قال أحد الأفارقة-الأميركان : باراك ليس منا . لقد شغل باراك أوباما العالم كأول رئيس ( ملون ) يحكم الولايات المتحدة الأميركية. فهو رجل منصّف يجمع بين العرق الأسود لأبيه والعرق الأبيض لأمه وكلاهما من التصنيف المؤصّل. كان البيض ينظرون إليه من خلال الجزء الخاص بأمه وكان السود يحسبونه رجلاً أسود ويرون فيه الجزء الخاص بأبيه. أما هو فكان يرى في نفسه مكوناً خاصاً. انغرست في داخله قيم البيض بكل معطياتها المستقلة النازعة إلى الحرية ولم يتلوث ذهنه بحكايات الاستعباد التاريخية التي يجترها الأفارقة-الأميركان. ولم يتربَّ في الـ ( Plantation ) ولم ينشأ على الاسترقاق ولم يحمل ذنب من استعبدوا وأخذت أجيالهم تجتر أحزانهم. لقد نشأ على حرية التفكير واحترام الذات والثقة بالنفس إلى أبعد الحدود-إن في داخله رجلاً أبيض ولكن لونه الهجين نفى عنه سمات البيض. ومن أجل الوصول إلى البيت البيض، دخل في ثقافة العبودية طوعاً، وبزواجه بامرأة وقع على أجدادها فعل الاسترقاق، انغمس أوباما في عالم السود الذي لم يعرفه قط في مراحل حياته الأولى. وهم، أي الافارقة-الأميركان، يدركون تماماً بأن باراك حسين أوباما ليس منهم.