كولونيل الزبربر
في الرابعة والثلاثين من عمرها، تكتشف طاوس الحضري حياة جدها مولاي الحضري المكنّى بوزڤزة والضابط السابق في صفوف جيش التحرير الوطني الجزائري خلال حرب التحرير. كان جدها قد غادر الجندية والسياسة، عقب الاستقلال، احتجاجاً على إعدام أصغر ضابط برتبة عقيد في صفوف جيش التحرير بتهمة الخيانة والانفصالية، وترك لنجله جلال الحضري، المكنّى كولونيل الزبربر، كراسةً سجّل فيها يومياته المطبوعة بشراسة الحرب وفظاعة الموت ومشاهد التعذيب والإعدامات بالسلاح الأبيض والتصفيات الفردية والجماعية، مرفقةً بشهادة من طبيب جزائري يسرد فيها وقائع من الحرب داخل الجزائر العاصمة. إنها قصة الانكسار الذي بدأ غداة الاستقلال واستمر حتى الآن.رواية بيروت
محتلّة، ممزّقة، لكن دوماً متأهّبة للنهوض.كذا هي بيروت حيث تتقاطع تأثيرات كثيرة. عشرات الأعوام، اشتبك تاريخها بقصّة فيليب الذي راح في مساء عمره يروي حكاية عائلته ومدينته. بدءاً، سيرة الجدّ الذي انخرط في ثورة الفلاحين أواخر القرن التاسع عشر. ثمّ حكاية الأب الطبيب، الشاهد على الاضطرابات الكبرى في القرن العشرين وعلى الازدهار المذهل لمدينة متأرجحة بين هناءة العيش على الطريقة الشرقية، ومواكبة التطوّر الغربي. وأخيراً حكايته هو وفتوّته الغنية بالمغامرات.حصار صور
لم يتنكّر الفيلسوف زينون قطّ لأصوله الفينيقيّة. في أثينا حيث أنشا مدرسة الرواقيّين، يروي لتلميذه أبولونيوس مأساة والدته إليسا من صور. رافقت المرأة الشابة عمّها في رحلة طويلة أتاحت لها اكتشاف المراكز التجاريّة التي أقامها الفينيقيّون على ضفاف المتوسّط. لدى عودتها تجد إليسا مدينتها صور محاصرة من جيوش الإسكندر الكبير الذي كان يطمح إلى احتلال كلّ مرافئ فينيقيا. لكنّ أبناء صور هبّوا للدفاع عن مدينتهم مقاومين الاحتلال ومبتدعين كلّ الخطط الحربيّة للتغلّب على عدوّهم، وظّلوا يواجهونه طيلة سبعة أشهر بعناد وبسالة. من خلال تقاطع روايتي المحاصِر والمحاصَر للأحداث، يصوّر لنا إسكندر نجار رؤية مزدوجة لحصار صور الذي يصبح رمزاً للبنان، البلد المقهور المتمسّك بحريّته.أولاد الغيتو اسمي آدم
الرواية مدرجة في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر العربية عام 2017، وهي رواية من طبقات يغوص فيها القارئ ليكتشف حقيقة المأساة الفلسطينية التي ترخي بظلالها على الفلسطيني من مهده إلى لحده، فيظلّ تائهاً بين وجع الحياة داخل البلاد وخارجها. لا تعرف منال معنى كلمة "غيتو"، أو من أين أتت. كلّ ما تعرفه أن سكان اللدّ المدينة المسيّجة بالأسلاك، سمعوا الكلمة من الجنود الإسرائيليين، فاعتقدوا أن كلمة "غيتو" تعني حيّ الفلسطينيين، أو حيّ العرب، كما قرّر الإسرائيليّون تسمية سكان البلاد الأصليين. وحده مأمون كان يعرف: :الغيتو هو اسم أحياء اليهود في أوروبا". "يعني إحنا صرنا يهود؟" قالت منال بسذاجة... يطرح خوري في مقدمة الرواية بوضوح فكرة سرقة ونشر اليوميات باسمه، غير أنه بدل أن يكون «سارقاً أصبح ناسخاً»، كما يقول في المقدمة، نشر المخطوط كاملاً دون إضافة أو تعديل، خالقاً بذلك إيهاماً بكون المؤلف شخصاً آخر، ويمضي بعيداً في الإيهام بظهوره طرفاً في اليوميات باسم"الأستاذ اللبناني"، الذي تعرف عليه آدم دنون عن طريق تلميذته في الجامعة في مدينة نيويورك. يكتب آدم هذه اليوميات من نيويورك حيث يعمل في مطعم إسرائيلي للفلافل، ويستدعي الحكايات من ذاكرته وروايات الأهالي الذين عرفهم صغيراً، وآخرين يلتقي بهم لاحقاً ليوثق الغيتو إذ كان أول مواليده، ويدعم ذلك بوثائق تاريخية قليلة عن النكبة، ويكشف النص عن تشظي شخصية آدم الذي يكتشف أن والديه اللذين عرفهما في الغيتو ليسا أبواه الحقيقيين، وأنه وجد رضيعاً على صدر امرأة ميتة تحت شجرة زيتون في معمعة الطرد الكبير الذي حدث عندها، ويتقمص هوية إسرائيلية في شبابه، وحينما يشاهد فيلماً عن فلسطين أعده «الأستاذ اللبناني» يتفجر بالغضب ويعتبر الفيلم تلفيقاً، ويندفع إلى الكتابة ليروي سيرة الصمت الحقيقية، إذ يعد هو شاهداً على الشتات، والمجازر الإسرائيلية، وهو أيضاً الأكثر قدرة على توثيق الحقيقة بكل أبعادها. تعليقات وصف صديق أكاديمي تفاعله مع إحدى الروايات بطريقةٍ فاجأتني؛ إذ قال إنّه كان يصل مرحلة لا يستطيع معها إكمال القراءة، ليس مَللا أو تعباً، بل لقسوة المشهد، فيَقلِب الرواية ليلتقط أنفاسه، قبل أن يُكمِل. وما فاجأني أن الشيء ذاته حصل معي في الرواية نفسها، وعشتُ الحالة ذاتها مع بضعة كتب، وفي حالات أخرى كانت تنقطع الأنفاس لجمال المشهد في الوصف. كان ما حدثَ أثناء قراءة رواية إلياس خوري الأخيرة مختلفا. وللرواية عنوانان على الغلاف؛ أولاد الغيتو" و"اسمي آدم". فلأول مرة أجد نفسي أوقف القراءة كليّاً؛ لا لعدم رغبة في القراءة، بل من فرط الإعجاب. وقررت أن أعود وأقرأها من البداية مجدداً بشكل مختلف، ممسكاً دفتراً خاصاً لأسجل كيف أفهم وأتفاعل مع أجزائها، فهي تتضمن نوعاً من استعراض ملامح الأدب والتاريخ العربي الاجتماعي منذ الجاهلية والأمويين؛ وهي تروي جزءا من سيرة خوري النضالية داخل الثورة الفلسطينية، وتتضمن رؤية نقدية ذاتيّة لكتاباته السابقة، بكل ما تتضمنه من أحداث صادمة وفرحة مذهلة في مخيمات اللاجئين. والأصعب ربطه كل هذا بنشوء الغيتو؛ أي حَي مُحاطٍ بالأسلاك في مدينة اللد الفلسطينية، في العام 1948، وكيف استخدم الناس هذا الاسم، ربما نقلا عن جندي كان يحاصرهم، وكيف عاش الناس هناك.سينالكول
سينالكول رواية للروائي اللبناني إلياس خوري. صدرت لأوّل مرة عام 2012 عن دار الآداب للنشر والتوزيع في بيروت. ودخلت في القائمة الطويلة لجائزة بوكر لعام 2013. يروي الكاتب إلياس خوري في الرواية حكاية تعد تصويرًا شفافًا للمجتمع اللبناني بمختلف طبقاته إبّان الحرب الأهلية اللبنانية التي تأخذ حيزا من التشخيص يجعلها أحد أبطال وشخصيات هذه الرواية. هناك محور وهو عائلة الصيدلي نصري الشماس وولداه كريم ونسيم ولكن هناك عدد كبير جدًا من الشخصيات والأحداث الجانبية التي تدخل في سياق السرد. يعبر الكاتب عن ضياع الفرد والقيّم في أتون الحرب. وكل المشاريع التي تحلم بها الشخصيات والبطل كريم تبوء بالفشل، وينتهي أصحابها بالهروب إلى فرنسا، الهروب الذي لا يمكنه محو ذاكرة المجتمع بكل مآسيه.غابرييلا قرنفل وقرفة
إيليوس عام 1925؛ مدينة ساحلية صغيرة مشهورة بحقول الكاكاو الشاسعة في جنوب البرازيل. عندما استقالت طباخة حانة فيزوفيو عشية إقامة عشاء أعمال هام، لم يكن من خيار أمام صاحبها، العربي نسيب، سوى إيجاد اللؤلؤة النادرة. فاستخدم عندئذ غابرييلا السامية مفتوناً برائحة القرنفل والقرفة التي تفوح منها… ولكي يحافظ عليها انتهى بأن تزوج بها. لكن نسيب رجل غيور، وغابرييلا ليست المرأة التي يمكن حبسها في قفص. ولحسن حظها، فإنّ الحضارة كانت تتقدم في إيليوس أيضاً، ويشتم من أثرها رائحة تغيير قادمة.فارس الأمل
إن نبأ نشر طبعة من كتابي عن لويس كارلوس برستس باللغة العربية ليملأني غبطة. وإذا ما أمكن لكتابي هذا أن يساهم في تعريف الشعوب الناطقة باللغة العربية، بمزيد من الوضوح، على نضال الشعب البرازيلي في سبيل حريته ومن أجل السلم والتحرر الوطني للبرازيل، وعلى وجه القائد العظيم لهذا النضال، البطل الوطني لشعبنا، الرفيق لويس كارلوس برستس، فإن في ذلك سبباً كافياً أن أشعر بالسرور لكوني كتبت مثل هذا الكتاب. إن اسم برستس مع أسطورته كبطل للشعب، ينتقل من فم إلى فم، ويقرأ الملايين نداءاته التي تذكي الحماسة والنضال. فباسمه وباسم رفاقه في النضال أرغب في توجيه تحية إلى جميع الوطنيين في البلاد العربية، إلى جميع الذين يناضلون في هذه البلاد في سبيل السلم والحرية، وضد الاضطهاد الاستعماري الأميركي. جورجي أمادو هو آخر الروائيين العالميين الذين تطلق عليهم صفة الموسوعيين مثل أساطير الرواية الكلاسيكية؛ ليون تولستوي، فيدور دوستويفسكي وتوماس مان وغيرهم. فلم يترك علماً أو فنّاً إلّا وطرق بابه، ولا حرفة إلا وخاض غمار البحث فيها بخبرة المعلّم ذي العين البصيرة النفّاذة، فكان أدبه الروائي موسوعياً غنيّاً بعوالم شتى، إلى الدرجة التي يمكن الاطلاع من خلالها على حياة البشر في مختلف طبقاتهم الاجتماعية ومهنهم المختلفة، في نسيج تأتلف فيه الأحداث مع الشخصيات في أسلوب واقعي حتى ولو وظّف الخيال أحياناً لإثراء السرد والعوالم التي تحويها روايته، كمراقب لمسار الحياة المتنوّعة، في بيئات يصبح تنافرها موضوعاً لغنى هذه الرواية.منيجيل - معسكر الموت
تتحدث الرواية عن بقعة مظلمة في تاريخ البشرية، والحُكم النازي خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث سيعود إلى ذاكرة البطل اسم الطبيب "يوسف منيجيل" ملاك الموت الذي اشتهر كأحد أكبر مجرمي الحرب في تاريخ البشرية الحديث، وتجاربه البشعة داخل معسكر "أوشفيتز" التي حولت حياة يهود ذلك العصر إلى جحيم، برع الكاتب في تجسيده تاريخيًا وأدبيًا. ولم يكتفِ الكاتب بالأهوال التي فرضتها طبيعة الأحداث ومكانها على روايته، وبحالة الترقب التي أسس لها منذ البداية، حيث قرر سرد التجارب بشكل كابوسي مفزع على ألسنة الضحايا من الأسرى داخل معسكر الموت، ليفاجئنا بخط آخر يختلف في الزمان {[6]} وفي طبيعة الأحداث وتيمة الرعب ذاتها؛ حين انتقل إلى مصر في زمن معاصر كاشفًا عن أبطاله الثلاثة الساعين لاكتشاف مصحة مهجورة في قلب الصحراء، في مغامرة لم يتوقع أحد نهايتها. واعترف بأن الكاتب نجح في دَفْعي داخل الأحداث دفعًا جعلني أرغب في تتبع خُطَى الحدثين الرئيسيين لمعرفة الرابط بينهما، الأمر الذي ندمت عليه فور بلوغ النهاية، كما انتقل بسرده في سلاسة تامة بين الخطين الرئيسيين للرواية. من أجواء الرواية: في البداية كانت الآلام المبرحة، آلام لأول مرة يشعر بها، أو يتخيل أنها موجودة، كان يشعر أن الأطراف الحسية الخاصة بنقل الألم تصرخ بفزع، كأن عملاقًا قرر أن يدق جسده بمطرقة حديدية ضخمة، الألم يجتاح جسده، عظامه تئن بقوة، ورأسه يكاد ينفجر، يجري الألم في عروقه مجرى الدماء، وينبض قلبه بالآهات، يصرخ ولا أحد يبالي، يبكي ولا أحد يهتم، صرخاته كانت تملأ المكان، بينما الأطباء منهمكون في الكتابة، وهما يراقبان جسده الذي يتلوى ألمًا، كان يصرخ ويبتهل لربه أن ينقذه، الألم يكاد يصيبه بجنون تام، الآهات تدوي بلا حساب، والحياة تزوي في عينيهضوء المعتزلة
لكَ النورُ والظلالُ والحلم أيها الشراع، لك الفضاء المفتوح تتجه لجزرِ الكنوز والنساء. وراءنا الشواطئ الرثة الضاجة التعبة المهترئة تحاصرنا تخنقنا ثم تنثرنا في البحار والمدن البعيدة والبلدان النتنة. لا تلقي نظرةً طويلةً للوراء، حتى لو تحطم الخشب أسبحْ، أسبح، حتى تصل للجزر، للجبال فيها، للعطاء داخلها، لتصل للساحرات، النساء المتجددات عذريةً. الهواء الحار يلفحكم، الرجال يجدفون، وينفخون بأنفاسهم وأيديهم الهواء، الظهيرة قاسية، الموج يضربُ الحطبَ اليابس ويكاد يشققه، هذه الكتلة المحدودة المثقلة بالأجساد والأشياء الموضوعة في الخن، والأشباح الكثيرة وذكريات الموتى ورغبات الأجساد العارمة التي تصطدمُ بعرق الرجال وزنخهم، الذين يتعرّون ويتساقطون في الظلمة في مياه البحر اللذيذة المنعشة. ليس قربك سوى الربان طارش يهمهمُ ويغمغم، يتصلُ بكائناتهِ العليا، يتطلعُ للنجوم والكواكب والشهب ويراسلها، يلقي عليها مياهاً مقروءً عليها، متبلات بنفحِ الطيب المحمدي فتندفع المياهُ في قوالب ممتدةٍ كأنها صاعدةٍ من نافورة. رأسُهُ الصلعاء مضاءة، جمجمته فيض نور. هذا الربان العجوز كأنه حيةٌ تجددُ شبابَها في كل سنة، يعرس، يسكن أكواخاً وبيوتاً جديدة، ينجب قبائل من الأولاد والبنات، يختفي، يظهرُ في أمكنةٍ أخرى، كأن البناتَ تغيرُ جلدَه، والعيالُ يسلخونه، يهرب للألق، للمغامرات الغريبة، يلتقي بالسحرة والعلماء والربابنة. فكيف الآن يقشعرُ جلدُهُ من المغامرة الكبيرة القادمة؟ تلك التي أعددتَ لها طويلاً. يلتفتُ إليه مروِّعاً: - حلمت البارحة يا غانم حلماً مخيفاً، هذه السفينة سوف تتصدّع!طريق اللؤلؤ
هذه نشوتي وحبي لبلدي، منذ زمنٍ طويل لم أفرح، حتى لو أن عبد الحسين إختفى، والدوارَ هُجرَ وأزيل، لكن ديرتي ما زالت شامخة. غصنا كثيراً من أجل اللؤلؤ، فقدنَا أعضاءَنا وقلوبنا، وعدنا بتمراتٍ وماء. نحن سلالة الغواصين لا نتعبُ من أجلِ المحارِ واللؤلؤ. مضينا في البحار، تهنا، أسرَنَا الأعداءُ، ضعنا. وحين عثرنا على لؤلؤةٍ كبيرةٍ خرمَ بعضُنا السفينةَ وغرقنا. عبد الحسين يتجمد عند التلفزيون، يطالعُ الشاشاتَ العربيةَ منبهراً، هذه أريافُ تونس التي يعرفها، ساحاتٌ واسعةٌ لأشجارِ الزيتون، بيوتٌ صغيرةٌ حالُها كحالنا، لكنها أجمل بهذه الأشجار التي تبدو مثل نساءٍ أسطوريات، فنحن لم تبق لدينا أشجارٌ كثيرةٌ مثل هذه، عندنا نخيلٌ باقياتٌ وأشجارٌ خاليةٌ من الثمر. في تونس الأمر مختلفٌ، أراض لا تحد من الزيتون، الشجراتُ النسائيةُ ذاتُ الجدائل الخضراء والسوداء. بناتُ تونس الجميلات يظهرن على الشاشة ويصرخن، ونساؤنا مخبآت، مستترات، وعائشة مغيبة، نائية، ممنوعة على عبد الحسين، وها هو البائع المتجول الذي صار شهيراً يتحولُإلى كتلةٍ من لهب! عبد الحسين يقفزُ من على كرسيه! يَخرجُ من جلده، يَسحبُ الستارةَ عن النافذة، يفتحُ الزجاج، يعبُّ الهواء. يتطلعُ إلى بيوتِ القرية الكثيفة الكثيرة؛ منازلٌ هشةٌ، عتيقةٌ، بعضُها مرمم، بعضُها ينحني مترنحاً، وبعضُها جديدٌ يزهو بعيداً، والدروبُ ضيقةٌ، وساحاتُ الفضاءِ القديمةِ الواسعة نشبتْ فوق حواجز، إنغرستْ فيها جلاميد، أو سُيّجتْ بأسلاك. يريد عبد الحسين أن يشعل النارَ في روحه! كلُّ الأوراق التي بثها رعبُهُ وجنونُهُ مازالتْ في أدراجه. مضتْ في بريد، أخذها أبوهُ شهاب، سُلمتْ بأيدٍ عَرقة، لكنها ما رأتْ الحرية. يرى البحرَ البشري يتدفقُ في شارع الحبيب بورقيبة، الناسُ تخرجُ من بين الصخورِ والأشجار، تُغرقُ الشوارعَ بأصواتِها وأنفاسِها، تملأُ الساحاتَ، حيث لا مكانَ لدراجةٍ أو مظلة، حيث داخلتْ الأجسامُ حتى ذابتْ وصارتْ نهراً.نور الغسق
إعداد وتحرير الكاتب جميل السلحوت وتقديم الكاتبة ديمة السمان ، ويعتبر هذا الكتاب بمثابة الإصدار الحادي عشر من سلسلة الإصدارات التسجيلية لندوة اليوم السابع الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس. يقع في 256 صفحة من الحجم المتوسط، يقدم الكتاب الآراء النقدية لروّاد الندوة في عدد من الكتب التي تمت مناقشتها خلال برنامج الندوة الأسبوعي.نسيم الشوق
أمضى عامين خلف الأبواب المغلقة، التهم فيها ما تيسر له من كتب، فقد رأى الكتاب خير جليس له، لم يكن انعزاليا ولا انطوائيا، بل العكس هو الصحيح، فقد كانت البسمة تعلو محياه بطريقة لافتة، يشارك في النقاشات التي تدور بين الأسرى، يعزي نفسه بأن سنتين من عمره ضريبة بسيطة يدفعها للوطن، وشعاره الذي لم يبح به لأحد كان : “من يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته.” فكثير من الأسرى محكومون مؤبدات وسنوات طو يلة، ولا يزدادون إلا عنفوانا.فرسان الرمال
في زاوية مهجورة وغير مأهولة من مستودعات باهيا، المرفأ البرازيلي، يعيش على هامش المجتمع عدد من الفتيان الذين يسمون “فتيان الرمال”. مشردون جائعون، شبه عراة، لا يتوقفون عن إطلاق السباب والشتائم ويدخنون أعقاب السجائر؛ هم فعلياً سادة المدينة الذين يعرفونها جيداً ويحبونها كثيراً، إنهم شعراؤها، يسرقون، ويشاركون في كلّ أنواع الضروب السيئة بنوع من البراعة التي تجعل الشرطة عاجزة عن إثبات أي شيء يدينهم. زعيمهم يدعى بدرو بالا. مساعدوه هم: الأستاذ (لأنه يحب القراءة)، بات- مول، الهر، سكر نبات، الكوع الناشف الخ… يحاول أحد رؤساء الأديرة الاهتمام بهم ليهديهم إلى الطريق القويم. وهو إذ نجح في أن يكسب محبتهم، فإنه لم ينجح في تحسين سلوكهم لا بل نال عدم رضا رؤسائه. إنه الوجود المضطرب، المأسوي والشاعري في آن، لتلك العصابة من الأشرار الصغار الذين يجمعون حيلة الرجال وجرأتهم، وكذلك براءتهم، وهذا جوهر ما يثيره جورج أمادو في روايته. جورجي أمادو هو آخر الروائيين العالميين الذين تطلق عليهم صفة الموسوعيين مثل أساطير الرواية الكلاسيكية؛ ليون تولستوي، فيدور دوستويفسكي وتوماس مان وغيرهم. فلم يترك علماً أو فنّاً إلّا وطرق بابه، ولا حرفة إلا وخاض غمار البحث فيها بخبرة المعلّم ذي العين البصيرة النفّاذة، فكان أدبه الروائي موسوعياً غنيّاً بعوالم شتى، إلى الدرجة التي يمكن الاطلاع من خلالها على حياة البشر في مختلف طبقاتهم الاجتماعية ومهنهم المختلفة، في نسيج تأتلف فيه الأحداث مع الشخصيات في أسلوب واقعي حتى ولو وظّف الخيال أحياناً لإثراء السرد والعوالم التي تحويها روايته، كمراقب لمسار الحياة المتنوّعة، في بيئات يصبح تنافرها موضوعاً لغنى هذه الرواية.فراس وأحلام المدينة
تقع هذه الرواية قبل ألف عام، في مدينة تدعى العامرة، مدينة عرفت ازدهاراً فريداً قبل أن تدخل في مسلسل من الحروب ينهي عصرها الذهبي. فراس، الشخصية المحورية في الرواية، فنان شاب، ينشأ يتيماً إذ يموت أبواه في الحرب وتربيه جدته، منذ طفولته وفراس يحلم بأن ترجع مدينته إلى ازدهارها الذي يسمع به ولم يشهده. وذات يوم يتراءى له الحل في ما يشبه المنام... فيدعو سكان المدينة إلى إنقاذها عبر فكرة مبتكرة، أن يبني كل واحد ما تدمر وأتلف، ويرسم على أحد جدران بيته الأحلام التي يشتهي تحقيقها. أثر انقضاء المهلة، وبنهضة أهلها، تبدأ الأحلام تتحقق، وتعود المدينة ثانية إلى ازدهارها، ما بين ازدهار المدينة الأول والثاني، ومروراً بدمارها، تقدم لنا الرواية عدد كبيراً من الأحداث والشخصيات والملابسات والأسرار والعناصر الواقعية والمتخيلة والفانتازية.ساعة زوال
ذاتويّ
الرواية تعتبر أول رواية مكتوبة بالعربي تناقش مرض التوحد وطرق علاجه وطرق المعاملة مع المريض وكيف نصل به لأن يكون عضو فعال في المجتمع ويتم مناقشة هذا في جو تشويقي حيث تقع جريمة قتل ويكون المتهم فيها طفل عمره ثلاث سنوات. ويتابع عصمت، في النهاية الهدف يتبين لنا، كيف يكون هذا المريض عضو فعال داخل المجتمع وليس مجرد مريض نفسي وفقط، أو شخص ليس محسوباً علينا وذكرت في الرواية طرق العلاج سواءً بالطريقة الصحية أو بالأدوية أو المعاملة، ولأن مريض التوحد لا يستطيع أن يخرج من دائرته فنحاول نحن أن ندخل في دائرته كي يوسع دائرته هو ندخل كلنا وتدور الرواية في إطار رعب نفسي تشويقي به جريمة. وعن إحتيار إسم الرواية، تحفظ عصمت، حول سر إسم “ذاتوي” إلا أنه ذكر أن مرض التوحد إسمه مرض الذاتوية!!، وأتم قائلاً: إستعنت بإثنين من الدكاترة النفسيين وأحد الأشخاص في مصحة نفسية، وشاهدت مرضى وتعاملت معهم بنفسي، وأيضاً معالجة نفسية تعالج مرضى التوحد بإحدى طرق المعالجة في الرواية، وكان معي خبير قانوني كنت أستعين به في الأحداث داخل الرواية من المحاكم والقضايا والجرائم التي تدور داخل الرواية، وفي الرواية لم أتحدث عن النسبة المصابة بالمرض وأتذكر أنني كي أصل إلي المهتمين بالإحصائيات لم أستطيع ووجدت صعوبة لأنهم لا يجدون إهتمام من الدولة ولا من وزارة الصحة.ثورة في السنة النبوية
جولة قصيرة يقوم بها الكاتب على كنوز من السنة النبوية، ينقل حديثاً شريفاً ويعلّق عليه، وذلك في سبع مقالات، داعياً إلى الإصلاح الذاتي من قلب تعاليم الإسلام، والابتعاد عن الانتهازية التي يمارسها بعض المسلمين باسم الدين. يتنقل الكتاب ما بين نزاهة السياسة، ودور المرأة في المجتمع وتنظيم النسل، وصولاً إلى تحريم التعذيب بكل أشكاله ومبرّراته.أبو الفنون
تجتمع الفنون جميعها في فن واحد تنضوي تحت عباءته، وتقدّم نفسها في رسالة واضحة الدلالة؛ الوحدة، والتعاضد، والتعاون. تجتمع مكوّناته الأساس لتكون فنًّا واحدًا يخاطبنا، ويمتّعنا. يضحكنا ويبكينا. ينتقد سلوكاتنا السلبية ويثني على الإيجابية. إنّه المسرح؛ هذا الفنّ الذي عرَفه الإنسان منذ فجر التاريخ، وما زالت المسارح الرومانية قائمة على أرضنا تشهد اهتمام الحضارة الرومانية بهذا الفن، الذي خصصت له المسارح بتقنية مدهشة، تغلبت فيها على حاجز الصوت والمشاهدة. لذا كانت المقاعد بترتيبها نصف الدائري، وكانت زوايا (الخشبة) التي تنقل الصوت إلى أقصى مكان في القاعة المفتوحة. وفي بلادنا، غير المستقرة سياسيًّا، وثقافيًّا، واقتصاديًّا، لعب المسرح منذ السنوات الأولى، التي أعقبت نكسة العام 1967م، دورًا تثقيفيًّا ذا أبعاد وطنية، تتعلق بالمحافظة على الهوية، والاتفاق على نهج محدد لمواجهة الواقع الجديد، الذي كان صادمًا للعقلية المتفائلة، وهي تتعامل بالنوايا الساذجة. وقد أدرك القائمون على الشأن الفني المسرحي قيمة فنّهم؛ فكانت العروض المتوالية بمضامينها المتعددة في شكلها، المتحدة في رسالتها، تثبيت الإنسان، وتوعيته، وإمتاعه، ورفع معنوياته، والتبشير بزوال الغيوم المحبطة القائمة في سمائه. وحين نهتم في ندوتنا الأسبوعية، المستمرة منذ العام 1991(ندوة اليوم السابع الثقافية) بالمسرح، نصوصًا وأعمالاً، إنما نؤكد احترامنا العالي لهذا الفنّ الرّاقي، القادر على خلق جمهور ذي قناعات ثقافية ذات أبعاد حضارية.برد الصيف
رواية"برد الصيف" للأديب المقدسي جميل السلحوت، وتقع في 190 صفحة من الحجم المتوسط، وتشكل هذه الرواية الجزء الرابع من سلسلة روايات درب الآلام الفلسطيني التي يواصل السلحوت كتابتهاأَنسام وعواصف
المجموعة " أَنسام وعواصف" وهي عبارة عن جُذى نثريّة وشعريّة ، للكاتبتين : كاملة بدارنة وَربيحة الرّفاعي، يقع الكتاب في 204 صفحات من القطع المتوسط ، قدم الكتاب · سمير العمري- رئيسُ رابِطَةِ الواحَةِ الثَّقافِيَّةِالعسف
رواية "العسف" للأديب المقدسي جميل السلحوت· وتقع الرواية التي صمّمت غلافها الفنانة التشكيلية رشا السرميطي في 130 صفحة من الحجم المتوسط· ومما يذكر أن هذه الرواية هي الجزء الخامس من سلسلة "درب الآلام الفلسطيني الروائي" للكاتب السلحوت· وتأتي بعد روايات"ظلام النهار" و"جنة الجحيم" و "هوان النعيم" و"برد الصيف"· وجميعها صدرت تباعا عن دار الجندي للنشر والتوزيع المقدسية·من نوافذ الإبداع
تعريف عن الروايات العربية المشهورين،مثل: "كنت هناك" لجميل السلحوت؛ امرأة عائدة من الموت؛ بنت وثلاثة أولاد في مدينة الأجداد·المرأة الفلسطينيّة وأغنية العرس الشّعبيّة
كتاب المرأة الفلسطينيّة وأغنية العرس الشّعبيّة للكاتبة كاملة بدارنة، يقع الكتاب في 196 صفحة من القطع المتوسط ، وهي دراسة في التراث الشعبي الفلسطيني احتوت شهادات حية للمرأة الفلسطينية ، قامت الكاتبة بجمعها وتسجيلهاسباحة بين الحروف
سباحة بين الحروف مجموعة من النّثريّات (خواطر وجذوات)· القسم الأوّل يضمّ اثنتين وعشرين نثريّة، والقسم الثّاني مجموعة من الجذوات العاطفيّة والفكريّة· تباينت مواضيع النّثريّات، فكانت خواطر عن الأمل، الفَقد وتأثيره، السّعادة والتّعاسة، الرّضا والقناعة، العلاقة بالأرض، الإخلاص والغدر، الصّبر وغير ذلك ممّا جاء مباشرا أو رمزا·ذات خريف
تتباين موضوعات القصص بشكل واضح وطبيعي··· ولكن يوجد بها خيطان عريضان متكاملان يكمّل أحدهما الآخر: الفكرة والحكاية· وكما وفّقت الكاتبة في اختيار عنوان المجموعةنصف الحاضر وكل المستـقبل
مجموعة من الندوات المتخصصة فيما كتب عن أدب الاطفال كتاب "نصف الحاضر وكل المستقبل" يأتي ضمن سلسلة كتب "ندوة اليوم السابع" التي تقام في مسرح الحكواتي في القدس، والتي يديرها الكاتب جميل السلحوت ويشارك بها نخبة من الأدباء والنقاد الفلسطينين، ويصدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع، نقرأ من أجواء الكتاب عن مجموعة "إنسان" الشعرية للأطفال: صدر في أواخر العام 2006 مجموعة "إنسان" الشعرية للأطفال، للشاعر فاضل جمال علي، ورسومات ميمي سليمان الجبالي، وتقديم الدكتور محمود العطشان، عن منشورات مركز ثقافة الطفل في دار الأسوار في عكا، وتقع المجموعة في 48 صفحة من الحجم الكبير. أول ما يلفت انتباه القارئ إلى هذه المجموعة الموجهة للأطفال هو اسم المجموعة "إنسان"، والذي هو عنوان قصيدة جاءت في الصفحة (12) من المجموعة، ويتساءل القارئ النبيه عن هذا الإنسان: من هو؟! وماذا يريد الشاعر من هذا العنوان؟! وما أن يبدأ القارئ المتمكّن من قراءة المجموعة حتى يكتشف أن الشاعر فاضل جمال علي، مثقف واسع الاطلاع في نفسية الأطفال، فهو لا يكتب لهم أناشيد حماسية، بل يغوص في نفسياتهم ويتكلّم باسمهم، وهنا يكمن إبداعه.الحصاد الماتع
مجموعة ندوات نقدية في عدد من الكتب الأدبية بعد غياب عن متابعة "ندوة اليوم السابع" الثقافية الأسبوعية إصدار مداولاتها النقدية، وقراءات أعضائها للمنتج الأدبي، الذي يكون على مائدتها الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، تعود مع هذا الإصدار إلى إطلاع جمهورها من القراء والمهتمين على جانب من أنشطتها مما يحتمله إصدار بهذا الحجم. لقد سبق لنا في الندوة المستمرة منذ آذار 1991، أن أصدرنا أربعة كتب احتوت على المتوفر من المداولات، والآراء النقدية، ووجهات النظر لأعضاء الندوة في الكتب التي تمت مناقشتها، فكانت كتب "يبوس" كانون ثان 1997، و"إيلياء" تموز 1997، و"قراءات لنماذج من أدب الأطفال" كانون أول 2004، و"في أدب الأطفال" تموز 2006. واليوم، يأتي هذا الحصاد محتويًا على المداولات النقدية، والقراءات الأدبية، لما أبدعه عدد من روّاد الندوة ذاتها.رولا
قرّرت فاطمة تزويج ابنها صالح، فقد تخطّى الآن العشرين من عمره ببضعة شهور. هو ابنها البكر وتريد أن تفرح بزواجه، كما أسرّت بذلك لزوجها أبي كامل، وبقيت تلحّ عليه ليتقبّل الفكرة، لكنّه تساءل أمامها قائلا: كيف نزوّج "صالح" وخليل في السّجن؟ وإيش النّاس رايحين يقولوا عنّا؟ أمّ صالح باسمة متودّدة: الاثنين اولادنا يا أبو كامل...وشو دخل النّاس فينا؟ السّجين ابننا والعريس ابننا، ومش رايح يكون فرح وأغاني... وكلّ ما في الأمر أنّنا نجيب العروس وأهلها...نتعشى وإيّاهم وسلامتك. أبو كامل: طلب صالح الزّواج، ولّلا انتِ الّلي مستزوجة؟ صالح يا ابن النّاس ولد، وفش كلام له وانت موجود. أيّ هو أنا الّلي بدي أتزوج؟ من حقّه أن يختار عروسه؟ أمّ صالح: أيوه! شو عرّفه في النّاس ع شان يختار؟ احنا نختار له ...واحنا نعرف مصلحته أكثر منه.العسف
في أول حزيران بعد عام من الاحتلال، وبينما كان أبو سالم عائدا من صلاة العشاء في المسجد، رأى خليل الأكتع خارجا من بيت الأستاذ داود، وفي يده رزمة أوراق ملفوفة، تحاشاه خليل ولم يطرح عليه التحية، بل سار في طريق أخرى لا توصله الى بيته، انتبه أبو سالم لذلك....و(لعب الفار في عبّه) حكّ أنفه وكأنه يستعيد وعيه، تساءل بينه وبين نفسه عمّا يريده هذا الفتى؟ هل هو غرور الشباب المبكّر؟ أم هو يتعالى على الآخرين؟ لا...لا يمكن ذلك فهو لا يترك مناسبة في القرية إلّا يشارك فيها، بغضّ النّظر إن كانت فرحا أم ترحا...لكنه يتعالى عليّ أنا، فهل هو متأثر بأحاديث الكبار...أعلم أنّهم لا يذكرونني بالخير، لكنّهم (عندما تناطح العين العين) يرحبّون بي، ويجالسونني، بل ويتملقونني، وهذا الفتى يبدو أنّه مخلوق من طينة أخرى، يختلف عن أقرانه الآخرين، فالآخرون عندما يرونني يطأطئون رؤوسهم احتراما وهم يطرحون التحيّة عليّ، بل ويصافحونني باحترام شديد، إلّا هذا الأكتع فإنه يتخذ منّي موقفا معاديا، فهل يرى نفسه أفضل من الآخرين خصوصا بعد سفره الى بلاد الانجليز، فقد عاد إلينا بيد اصطناعية، وبملابس جديدة فاخرة، ومن يومها ظهرت النّعمة على والده وأسرته، وهو يجالس الكبار والصغار، بمن فيهم الأساتذة، وأصبح النّاس يطلقون عليه لقب أستاذ، مع أنّه ليس أستاذا...صحيح أنّه أكمل المدرسة، وصحيح أنّني سمعت أنّه يدرس في كليّة بير زيت، لكنّه لم يكن يوما أستاذا ولم يُعلّم تلميذا....فليذهب الى الجحيم.مدينة الوديان
كتاب " مدينة الوديان " ، تأليف جميل السلحوت ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع . ومما جاء في مقدمة الكتاب : أذكرُ أنّ أولَ زيارةٍ لي الى المسرحِ الوطني الفلسطيني كانت قبلَ أكثر من ست سنوات لحضورِ حفلةٍ لابن قريتي الفنان مهران مرعب. عندما دخلت المسرحَ ورأيتُ الحضورَ الكبيرَ للأمسيةِ، ومدى عشق مهران لموسيقاه.. وجدتني فجأة أبكي.. قلتُ لنفسي في تلكَ اللحظةِ: "أنا يجب أن أكونَ هنا.. هذا هو مكاني.."، وتساءلت: "هل أخطأت بقرار دراسة الصيدلة؟ بدل اللغة العربية التي أحب..؟". عدتُ بعد أشهرٍ الى المسرح لأقابل مديرَه.. أردتُ بعضَ المعلوماتِ عن المسرحِ والفنّ المسرحي في القدسِ، للكتابة عنها في قصّتي مراوغة الجدران. ويومها حدثني المدير عن ندوة اليوم السابع.. فرحتُ كثيرًا بوجود إطار كهذا في المدينة، لكنّني ترددتُ مدة ثلاثة أشهر في مسألة المشاركة في الندوة، حتى حزمتُ أمري وأتيت.. اجتمعَ الأعضاءُ وكانوا عشرة.. في القاعة الصغرى، جلسوا حول طاولة مستطيلة وسقطت فوقهم أشعة الكشّاف، فيما كانت الإنارة خفيفة في باقي القاعة. بدا لي المشهدُ غريبًا في اللحظات الأولى.. استجمعت قواي وأنا واقفة قبالتهم لأعرّف عن نفسي، فدعوني مرحبين للجلوس.. وبدأت حلقةُ التعارفِ.. بدت لي بعضُ الاسماءِ غريبة وخاصة اسم أبو الأرقم (الأستاذ موسى أبو دويح)، ولقب الشيخ (الكاتب جميل السلحوت). لكنّهم عادوا وسألوني عن اسمي، وبدا أنّ الاستغراب قد نابهم من اسمي "نسب." قرأتُ في ذلك اليوم مادّتين لي وسمعتُ الآراء.. وعدتُ سعيدةً الى البيت.. ولكن لم أعلم أنّ تلك الخطوةَ التي خطوتُها ستؤثر الى حدٍ كبير على علاقتي بالقدس.أميرة
حياة الكاتب : - هو جميل حسين ابراهيم السلحوت - مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5حزيران1949 ويقيم فيه. - حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية. - عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990. - اعتقل من 19-3-1969 وحتى 20-4-1970وخضع بعدها للأقامة الجبرية لمدة ستة شهور. - عمل محررا في الصحافة من عام 1974-1998في صحف ومجلات الفجر، الكاتب، الشراع، العودة، مع الناس، ورئيس تحرير لصحيفة الصدى الأسبوعية. ورئيس تحرير لمجلة"مع الناس" - عضو مؤسس لإتحاد الكتاب الفلسطينيين، وعضو هيئته الإدارية المنتخب لأكثر من دورة. -عضو مؤسس لإتحاد الصحفيين الفلسطينيين، وعضو هيئته الإدارية المنتخب لأكثر من دورة. - عمل مديرا للعلاقات العامة في محافظة القدس في السلطة الفلسطينية من شباط 1998 وحتى بداية حزيران 2009. - عضو مجلس أمناء لأكثر من مؤسسة ثقافية منها: المسرح الوطني الفلسطيني. - منحته وزارة الثقافة الفلسطينية لقب"شخصية القدس الثقافية للعام 2012". - أحد المؤسسين الرئيسيين لندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني والمستمرة منذ آذار العام 1991وحتى الآن. - جرى تكريمه من عشرات المؤسسات منها :وزارة الثقافة، محافظة القدس، جامعة القدس، المسرح الوطني الفلسطيني، ندوة اليوم السابع، جمعيّة الصداقة والأخوّة الفلسطينيّة الجزائرية، نادي جبل المكبر، دار الجندي للنشر والتوزيع، مبادرة الشباب في جبل المكبر، ملتقى المثقفين المقدسي، جمعية يوم القدس-عمّان.يالو
رواية ''يالو''.....صوت الألم وصدى الحرب تجري أحداث الرواية عام 1993 وتـُبيِّن كيف غيَّرت الحرب كل المعايير الاجتماعية والتعذيب والمعاناة في السجون. فنرى أنَّ بطل الرواية السرياني يالو دانيال الذي تحمِل الرواية اسمه لا يستطيع فهم وجوب تلقيه العقاب بسبب بضع جرائم اغتصابٍ وسرقةٍ قام بها، في حين جرى اغتصاب وذبح آلاف النساء والرجال من حوله. تتصدّع الانتماءات القامشلية لجدّ يالو وتنشق عنها لبنانية حفيده. لطالما تأسف جدّ يالو لأن حفيده نصف أمّي لا يعرف من اللغات سوى العربية ويفك الحرف السرياني بصعوبة. هذا الجدّ كفّ في أيامه الأخيرة عن التكلّم باللغة العربية وعاد إلى لغته الأم. ولكن ما لغته الأم؟ هو يدّعي أنها السريانية، ويالو يؤكد أنها الكردية.....نماﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ الإسرائيلية المعاصرة
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﻏﺰﺓ
.. كان المدرسون في معسكرات اللاجئين أيام الكويكرز.. يقبضون رواتبهم قطعاً من الصابون.. وسمكاً مقدداً وبصلاً لكي يفرض عليهم الرحيل من القطاع… ورغم ذلك واصلت تلك الكتيبة المقاتلة بأصابع الطباشير معركتها لإنقاذ جيل معسكرات الصفيح عام 1948… إنه هو جيل القنابل اليدوية اليوم في شوارع غزة… القتال بعيدان الثقاب وبأصابع الطباشير كان المهاجرون الفلسطينيون من يافا ومن بئر السبع ومن المجدل ومن قرى أسدود والمسمية والكوفخه… وغيرها… كانت الطوابير التي أسكنها الكويكرز أكواخ الصفيح… في أعقاب كارثة 1948… تحاول أن تلائم وهي في معسكرات الهجرة بين حياتها الجديدة في المنفى الجديد… وحياتها القديمة في شوارع مدنها وقراها التي خلفتها وراءها… لقد تحولت أسماء المدن إلى أسماء المعسكرات… تحولت يافا… وبئر السبع.. والمجدل… وأسدود… والمسمية… إلى أسماء معسكرات النصيرات… والمغازي… والبريج… وجباليا… والشاطئ… *** إن الطائر لا يحمل معه.. وهو يهاجر… عيدان قش عشه القديم.. ولا يحمل أيضاً ذكرياته معه فوق هذه الشجرة أو تلك الشجرة… ولكن الأمر يختلف تماماً حينما يتعلق بالإنسان المهاجر… فإذا لم يمكنه المحتل الغازي من أن يحمل معه غير الثياب التي تغطي جسده… فهو لا يستطيع أن يمنعه من حمل ذكرياته أو أن يطمس من عينيه… مهما أغرقهما بالدم… صورة البيت والشارع… وحتى التفاصيل الصغيرة عن البيت والشارع والمدينة…البزة والرداء وقميص النوم
برغم جنوح هذه الرواية إلى ما يتعدّى الواقعية، والمؤلف نفسه يدعوها حكاية خرافية، فإن الواقع المتخيّل لحمتها الأساسية. وهكذا عشنا مرة أخرى أجواء الكابوس النازي ـ الفاشي الذي كان مخيّماً على العالم قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، فإذا الوحشية والعسف عنوانان رهيبان لقدرة الأفكار العنصرية والعرقية والتفوّقية على اغتيال البشر والقضاء على الحضارة. لقد عالج أمادو أثر النازية في البرازيل مستوحياً ما حدث لفرنسا على يدها ليبيّن شمولية هذا الخطر وعدم اقتصاره على التخوم الأوروبية، كعدوى تنتشر مع الريح من البلد المنشأ لتعمّ العالم في ما يشبه العاصفة الهوجاء. وهنا يربط الكاتب الماضي بالحاضر ليبلغ مشارف المستقبل. فما حدث في التاريخ العالمي نرى أنماطاً بشعة منه الآن في كل مكان، خصوصاً في العالم الثالث حيث العسف والبطش من خلال الأنظمة الديكتاتورية يبرزان فوق ركام الحرية والنزعة الإنسانية في المجالات كافة، وبخاصّة في المجال الفكري الثقافي الذي يقيّد في أغلال الوطنية تارة وغير الوطنية طوراً، وكأن الدولة الجديدة التي تكلمت عليها الرواية مبثوثة في معظم أفكار هذا العالم الثالث. جورجي أمادو هو آخر الروائيين العالميين الذين تطلق عليهم صفة الموسوعيين مثل أساطير الرواية الكلاسيكية؛ ليون تولستوي، فيدور دوستويفسكي وتوماس مان وغيرهم. فلم يترك علماً أو فنّاً إلّا وطرق بابه، ولا حرفة إلا وخاض غمار البحث فيها بخبرة المعلّم ذي العين البصيرة النفّاذة، فكان أدبه الروائي موسوعياً غنيّاً بعوالم شتى، إلى الدرجة التي يمكن الاطلاع من خلالها على حياة البشر في مختلف طبقاتهم الاجتماعية ومهنهم المختلفة، في نسيج تأتلف فيه الأحداث مع الشخصيات في أسلوب واقعي حتى ولو وظّف الخيال أحياناً لإثراء السرد والعوالم التي تحويها روايته، كمراقب لمسار الحياة المتنوّعة، في بيئات يصبح تنافرها موضوعاً لغنى هذه الرواية.الدونا فلور وزوجاها الاثنان
“الدونا فلور” رواية الشعب البرازيلي قاطبة، بل ملحمة هذا الشعب، في غناه الحضاري المتأصل من تعدد أعراقه وأجناسه وثقافات جميع الأقوام التي كوّنت على مدار القرون الخمسة، هذا الشعب العظيم… باهيا في أيام الكرنفال. بعد حياة طويلة مليئة بالمغامرات المفرطة والمجون اللامحدود، انهار فاندينيو، المقامر وزير النساء اللعوب، وسط الشارع ومات تاركاً وراءه أرملة ثكلى، هي دونا فلور الخارقة الجمال التي لم تتأخر، وهي المشهود لها من الجميع بكونها طباخة فخرية، لكي تجد التعزية لنفسها بالزواج من الدكتور تيودورو البالغ الاحترام. لكن هذه الحياة الهادئة والمنظمة لم تلبث أن تحطمت في اليوم الذي وجدته فيه ممدداً، عارياً، على سريرها. لقد تجسد الرجل ثانية، غير مرئي من أحد سوى من دون فلور وحدها، وهو ينوي أن يتمتع بكامل حقوقه كزوج. جورجي أمادو هو آخر الروائيين العالميين الذين تطلق عليهم صفة الموسوعيين مثل أساطير الرواية الكلاسيكية؛ ليون تولستوي، فيدور دوستويفسكي وتوماس مان وغيرهم. فلم يترك علماً أو فنّاً إلّا وطرق بابه، ولا حرفة إلا وخاض غمار البحث فيها بخبرة المعلّم ذي العين البصيرة النفّاذة، فكان أدبه الروائي موسوعياً غنيّاً بعوالم شتى، إلى الدرجة التي يمكن الاطلاع من خلالها على حياة البشر في مختلف طبقاتهم الاجتماعية ومهنهم المختلفة، في نسيج تأتلف فيه الأحداث مع الشخصيات في أسلوب واقعي حتى ولو وظّف الخيال أحياناً لإثراء السرد والعوالم التي تحويها روايته، كمراقب لمسار الحياة المتنوّعة، في بيئات يصبح تنافرها موضوعاً لغنى هذه الرواية.المحصول الأحمر دروب الجوع ـ طرق الأمل
“لم يملّوا من النظر بإعجاب إلى النهر (…) ليس مارتا وفانسنت فقط وإنما جميع الآخرين الذين جاؤوا من تلك البلدان، حيث كانت الأرض، بسبب قلة المياه، متصحرة وقاحلة، ولم يبق سوى الحيوانات العنيفة، والإنسان الأكثر عنفاً. لقد كانوا متكئين على الدرابزين يتبادلون بعض الكلمات، وكان جوهر حديثهم يتركز حول ما يمكن القيام به من مشاريع في سان باولو. لم يكن يتوقع أحد منهم أن يحصلوا على المال بسهولة، لكن ما كانوا يأملون به هو أن يكون موجوداً، وألّا تكون الأرض قاحلة، ومن الصعب الحصول عليها بالقدر الذي كانت فيه الأرض التي غادروها لتوّهم”. فبعد أن طردوا من المزارع التي جرى بيعها، قام المستوطنون بهجرة عبر سهول السرتاو القاحلة، هجرة لم تلبث أن اتخذت أبعادَ ملحمةٍ حقيقيةٍ… لقد كان عليهم أن يواجهوا! الجوع، المرض، الكشافة، وكذلك تلك العصابات التي تفرز الشقاء، والتي يمكن أن نصادفها، وأخيراً الموت. وبالقدر الذي كان يقلقهم فيه الجوع، فإن هؤلاء الرجال والنساء مهجوسون بالحلم بألدورادو حيث أنّ تصوراتهم عن سان باولو كمدينة لا تزال خيالية، وعليهم أن يصلوا إليها وتتملكهم الرغبة الجامحة وهم على أفضل حال. جورجي أمادو هو آخر الروائيين العالميين الذين تطلق عليهم صفة الموسوعيين مثل أساطير الرواية الكلاسيكية؛ ليون تولستوي، فيدور دوستويفسكي وتوماس مان وغيرهم. فلم يترك علماً أو فنّاً إلّا وطرق بابه، ولا حرفة إلا وخاض غمار البحث فيها بخبرة المعلّم ذي العين البصيرة النفّاذة، فكان أدبه الروائي موسوعياً غنيّاً بعوالم شتى، إلى الدرجة التي يمكن الاطلاع من خلالها على حياة البشر في مختلف طبقاتهم الاجتماعية ومهنهم المختلفة، في نسيج تأتلف فيه الأحداث مع الشخصيات في أسلوب واقعي حتى ولو وظّف الخيال أحياناً لإثراء السرد والعوالم التي تحويها روايته، كمراقب لمسار الحياة المتنوّعة، في بيئات يصبح تنافرها موضوعاً لغنى هذه الرواية.الاتحاد السوفييتي لي
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته. ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية. حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.باجس أبو عطوان
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته. ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية. حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.٨٨يوما خلف متاريس بيروت
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته. ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية. حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.دفاتر فلسطينية
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته. ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية. حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.المسرح الشعري(اا)
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته. ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية. حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.الأعمال الشعرية(ا)
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته. ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية. حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.الأعمال الشعرية(اا)
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته. ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية. حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.الأعمال الشعرية(ااا)
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته. ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية. حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.زوايا سيناريو لم يكتمل
ظلّ مارون متابعاً ما يُكتب من مشاهد سيناريو "زوايا" حتى ليلة موته المفجع. شغله بطله مروان، الطيب العائد من فرنسا إلى بلده لبنان بعد عقدين على مغادرته. ربما كان ذلك لشبهٍ مع تجربته وتجربة العديد من اللبنانيين الذين أجبرتهم الحرب على قطع الصلة مع ماضيهم. كان السيناريو أمام مفترقات كثيرة: هل عاد مروان لكي ينهي ما تبقّى من صلة له هنا؟ هل عاد ليصل بين ما كانه وما هو عليه الآن؟ هل من أجل أن يصفّي حسابه مع قتلة أبيه وطارديه من بلده؟. هذه الاحتمالات بقيت كامنة كلها في ما كُتب من السيناريو غير المكتمل.فلتغفري...
سألتكِ يوم ذاك إن كنتِ مسترجلة، أذكر كيف رفعتِ رأسكِ، وكيف سدّدتِ نظرتكِ الحادة تلك كقذيفة من لهب... كانت نظراتكِ شهية رغم حدتها ورغم تحديها. لا أعرف كيف سلبتني بتلك السرعة يا جمان، لا أفهم كيف خلبتِ لبي من أول مرة وقعت فيها عيناي عليكِ. استفززتكِ كثيراً يومها، كنت ازداد عطشاً لاستفزازكِ بعد كل كلمة وبعد كل جملة، عصبيتكِ كانت لذيذة، احمرار أذنيكِ كان مثيراً، كنتِ (المنشودة) باختصار ولم أكن لأفرط بكِ بعدما وجدتكِ. حينما غادرتِ المقهى يا جمان، قررت أن تكوني لي، لم أكن لأسمح بأن تكوني لغيري أبداً!.قلم زينب
يتعرض في هذا الكتاب بطريقة روائية لفترة من فترات عمل الكاتب طبيباً في بلده السودان، ويوحي ذلك الوصف بأن الأحداث التي يرويها كلها واقعية، لكن طريقة رواية الأحداث ورسم الشخصيات تعطي انطباعاً بأن للخيال أيضاً دوراً في تلك السيرة . تتلخص حكاية “قلم زينب”، في أن الكاتب كان في بداية مشواره العملي قد افتتح عيادة صغيرة في حي شعبي فقير، وذلك لتساعده على مصروفاته التي لا يفي بها الراتب الحكومي، وهو يومئذ خريج يتدرب في مستشفى حكومي في أم درمان، وفي أيامه الأولى لافتتاح العيادة زاره شخص اسمه علي إدريس، ومن تلك الزيارة تبدأ ورطة الكاتب الطبيب، حيث يختفي علي إدريس لكنه يبدأ في حياكة سلسلة من الخدع يحتال بها على الطبيب وعلى أناس قريبين منه بدعوى أنه صديق حميم له، ويبدأ الطبيب في دوامة البحث عن ذلك الشخص مستعيناً بالشرطة ، وتمر أشهر ، يعثر الكاتب على علي إدريس ذاته في المستشفى الذي أدخل إليه للعلاج، هو ومجموعة من السجناء، وحين يبلغ عنه يكتشف أنه يقضي عقوبة سجن منذ خمس سنوات، ، ولا يجد دليلاً على أنه كان يخرج من السجن لتدبير خدعهذكريات ضالة
ذكريات ضالة" عمل روائي واقعي وصادم، يبدأ عندما يقرر صاحب هذه الحكاية إرسال رسالة إلى عبد الله البصيص عبر برنامج التواصل الإجتماعي "تويتر" بإسم "المعذب" والرسالة "تتخذ صورة عرض لمجموعة كلاب ضالة" وطلب المعذب من الروائي مقابلته لأمر ضروري، وبعد عدد من التغريدات الملحّة قرّر البصيص مقابلته، فطلب الأخير نشر قصته: "هذة قصتي أنا، قصتي الحقيقية، كتبتها كما أملتهاعلي ذاكرتي، وطباعتها ومشاركة الناس بها أمر يخفف عني عذاباتي مثل حمل ثقيل على كاهل رجل واحد ويريد المساعدة ليتخفف منه...". بهذة العبارات بدأ الضابط سلمان يقص حكايته، لا يعرف من أين يبدأ. كان ذلك منذ سنتين عندما جاءه إتصال مفاجئ "نقيب سلمان، تعال إلى المخفر بسرعة سيدي، ألقينا القبض على المنشار، أقسم أنه المنشار"هذا اللص الأسطوري الذي أربك وزارة الداخلية، وأقلق كبار المسؤولين بسرقاته، وأذهلهم أكثر بأسلوبه الغامض قي السطو... وقع! محطات عديدة بإنتظارنا، عن حياة هذا الضابط الذي كره نفسه كما لم يكره شيئاً من قبل، ففي اللحظة الفاصلة بين الموت والحياة، لا بد وأن يتذكر الإنسان صنائعه.. "تذكرت كل الوجوه المرعوبة التي صفعتها هنا، كل الدماء التي سالت من الأنوف والأفواه، ذكرتها بقبضتي التي لا تتردد ولا تلين أمام من يجلس على هذا الكرسي مهما كان... هي حادثة جعلت من سلمان يعيد حساباته في الحياة ويخضع نفسه للسؤال، ليصبح أقرب إلى وجوده ويكون ما يريده هو لا ما يريده له منصبه.. ما هذا الذي ارتضيته، ما هذه القمامة التي أنا منها، تباً لها، بل تباً لي..." "ذكريات ضالة" هي كوميديا سوداء، تعرض زيف النفس، وقدرتها على استمراء الشر من دون أن تدري، يبرهن فيها عبد الله البصيص عن موهبة نادرة بقراءة واقع العالم وأطره السلطوية وأدواته الرخيصة في امتهان كرامة الفرد، وامتحانات الحياة... إنها روايه جميلة وعميقة ولا تخلو من عنصر المفاجأة.طَعْمُ الذئب
يتنهد،يأخذ نظرةً شاملةً مُديراً عينيه بتمهل.. وجهه مكدود بنحو لم يخبَرْهُ على وجهٍ من قبل.. شاخت ملامحه.. شاخت.. يبدو لنفسه أنه أكبر من ثلاثين سنةً بكثير، يتمتم مستغرباً: "ثلاثة أيام فعلت كل هذا!". الجزءُ الصعبُ من رحلته انتهى، في القرية سيعرف كيف يصل بعدما يأكلُ وينام. يجب أن يأكلَ وينامَ أولاً حتى يصفو ذهنه من ظلال الأهوال التي مرّ بها في الأيام الثلاثة الفائتة ليكون عزمُه أقربَ إلى الرشد. "انتهى العذاب، سيذهب هذا الطَعْمُ غدً أو بعد غدٍ، كأنّني لم آكله أصلًا، انتهى.. انتهى".