوعٌ

قَدْ أَغْتَدي بذِي سَبِيبٍ هَيْكَلِ

يا رُبَّ أَمْرٍ ذي شؤونٍ جَحْفَلِ

ولقَدْ قالَ طبيبي

مَا لِسَلْمَى تَجَنّبَتْ

نامَ مَنْ كانَ خَلِيّاً مِنْ ألَمْ

طالَ ليلي فَبِتُّ أُسْقَى المُدَاما

بَلِّغا عَنِّي سُلَيْمَى

أَتانا بَرِيدانِ منْ واسِطٍ

خَيْلي وَرَبِّ الكَعْبَةِ المُحَرَّمَهْ

طابَ عَيْشِي وطابَ شُرْبُ المُدَامَهْ

ألا يُسْلِيكَ عن سَلْمَى

ضَمِنْتُ لَكُمْ إنْ سَلَّمَ اللهُ مُهْجَتي

أنا الوليدُ أبو العَبّاسِ قَدْ عَلِمَتْ

إِنَّ كأس العجوزِ كأسُ رَوَاءٍ

أحولُ كالقردِ أو كما يَرْقُب السارقُ

عَلِّلاني بعاتقاتِ الكرومِ

إنِّي سَمِعْتُ بِليلٍ

مَنازِلُ قَدْ تَحِلُّ بها سُلَيْمَى

رَأَيْتُكَ تَبْني جَاهِداً في قَطِيعَتي

وَيْحَ سَلْمَى لَوْ تَرَاني

علّلاني واسْقِياني

وصَفْراءَ في الكأسِ كالزَّعْفَرانِ

يُعَزِّيني أبُو وَهْبٍ وَلَيْثٌ

قَد جَعَلْنَا طَوافَنا بالدِّنَانِ

على الدُّورِ التي بَلِيَتْ سَفَاها

عَتِبَتْ سَلْمَى عَلَيْنا سَفَاهَا

لا أسألُ اللهَ تغييراً لما صَنَعَتْ

قامَتْ إليّ بِتَقْبِيلٍ تُعانِقُني

أقْصِرا عَنْ مَلامَتي عاذِلَيّاً

لَقَدْ أغْدُو على أشقرَ

ألَمْ تَرَ أنِّي بَيْنَ ما أنا آمِنٌ

إذا مُتُّ يا أمَّ الحُنَيْكِلِ فانكحِي

أنا في يُمْنَى يَدَيْها

عَلِّلِ القومَ قليلاً

الحمدُ للهِ وليِّ الحَمْدِ

لعلَّ اللهَ يَجْمَعُني بسَلْمَى

سَرَى طَيْفُ ذا الظَّبْيِ بالعاقِدان

عُوجَا خَلِيلَيَّ على المَحْضَرِ

سُلَيْمَى تلك في العِيرِ

إمْدَحِ الكأسِ ومَنْ أَعْمَلَها

أسَعْدَةُ هَلْ إلَيْكِ لنا سَبِيلٌ

طَرق الخيالُ المُعْتِري

ألَمْ تَهْتَجْ فَتَذَّكِرَ الوِصَالا

يَا أَهْلَ بَابِلَ مَا نَفِسْتُ عَليكُمُ

لا عَيْشَ إِلاَّ بِمالِكِ بنِ أبي السّمْحِ

حَبَّذا لَيْلَتِي بِدَيْرِ بَوَنَّا