"نساء"، وهي الرواية الثانية لبوكوفسكي، تبدو جزءًا ثانيا من "مكتب البريد"، روايته الأولى، التي انتهى من كتابتها في أقل من شهر، حتى أنه لم يُغيّر اسم البطل، وكذلك تيمة الرواية، الشاعر الذي يحاول جذب النساء، ويعاني من مرض في وجهه جعله دميمًا، وتنفر منه النساء. في نصف صفحة فقط يعرف البطل نفسه للقارئ، لديه 50 عامًا، لم يضاجع امرأة منذ أربع سنوات، ولديه ابنة في السادسة من عمرها من علاقة غير شرعية، ولا يذكر اسمه. شاعر وروائي، عامل بريد سابق، مدمن للكحول والجنس، وغير المخلص لعلاقة عاطفية أبدًا. الرواية، ورغم ضخامتها، 104 فصول، لن تمسك أبدًا بها طرف خيط الحكاية، هي كما جاء عنوانها، "نساء"، تدور حول الكثير من العلاقات النسائية لكاتب بوهيمي يقول عن نفسه "أنا مجرد مدمن للكحوليات أصبح كاتبا حتى يستطيع أن يظل في السرير حتى الظهيرة"، يعيش على عائد الندوات التي يلقي فيها أشعاره على سكارى أمريكا، ويستطيع التعامل معهم باحتراف. يكتب بوكوفسكي من أجل الكتابة، حكي بسيط لحياة الكاتب السكير الذي تتقاطع حياته مع حياة الكاتب شارلز بوكوفسكي في الكثير من الجوانب. يسخر شيناسكي من الكتّاب، قائلا "هناك مشكلة لدى الكُتّاب، إن نُشِر ما كتبه الكاتب وباع الكثير، الكثير من النسخ، يظن الكاتب أنه عظيم. إن نُشِر ما كتبه الكاتب وباع عددا متوسطا من النسخ، يظن الكاتب أنه عظيم. إن نُشِر ما كتبه الكاتب وباع عددا محدودا من النسخ يظن الكاتب أنه عظيم. إن لم يُنشَر ما كتبه الكاتب ولا يكون لديه المال لينشره بنفسه، بالتالي يظن أنه عظيم جدا. الحقيقة على كل حال هو أنه لا توجد الكثير من العظمة. هي تقريبا غير موجودة، غير مرئية، ولكن يمكنك أن تكون متأكدا من أن أسوأ الكتّاب لديهم أعظم ثقة، وأقل تشكك في النفس". تبدأ الرواية بحكي شيناسكي عن علاقته بالنحاتة ليديا، التي يتركها ثم تعود من جديد أكثر من مرة، حتى تعتدي عليه ويصل الأمر إلى تدخل الشرطة لإنقاذ بطل الرواية. تتحرك الأحداث بوتيرة هادئة، وينتقل البطل من حضن عاهرة إلى أخرى، حتى يصل الأمر إلى ثلاث علاقات مع نساء مختلفات في يومٍ واحد. ورغم علاقات شيناسكي المتعددة، لا يقع في الحب أبدًا طيلة أحداث الرواية، "كنت سعيدا أنني لا أحب. وأنني لست سعيدا من العالم. أحب أن أكون في خلاف مع كل شيء. الذين يحبون يصبحون عصبيين، خطرين. يفقدون حس الإدراك لديهم. يفقدون مرحهم. يصبحون غاضبين، مملين عصابيين. يصبحون قتلة"، هكذا يقول بطل الرواية، يخشى الحب، ويرى الجنس وسيلة وحيدة للدفاع عن نفسه، والهروب من الموت.
شارلز بوكوفسكي
سمعت خطواته وهي تنتقل من الغرفة الثانية الى المطبخ, ومن المطبخ الى الحمام, بعد ان فتح التلفزيون على قناة عربية راحت تبث اخبارا عن الشرق., فلسطين العراق, لبنان, الصومال, افغانستان, مع مشاهد لحوارات وانفجارات ومواجهات مسلحة, لم تكن جديدة عليّ بكل الاحوال. فأنا ومنذ زمن, وطنت نفسي على حقيقة هي أننا اليوم نعيش في غابة, وهذه الغابة تحاول ان تجد لنفسها نظاما معقولا للعيش, الا انها تخفق كل مرة وكل مرة تعاود الكرة من جديد. وهذا شيء جيد من وجهة نظري. أعتقد بأن رواية الروائي شاكر الأنباري تتضمن موضوعاً سياسياً وإنسانياً مهماً، ألا وهو الأمن والاستقرار وأهميتهما الحيوية بالنسبة لحياة الإنسان والشعوب. ويشير الكاتب في سياق الرواية بأن هذين العاملين المذكورين لا يكتسبان طعمهما الحقيقي إلا عندما يتوفران في الوطن الذي ولد الإنسان فيه وترعرع في كنفه. وهذه الفكرة هي رسالة الرواية، على ما أعتقد، وكما سنرى لاحقاً. إن بطل الرواية الذي أنهى دراسته الجامعية وصديقه نامق مدرس التاريخ، يهربان من بغداد ويصلان إلى إحدى قواعد الأنصار، وذلك لكي لا يتحولا إلى وقود لحرب عبثية هي الحرب العراقية - الإيرانية. ويترك الصديقان قاعدة الأنصار، قبل أن ينخرطا في الحركة الأنصارية، ويخرجا من العراق، ويصلان إلى الدنمارك عبر طهران ودمشق، مجتازين صعوبات جمة، وينضم إليهما نادر الذي يصادفوه ويصادقوه في مخيم كرج في إيران. يلاحظ أن بطل الرواية الرئيسي تتنازعه نزعتان الأولى: "كوزموبوليتية، "أي نزعة إنسان لم يعد ينتمي إلى مكان بعينه.... إنساناً كونياً" ص 22. وهذه النزعة تجد تعبيرها أيضاً في البيتين من الشعر التي تتصدر الرواية وهي للشاعر الصوفي محي الدين بن عربي المتوفي في عام 1240 ميلادية والتي تقول: رأى البرْقَ شرقيّاً، فحنّ له ولو لاحَ غربيَّاً لحنَّ إلى الغربِ
شاكر الأنباري
هذا هو المكان الذي تبقى فيه الطبيعة حيّة بالصدفة بين الظلال المتناثرة على نحو غامض. وبالصدفة أيضاً تلقح الريح مدن الواحات. ولدت من طمي خصّبه كلّ شيء، من بلد صيفه أبدي، جابته الآلهة ذات مساء في الأزمنة الغابرة تاركة في سفوح الكثبان آثارها الباهرة. ومنذ ذلك الحين يرقد حورس وحرماخيص وماعت وغيرهم من الآلهة في واد ملكي لم يعد له وجود في الحاضر، بينما يبحث أبناؤهم القذرين بيأس عن آخر بحيرة مقدّسة. كلّ شيء في هذا المكان يمتزج بعرق الكلمات وتقاطع النظرات، وبالأسقام المجهولة. ها هنا يدرك المرء المعنى الحقيقي لكلمة قدر أو مكتوب، وهو الاسم الآخر للرب.
جيلبرت سينويه
إذ استيقظ غريغور سامسا ذات صباح، على إثر أحلامٍ سادها الاضطراب، وجد أنّهُ قد تحوّل، وهو في سريره، إلى حشرة عملاقة. كان مستلقيا على ظهره، الصُّلب مثلما درع، ولمّا رفع رأسه قليلا، رأى كرشه، منتفخة، داكنة، تُجزِّئها خطوط مقوّسة جاسية، والغطاء بالكاد ممدود على أعلاها، ويكاد أن ينزلق عنها كلية. وكانتْ قوائمه العديدة، والدّقيقة بشكل فادح بالنّظر إلى ضخامة بدنه، ما تنفكّ تهتزّ، في حركة يراها ولا يستطيع إزاءها شيئا.
فرانتس كافكا
المحتويات الجزء الأول (1) باب الرّحمان (2) موت الناموسة (3) هروب الدمية (4) وجه الملاك (5) الأبله الآخر (6) رأس جنرال (7) غفران أسقفيّ (8) محرّك العرائس في باب الرحمان (9) العين البلورية (10) أمراء الميليشيا (11) الاختطاف الجزء الثاني (12) كاميليا (13) إيقاف (14) فليغنِّ كل الكون (15) أعمام وعمّات (16) في البيت الجديد (17) حبّ شيطاني (18) طرقات على الباب (19) الحساب يطيل العشرة (20) الذئاب فيما بينها (21) الحلقة المفرغة (22) القبر حيّ (23) تقرير للسيد الرئيس (24) بيت المومسات (25) مناوبة الموت (26) أعاصير (27) في طريق المنفى الجزء الثالث (28) أصوات في الظلّ (29) المجلس الحربي (30) زواج في آخر رمق (31) حراسة من جليــــد (32) السّيد الرّئيس (33) النقاط على الحروف (34) نور من أجل العميان (35) نشيد الأنشــــاد (36) الثورة (37) رقصة التوهيل (38) السّفر (39) الميناء (40) الغمّيضة (41) لا شيء يستحق الذكر خاتمة
ميجال انجل استورياس
جعفر مدرس صادقي
جيلبرت سينويه
لا يمكن أن نفهم أسرار رواية (القلادة) لحميد العقابي* إن لم نتوقف عند جماليات ثلاث شخصيات محورية فيها. وهي: الشاب محمد من عائلة بني هاشم. ثم بهيجة المغرمة به، وزوجها الشيخ نوفل ناسخ المخطوطات. بالنسبة لمحمد تبدو لي القضية محسومة. إنه جزء من اللعبة التي بدأ بها سلمان رشدي في (آيات شيطانية). فهو يتيم. يحمل اسم النبي العربي نفسه. ناهيك عن اسم العائلة (بنو هاشم). وهو أيضا ربيب شخصية طاعنة بالسن. يلم بالثقافات السامية القديمة، أو ثقافات حوض الرافدين والشرق الأقصى. ولكنه عوضا عن أن يتطور إلى المعرفة (خطاب العقل المحض) تنشأ لديه دوافع تتشعب في عدة اتجاهات. غريزية. تتحكم بوعيه في مصادر الخصوبة وليس الأنوثة.
حميد العقابي
دخل حميد الذي ما كان قد عرف بعد بلقبه، الذي اشتهر به حتى آخر حياته، البيت الذي كانت تفوح منه رائحة البراري. دفع برجله، مثلما يفعل دائماً، الباب الثقيل، وهو باب مصنوع من خشب الجوز، زُيّن بمسامير ذات رؤوس عريضة؛ والذي ما كان ليوصد بمزلاجه ذي الأسنان البارزة إلا في الليل، وقد نمت عليه الطحالب فبدت أطرافه خضراء زاهية. ثم ارتقى بضع درجات، صاعداً إلى الغرفتين الصغيرتين اللتين كانتا تقعان فوق المدخل المؤدي إلى الفناء.
فاضل العزاوي
هبطت الطائرة الألمانية القادمة من برلين في الجزء المنفرج من القارة الأفريقية الدافئة، هبطت في بلاد مصر القديمة الواسعة، حيث كانت شمس الغروب التي حلمت بها قد رحلت منذ ساعة، فتراءت ساحة المطار الفسيحة ممتدةً ومترامية الأطراف كالصحراء، وبدا الهواء رخواً ثقيلاً. فشممت رائحة أفريقية. إنّها رائحة الشرق الغريبة والموحشة. وبانَ الضوء الأصفر المسفوح على الأرض السوداء وكأنّه موجات حرارة ساكنة صامتة.
حسين الموزاني
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号