هي الرواية الأكثر أهمية في الباراغواي في العقود الأربعة الأخيرة، "شتاء غونتر" للمفكر خوان مانويل ماركوس، والمترجمة إلى أكثر من عشرين لغة، وهي تشكيلٌ نابضٌ من تقنيات السرد غيرالمنشورة قبلاً في وقتها، والتي بشّرت بالطفرة الأدبية في أمريكا اللاتينية؛ وهي شهادة تقشعرّ لها الأبدان, تتناول المثالية وكفاح الشباب والمثقفين بمواجهة الديكتاتوريات في سنوات الثمانينات. هذا العمل المؤثّر، بما يحتويه من جماليات النثر الشعري، وإيقاعاته المزلزلة ودعابته المحببة، هو دعوة للقارئ للغوص في تركيبة هذا النص الفريدة، وهو في آن معاً رواية بوليسية، وقصة حب عاصف، وتفكّر في الجذور الأسطورية لثقافة الغوارانية، وهو احتفالية بالكلمة وعيدٌ لها. خوان مانويل ماركوس (اسنسيون 1950) هو من أكثر الكتاب أهمية في الباراغواي. مسيرته الأدبية كانت معنية بالشباب، والحب، والتضامن مع المحرومين، ومكافحة الظلم. واجه ماركوس السجن والتعذيب والنفي وعانى الإقصاء القسري مدة اثني عشر عاماً، حصّل خلالها أرقى الشهادات ومراتب الشرف الأكاديمية الأكثر احتراماً وتقديراً في اسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية. عند انتهاء الديكتاتورية في العام 1989، انسحب ماركوس من إدارة التعليم العالي في جامعة كاليفورنيا وعاد إلى الباراغواي حيث تابع مسيرته الأدبية وأسّس جامعة الشمال، وهي اليوم أكبر الجامعات المرموقة في البلد، ورحّب فيها بالمثقفين والمقاومين الملاحقين من الديكتاتورية، وحقق من خلالها أكبر مساهمة للقطاع الخاص في مجالات البحث العلمي والأدب والتاريخ الوطني، كما انتُخب نائباً في البرلمان وفي مجلس الشيوخ، وترأس البرلمان الثقافي لدول السوق المشتركة للجنوب. رائعاته الأدبية ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة، نُشرت في أمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا. "شتاء غونتر" تعتبر اليوم الرواية الأكثر أهمية في العقود الأربعة الأخيرة في الباراغواي والمساهمة الأكثر فعالية في تجدّد الشعر المعاصر في الباراغواي.
خوان مانويل ماركوس
في كلّ رواية جديدة تُدهشُكَ هدى عيد بتقنيةٍ سرديّةٍ جديدة، وإتقان تواطئها مع تعدُّد الرواة/ الشّخصيّات، في لعبةِ تطويع الزمن وتكسّره بنبش الذاكرة في بال من يريدُ محوها، من أجل رسم بداياتٍ جديدة… هدى عيد، في روايتها السابعة، تبحثُ عن المختلف والجديد في الموضوعات الاجتماعيّة، لتقترفَ تعريةَ الواقعِ وزيفه عبرَ الإضاءة على المفاسد الاجتماعيّة ومعايبِ السلطةِ وأهلها، والمآزم النفسيّة، في ربطٍ بينها وبينَ الرواسب اللاّواعية، فتفضح العلائق بين الناس التي تقنّعت لتسترَ عهرَها، وتبيّن الاستغلال والقهر بينَ المُستبِدّ والضحايا من النساء والفنانين والتجّار وسواهم…
هدى عيد
ربما تتطابق بعض أحداث هذا السرد، وبعض أسماء الشخصيات أو الأماكن مع الواقع، إن هذا التطابق ليس صدفة، غير أن ما بين يديك هنا ليس سيرة ذاتية لأيِّ شخصية أو أسم ورَدَ فيه، ولا تسجيلاً تاريخياً للأحداث. أنا أحب القدس وأتحيز لها، ولست حيادياً في حبها، أمشي في طرقاتها، أنظر إلى الناس وجدران البيوت، يكسوها الندى من خجل النوم في الصباح، وتعرق من كدِّ السعي في النهار، أشتمّ رائحة الياسمين وهي تُدلي جدائلها من خلف سناسل الحواكير، أداعب أوراق الدوالي وأقطف حبات الميس، أهيم على نفسي في الوديان، أنطر الحجارة الصغيرة بإصبعي النابزة من ثقب حذائي البالي، علَّي أتعثر بقطعة انتيكا أو أثر من حدوة حصان أو قطعة من سيف أو رمح لجنود الناصر سحبتها مياه الأمطار من تلال المكبر إلى الوديان السحيقة، أتشعبط التلال المحيطة بأسوار المدينة، وأهيم بشقائق النعمان المنثورة على مدى السناسل المتدرجة من قمة جبل الزيتون إلى أحضان البتول الناصرية، ألتقط روعة المدينة كأنني آلة تصوير، أكتب الصورة بحروف وكلمات، وأكسو عظام اللحظة لحماَ كي أُرجعَ الزمن إلى الخلق القديم، أميلُ إلى الكتابة الفوتوغرافية، وإلى قلب القاف ألفاً في عاميتي الكنعانية، فأسمع همس الصبايا توشوش الليل، تطربني موسيقى الباعة الجوالين، ويسحرني صوت الأذان، وأجراس الكنائس، وتثور في قلبي نار غاضبة، عندما يُقتل الطين، أنا لا أبحث في سرديتي هذه عن الموضوعية أو الإبداع، لست سوى فوتوغرافي يكبس على زر آلة التصوير، يوقف الزمن ليحتفظ بالصورة كما هي، أو يعود إلى مسودة فلمه القديم ليُرجع الزمن إلى حيث كان جميلا، لم تزيفه الألوان المُبهرة، تشغلني ذاكرة المكان، صُور أبي المتروكة في صندرة الوعي واللاوعي، ذاكرة المدينة، وذكريات الناس، أنفاس التاريخ التي تبثها جدران الأزقة وأرصفة الطرقات.
أحمد غنيم
الحمام لا يحمل السلام بالغبار والرماد، ولكنه يحمل الرسائل بالخط الدقيق، فإذا لم يكن الخط دقيقاً رفرف بجناحيه وأثار الغبار بسرعتهِ وحرصه، وهنا إجابةً عن سؤال رافقني منذ أيام الطفولة، والسؤال: لماذا يسكن الحمام في السوق المظلم؟ ولعل الإجابة تكمن في أنه يبحث عن خيط نهار دقيق واضح في الظلام. وينجح الخط مع داني، فهو قد اعتاد أن يقارب بين الشيئين، ويناسب بينهما، بحسب ما يلائم كل منهما و يوجهما الوجهة الصحيحة، وبعد التأمل والتدقيق والتمحيص والصبر يصل الإنسان إلى مبتغاه. ولقد اخترت مكان قصتي ومسرحها "القدس الشريف"، فمدينة القدس، هي المدينةُ المقدسةِ التي حازت على العديد من الأسماء. لقدسيتها وأهميتها في موروثنا الديني والتاريخي والحياتي, فعندما أراد الله –سبحانه وتعالى- أن يجعل له في الأرض خليفة أورثنا من فضله الأرض المباركة, التي بارك فيها وحولها, وهي الجامعة التي جمعت في ظلها جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في ليلةٍ إسراء أسرتهم وأطلقتهم بنداء واحد للصلاة والإعلام بالشيء. فهي وهي المبعث وهي الشجرةُ النادرة بجذورها وقديمها إلى عصرنا هذا، وقال تعالى في كتابه العزيز: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]. والإكمال والكمال يتجدد كل يوم, ويتجدد بدخول غير المسلم في دين الله, فكل يوم يكتمل بشهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله, إذ شعار ليلة الإسراء النداء, لذلك يبقى النداء قائما وذلك من شعائر الله، إن هذه الشجرةِ التي لن تموت بعونه، وستسمو سمو شجرتنا النادرة، أغصانها تأبى كل ما تهدمه يد احتلال وستحرر القدس بالتسخير والتحرير، والتحرير قائم على الاستقامة, وهو مبدأ، فيمحو الله ما يريد من أسماء مهوَّدة وخطط مدبرة.
مرام النابلسي
… سأُدفن حكماً في أرض أجدادي، إلّا أن روحي ستبقى ترفرف فوق إيطاليا كلها، وبالأخص پارما (Parma)، بولونيا (Bologna) وفوق حبيبتي روما، قسمة طالما حلمت بها بعد عودتي من وطني الثاني إلى وطني الأم. لقد قلت عن روما يوماً: (من المقدمة) مصطفى جوني، لبناني، درس الهندسة في إيطاليا، وتنقل بعدها بين التعليم والوظيفة والهندسة. إلى جانب القصة القصيرة، كتب الشعر العامي. وله كتاب بعنوان “وبقيت عا وعدي”.
ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺟﻮﻧﻲ
اكتفى بجملته الوحيدة، ثم قام وتوارى في غمار الزحام. جمله كلها يختارها بعناية.. يعلم توقيت إلقاء كل واحدة كصنارة بها قطعة طعم، ثم يترك الضحية تتخبط وتتأوّه من الألم حتى تهمد.. أو هي كأصابع الديناميت، يزرعها في صخور قلب الطريدة، وعندما تنفجر تحدث زلزالاً يخلخل كل مناحي الكيان. غير أنه في هذه المرة لم يهرب …
يحانث ماء العينين
لقد نهجت في هذه الكتاب نهجا تحليلياً مال الى الوصف، قرأت من خلاله شعر الشاعر، واستنبطت دلالات التمرد، معززاً إياها بما قاله نقاد الشاعر، ودارسوه. وأحسب أن هذا العنوان جديد لم تكتب به دراسة جامعية أو نقدية، وهذا ما سوّغ لي الاستمرار به، فضلا عن اعتمادي على مذكرات الشاعر، والكتب التي صدرت عنه قبل وفاته وبعدها. وإذا كان البحث الأدبي في أيامنا هذه يشكو من صعوبات جمّة، فان الصعوبات نفسها واجهتني في هذا البحث، متمثلة في قلة ما مكتوب عن الموضوع، وانعدام الفائدة من مكتبات العاصمة الحبيبة بغداد، لأسباب معروفة.
د. جلال عبد اللّه خلف
في أول حزيران بعد عام من الاحتلال، وبينما كان أبو سالم عائدا من صلاة العشاء في المسجد، رأى خليل الأكتع خارجا من بيت الأستاذ داود، وفي يده رزمة أوراق ملفوفة، تحاشاه خليل ولم يطرح عليه التحية، بل سار في طريق أخرى لا توصله الى بيته، انتبه أبو سالم لذلك....و(لعب الفار في عبّه) حكّ أنفه وكأنه يستعيد وعيه، تساءل بينه وبين نفسه عمّا يريده هذا الفتى؟ هل هو غرور الشباب المبكّر؟ أم هو يتعالى على الآخرين؟ لا...لا يمكن ذلك فهو لا يترك مناسبة في القرية إلّا يشارك فيها، بغضّ النّظر إن كانت فرحا أم ترحا...لكنه يتعالى عليّ أنا، فهل هو متأثر بأحاديث الكبار...أعلم أنّهم لا يذكرونني بالخير، لكنّهم (عندما تناطح العين العين) يرحبّون بي، ويجالسونني، بل ويتملقونني، وهذا الفتى يبدو أنّه مخلوق من طينة أخرى، يختلف عن أقرانه الآخرين، فالآخرون عندما يرونني يطأطئون رؤوسهم احتراما وهم يطرحون التحيّة عليّ، بل ويصافحونني باحترام شديد، إلّا هذا الأكتع فإنه يتخذ منّي موقفا معاديا، فهل يرى نفسه أفضل من الآخرين خصوصا بعد سفره الى بلاد الانجليز، فقد عاد إلينا بيد اصطناعية، وبملابس جديدة فاخرة، ومن يومها ظهرت النّعمة على والده وأسرته، وهو يجالس الكبار والصغار، بمن فيهم الأساتذة، وأصبح النّاس يطلقون عليه لقب أستاذ، مع أنّه ليس أستاذا...صحيح أنّه أكمل المدرسة، وصحيح أنّني سمعت أنّه يدرس في كليّة بير زيت، لكنّه لم يكن يوما أستاذا ولم يُعلّم تلميذا....فليذهب الى الجحيم.
جميل السلحوت
عباس جعفر الحسينيّ، كاتب وباحث لبناني. صدر له: ـ عين العرايس (تاريخ وبحث)، 1998. ـ إشارات مخلص (بحث ومقارنة)، دار المواسم، 2009. ـ غضب أحمر في بيروت (رواية)، ماينرز للدراسات، 2010. ـ آخر أيام السكوكع (رواية)، دار المنهل اللبناني، 2012. ـ رقص تحت أشجار الكستناء (رواية)، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 2014. ـ غنّينا كوباني (شعر)، دار المواسم، 2014. وضعت جثة البك في الأوتوموبيل ولما وصلت إلى مدينة صيدا حيث يقيم. ارتفع الصخب والعويل وهاجت نفوس أهل البك مطالبين بالثأر من بيت إبراهيم، وما بين الهرج والمرج الذي أحدثه وصول الجثة تدخّل البعض لتهدئة الخواطر، فيما أرسلت الحكومة المحلية في بيروت خمسة وعشرين جنديًّا إلى صيدا إثر نشوء الاضطرابات.
ﻋﺒﺎﺱ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ
في روايته الأولى: "ملعون"، يواصل الكاتب المصري الموهوب إيهاب قاسم مسيرته الإبداعية والفكرية المتميزة، التي تجسدت من قبل في قصصه القصيرة ورؤاه النظرية ذات المذاق المصري الأصيل. لن يُصدم القارئ الجاد عندما ينتهي من قراءة "ملعون"، فعندما يتعانق الكثير من الخيال مع الكثير من الحقيقة، في إطار من التجريب الفني والجسارة في الرؤية، ستكون المحصلة المنطقية هي الشعور بالنشوة، والاندفاع إلى التأمل الطويل، الذي لا يخلو من المرارة، فيما نعيشه الآن، وما قد ينتظرنا في مقبل الأيام. حرية الفكر والإبداع تتعرض لخطورة حقيقية عندما يحكم المتطرفون، وعلى الجميع أن يتكاتفوا في مواجهة محاكم التفتيش ومنابر التكفير التي قد نقع جميعاً في ترسانتها الجهنمية. "ملعون" ذلك الزمن الذي يسود فيه الجاهليون الذين يعيشون خارج العصر والتاريخ، ولا بد أن نقاوم.. المقاومة أو الطوفان. مصطفى بيومي إيهاب قاسم، مواليد القاهرة، 1961 . حاصل على بكالوريوس العلوم التعاونية. يعمل بالقطاع المصرفى. له عدة مقالات وقصص قصيرة منشورة فى بعض الجرائد المصرية. صدر له: عادل وسعاد فى الحديقة (مجموعة قصص قصيرة) دار نون للنشر. الأوّلة مصر، عن هوية مصر ومستقبلها، الدار المصرية اللبنانية.
إيهاب قاسم
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号