تأخر إبداع المسلمين في فن التصوير كثيرًا؛ لاختلاف الفقهاء حول تحريم الإسلام للتصوير، نظرًا لما به من تجسيد قد يشبه الأصنام، التي سعى الإسلام للتخلص منها. إلا أن الفنان المسلم لم يقف مكتوف الأيدي؛ فسعى للخروج من هذا المأزق عبر التجريد، فكان له ما أراد، حيث انطلق يرسم بريشته الزخارف النباتية والأشكال الخرافية، بل أبدع فنًّا جديدًا لم يعرفه العالم من قبل، عرفته أوروبا باسمه العربي «أرابيسك». وقد تعددت مدارس التصوير الإسلامي، وكان لكل مدرسة منها خصائصها المميزة، وتنوعت موضوعات التصوير وسياقاته فكان منها: شرح محتوى الكُتب بالرسوم والخرائط، وتزيينها باللوحات، وتصوير الأمراء وأسرهم. واشتهر الفن الإسلامي بعدد من الفنانين أمثال «بهزاد»؛ الذي كان أول من استخدم الإمضاء أسفل لوحاته.

اد سلامة موسى من خلال إخراج هذا الكتاب أن يقدم للقراء مجموعة من الصور والرسومات الفنية الأوروبية المشهورة، وأن يضيف إلى ذلك لمحة من تاريخ هذه الرسومات وتاريخ رساميها، بما يشتمل عليه هذا التاريخ من سياقات وظروف أدت إلى بعث هذه الفنون إلى حيز الوجود الإنساني. وقد قدم موسى أيضًا شرحًا للنظرية العامة في الفنون الجميلة، كما بين أوجه الانحطاط التي تعتريها برأيه. ويعد هذا العمل ملخصًا لكتاب السير وليم أوربين الذي جاء بعنوان «خلاصة الفن».

أبهرت الفنون الصينية الفاتحين العرب مع أول دفعات الجيوش الإسلامية المتجهة إلى بلاد ما وراء النهر في أواخر القرن الأول الهجري، وخاصة مدينة «فرغانة» التي كانت تحوي الكثير من صُنَّاع الصين، وعلى إثْر ذلك اتَّصلت الصين فنيًّا بالإمبراطورية الإسلامية وأثَّرَت فيها، وهذا الكتاب يحاول أن يرصد بشكل دقيق تأثير هذه الفنون على العالم الإسلامي، وإيراد ما يُثبت ذلك من نصوص تؤكد على أن للفن الصيني بأنواعه عظيمَ الأثر في نهوض الفن الإسلامي؛ حيث أُدخلت العديد من الألوان الفنية الصينية للعالم الإسلامي مثل: رسم الصور الشخصية، والزخرفة، واستخدام الأشكال الهندسية، وهدوء الألوان، والأختام المربعة، والملابس، وآلات القتال. وذُيِّلَ الكتاب بملحق لوحات لفنانين عراقيين وإيرانيين وصينيين فاقت اﻟ ٣٠ لوحة مع شرح لها يصفها ويوضح ما تُعبِّر عنه مضامين الإبداع الصيني.

كان انتهاء «العصر الراشدي» إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من مراحل الحضارة الإسلامية؛ تلك المرحلة التي تميزت بسطوع شمس الفنون الإسلامية، وقد تجلى هذا في مجال العمارة الإسلامية وزخارفها. وبسقوط الخلافة العباسية دخلت الفنون الإسلامية مرحلة جديدة؛ حيث تخلت عن الطابع العام وتبنَّت الطابع الخاص؛ فأدلى كل شعب بدلوه. وقد قامت الزخرفة الإسلامية على أربع دعائم؛ هي: استخدام الصور الآدمية والحيوانية، والرسوم الهندسية، والزخارف النباتية، وكذلك الخطية. ولعل أوضح صور الفنون الإسلامية هي العمارة التي لا تزال آية في الجمال والروعة، وبزَّت العمارة المسيحية في منجزاتها، حتى إن الأوروبيين استعاروا الكثير من الفنون الإسلامية؛ ففي القرن التاسع أرسل الإمبراطور «ثيوفليوس» أحد رجاله ليدرس العمارة الإسلامية في بغداد. وقد تجلى تأثير الفن الإسلامي في كنيسة مدينة «سرقسطة»، وكذلك قبة «مونت سانت أنجلو» وقصر «روفولو» بإيطاليا، وغيرهم الكثير.

عالجت الكثير من كُتب الرحلات أحوال أوروبا إبَّان عصر النهضة في القرن التاسع عشر، غير أن هذا الكِتَاب يُعد فريدًا من نوعه؛ إذ إن مؤلفه عاش ثُلث عمره في أوروبا، فكان كأهلها خبيرًا بخبايا أحوالها؛ لذا لم يكتفِ بسرد ما رآه في مالطة وفرنسا وإنجلترا، بل كانت نظرته أعمق من ذلك بكثير؛ حيث عكف على تحليل أسباب نهضة أوروبا منتخبًا منها ما يراه مناسبًا لقيام نهضة عربية، مؤكدًا أن الفكر والإبداع ليس حكرًا على الغرب وحده إذا ما توفرت عوامل البناء. كما تميزت الرحلة بكثرة ما ورد فيها من إحصائيات هامة، ومُعالجات للعديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية آنذاك. كانت رحلة «الشدياق» هي عصاره خبرته ومشاهدته وتحليله قدمها للقارئ العربي عَلَّه ينجح في اقتفاء آثارها.

جمع أحمد تيمور باشا بين دفتي هذا الكتاب ما وصل إليه من أخبار المهندسين في العصر الإسلامي، كما بيَّن فيه الخصائص الحضارية للتصوير عند العرب، وإحكامهم لصناعة النقش والدهان والرسم والزخرفة وغيرها من الأعمال الفنية، وقد زود تيمور باشا الكتاب بفصول جامعة للمصطلحات الهندسية التي كان يستخدمها المهندسون المسلمون ويتعاملون بها فيما بينهم، وهو عمل متميز وفريد، كان لمؤلفه الريادة في موضوعه.

يعكس فن صناعة الأثاث الصيني بشكل بارز ملمحا مهما من ملامح الفنون والثقافة الصينية ، حيث يتمتع هذا الفن بشكل واضح بسمات الأساليب الفنية الشرقية، حتى اصبح مشهورا بكونه إحدى لآلئ الفنون الشرقية. يقول البعض عن سمات الأثاث الصيني، إنها تبرز جمال خامات الأخشاب حيث يكمن السر الرئيسي لهذا الفن في قدرة الأثاث الصيني على إظهار طبيعية الأخشاب بشكل ينبض بالحياة؛ ويقول البعض إن المفتاح الرئيسي لهذا الفن واكبر ميزاته يكمن في فنون الصناعة الكاملة، فخطوطها تنساب بيسر ومهارة، وتركيبها ممتاز ومناسب للاستخدام المطلوب منه؛ كما يقول البعض إن المفتاح الرئيسي يكمن في فنون التصنيع عالية المستوى، حيث الدقة في اللسان والنُقرة، الزخارف الأنيقة التي لا مثيل لها حقاً؛ ويقول البعض إن المفتاح الرئيسي يكمن في سحرها الرومانسي عبر التاريخ البعيد، وأسلوبها الفني الأنيق وسحرها في الأنماط الكثيرة والمتعددة.

تعد العمارة الصينية مثلها مثل العمارة الإسلامية من أشهر مدارس العمارة القديمة في العالم، ولا يقتصر دور المعمار الصيني القديم على كونه مرجعية التصميم المعماري الحديث في الصين، بل له تأثير عالمي أيضا، حيث أصبح ميراث ثقافي يجذب أنظار العالم. فالاستمتاع بالمعمار الصيني مثل فتح كتاب تاريخ يحوى الكثير من القصص والحكايات. وفي هذا الكتاب نبدأ منذ بداية ظهور العمارة التقليدية الصينية في الأسر الحاكمة القديمة قبل التاريخ حتى عمارة التاريخ الحديث وتطوراتها والمزج المعماري الحديث بين الشرق والغرب، كما نتطرق لدخول العمارة الإسلامية للصين وامتزاجها بالعمارة الصينية التقليدية وكذلك نقدم لك عزيزي القارئ ملامح العمارة الصينية وموادها المستخدمة ومدارسها الفنية واتجاهاتها وما تتميز به عن غيرها من فنون العمارة في العالم. لعلنا بذلك نساعدك على التعرف على تفسير وشرح ثقافة الصين وحضارتها ولعلنا بذلك نقرب ولو بشكل قليل بين الثقافتين العربية والصينية اللتان أصبحتا تحتاج كل منهما لفهم الأخرى عن قرب.

تعد أوبرا بكين بعد سور الصين هي أكبر ملمح من الملامح الحضارية والثقافية الصينية، وهي من علامات مدينة بكين التي ارتبط كل منهما بالأخر عند كل الأجانب، ومع أن اصل هذا الفن المسرحي الأوبرالي الخاص بالصين لم يخرج من مدينة بكين لكنه اشتهر بها واستقر فيها حتى اصبح مقترنا بمدينة بكين، وقد نشأت أوبرا بكين في جنوب الصين اولا ثم انتقلت لشمال الصين واستقرت في مدينة بكين، وهي فن فريد من الثقافة والفنون التي تحوي أوجها وملامح عديدة من الثقافة الصينية تتفرد بها الصين، واوبرا بكين لا تشبه الفنون المسرحية الغربية المتعارف عليها كما أنها أيضا لا تشبه فنون الاوبرا المعروفة حاليا، بل هي فن صيني خالص تمتزج فيها الموسيقى بالحكايات بالألوان بالديكورات بالأزياء والمكياج والأشخاص. ويعود تاريخ أوبرا بكين لقبل الفي عام من الآن وكانت هي أكبر مباهج الحياة بالنسبة للصينين حتى وقت قريب، وإذا كنت عزيزي القارئ حين تشاهد اوبرا بكين لا تستطيع أن تفهم محتواها أو تتعرف بشكل كاف على اسرارها، فنحن على يقين أننا بهذا الكتاب الذي بين يديك سوف نساعدك بشكل كبير لتتفهم وتعرف أوبرا بكين بل يمكن ايضا ان تكون بعد ذلك من متابعي أوبرا بكين.

تشتهر كل أمة وحضارة بفنونها الشعبية والتي تعكس ملامح ثقافة هذه الامة وتوضح مدى تطورها وتفرد فنونها وإبداع أفردها، كما أن الفنون الشعبية من ضمن الموروثات الثقافية الحية التي تحرص كل أمه على تناقلها بين أفرادها جيلا بعد جيل، والحضارة الصينية العريقة التي تمتلك آلاف السنوات من التاريخ العريق تزخر ثقافتها بالعديد من الفنون الشعبية المميزة التي مازالت باقية وشائعة حتى الآن، والفنون الشعبية في الصين هي كتاب تاريخ مفتوح تفهم منه بالصورة والحركة ثقافة الصين التقليدية وتتعرف على مرحل تطور الأمة الصينية وملامحها وأهم مميزاتها كما أن هذه الفنون تشهد على مهارة الصينين القدماء وحبهم للفنون كما تشهد في ذات الوقت على عشق الصينيون المعاصرون لثقافتهم التقليدية واحترامهم لإرثهم الثقافي الذي تناقلوه بحرص وحب جيلا بعد جيل. وتتنوع الفنون الشعبية في الصين بين حرف يدوية وفنون غناء ورقص وفنون خيالات الظل المسرحية والحكاوي وغيرها من الفنون التي سوف تتعرف عليها عزيزي القارئ في هذا الكتاب الذي يأخذك في رحلة ثقافية ممتعة بين جوانب الثقافة الصينية وفنونها المميزة.