إنّ ما هو عديم الجدوى أو النفع يظل مع ذلك ذا قوة، ربما هي القوة الوحيدة الحقيقية. إن ما ليس له صدى مباشر في مسيرة الحياة اليومية يمكن أن يرتبط بشكلٍ وثيقٍ بعملية التطور التاريخي العميق للأمة، بل يمكن له حتى أن يتوقع خطوات هذا التطور. إن ما هو في غير أوانه أو سابقاً له سوف يكون له زمانه الخاص به. هذه هي بالضبط حقيقة الفلسفة. بناءً على ذلك، ليس هنالك من طريقة نحدد من خلالها ما هي مهمة الفلسفة بالضبط؟ وعليه لا نستطيع أن نحدد ما يجب أن نتوقعه منها. ففي كل مرحلة من مراحلها، وفي كل خطوة من خطوات تطورها تحمل معها قانونها الخاص. إن كل ما يمكن أن يقال بصدد الفلسفة هو: ما الشيء الذي لا تستطيع أن تكونه أو الشيء الذي لاتستطيع أن تنجزه. فكل التساؤلات الفلسفية الأساسية والأصيلة، هي في الحقيقة، تساؤلات في غير أوانها، وذلك يرجع إما لأن الفلسفة بطبيعتها دائماً تسبق زمانها، وإما لأنها تربط الحاضر بماضيه كما كان شأنها دوماً. إن الفلسفة تبقى على الدوام نوعاً من المعرفة ليس لأنها لا تتكيف مع العصر الراهن فقط ولكن أيضاً، وعلى العكس، لأنها تفرض مقاييسها على عصرها.
مارتن هايدغر
لنعلم…. أن درب بناء القيم الخيّرة، درب طويل…. وشاق… فيه الكثير من الأشواك… ولكن زهور القيم إن أينعت فاح عبيرها في كل الأرجاء، وكان الأثر أكبر من حدود الفرد نفسه، فبذرة الخير ستعود في دورة الحياة من جديد لتطرح زهورها وثمارها . ولا تنس.. أن تتقن صناعة بناء الأجيال من المعرفة إلى العمل . زينب جميل قهوجي، لبنانية مواليد صور 1970. • باحثة اجتماعية ومحاضرة تربوية لبنانية • تلقت دروسها الجامعية في كلية التجارة وإدارة الأعمال في جامعة الكويت. • تتابع دراسة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية. • عملت في مجال الإدارة التربوية والتعليمية، لها مقالات وندوات شبابية عدة لا سيما في مجال التثقيف الاجتماعي والتربوي والبيئي. • أعدت أبحاثاً عدة حول المراهقة وسلوكيات الطفل والتواصل الإيجابي.
زينب قهوجي
إنّ الرهان الإيتيقي في أعمال هابرماس تنتظم في جملة المسائل العملية والفلسفية لإخراج مشكلات نصوصه وأعماله وتأويلها، وهو ما يجعل الأمر مشترطاً لخطاب أيكولوجي وبيوإيتيقي مثلما هو متواتر في ظاهرة الاستنساخ وعالم البيئة، حيث يحرص عن كشف أزمة الخطاب المعاصر بين التقني والتواصلي، وهو ما أفضى، بالأساس، لخلق مقاربة فكرية متداخلة تحتمل الاختلاف والتنوع. إنه ينطلق من فضاء رمزي يفترض عملية النقاش التي تكون شاملة لأعضاء المجمع السياسي المنظم الذي وقع إعادة فهمه في إطار "ذوات حقوقية" تستند إليها ديمقراطية عالمية لحقوق الإنسان. فالمسائل الأخلاقية تظلّ مشروطة بالبعد السياسي أولاً من جهة القيم العملية، وثانياً من جهة التوظيف الأيديولوجي الذي يوجه الخطاب الأخلاقي لقضايا الحقوق والسياسة؛ حيث تسمح لنا الأخلاق بتبرير التحليل حول منزلة الأخلاق، وأعني تفكيره في الأنساق والمعارف التي تدخل طرافة "إيتيقا الحوار" من وجهة علم الوراثة الذي تقصّى فيه هابرماس مشكل الطبيعة البشرية. إنّ هذا الطور من هذا الفهم يعدّ طريفاً بما أن الحوار والنقد وإعادة البنى الإيتيقية ورهاناتها العملية، تجعل المشروع التواصلي يتجاوز الفهم المتسرّع، الذي يعتبر أن الذات تأصيل كيان، مما يجعل المسائل الأخلاقية تستمد شرعيتها من براديغم البينذاتية من حيث هي شرط للنقاش الأساسي في رسم جغرافية المعقولية التواصلية. (المؤلف) الناصر عبداللاوي ـ تونس. باحث أكاديمي وكاتب عربي مختص في الفلسفة السياسية والإيتيقية المعاصرة. ـ عضو منسق للرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة، وفي مخبر "الثقافات والتكنولوجيا والمقاربات الفلسفية الفيلاب. مهتم بالمقاربات المعاصرة إضافة إلى كونه مدير منتدى المواطنة العربي الذي يضم عدداً من الأكاديميين والباحثين من العالم العربي
الناصر عبد اللاوي
إن كتاب جاك دريدا" "في الروح، هايدغر والسؤال"، يمثل واحداً من أهم الأعمال التي صدرت في العالم الغربي على إمتداد النصف الأخير من القرن العشرين ومقتبل القرن الواحد والعشرين، وكان صدوره بالفرنسية في أواخر عام (1987) في وقت كان الحوار والنقاش في أورقة الجامعات الأوروبية وأميركا يدور حول مواقف هايدغر الفكرية، وهل تحمل نوعاً من أنواع الإتساق مع مشروعه المهم لتقويض الأنطولوجيا؟... ومن هنا، يمكن النظر إلى هذا الكتاب على أنه شاهد حي على فلسفة هايدغر والتحولات التي أصابتها من جراء العاصفة الرهيبة التي كانت تترك آثارها على أوروبا بشكل عام وعلى ألمانيا بشكل خاص. يحاول دريدا في هذا الكتاب أن يؤكد الأمر اللاحق وهو أن هايدغر لم يسأل نفسه مطلقاً السؤال التالي: "ما هي الروح؟" أو على الأقل، لم يفعل ذلك تحت أي صيغة من صيغ التساؤل، وحتى تحت أي نمط من أنماط تطورات مسارات الأسئلة الكبرى اللاحقة في فلسفته، على سبيل المثال: "لماذا كان هناك وجود بدلاً من العدم؟" و"ما هو الوجود؟" و"ما هي التكنولوجيا؟" و"بماذا يُدعى التفكير؟". بعبارة أخرى، إن هايدغر - على حد تعبير دريدا - لم يجعل من "سؤال الروح" واحداً من أقطاب الأسئلة الكبرى والتي تعرض من خلاله الميتافيزيقا "سؤال الوجود". ولتأييد حجته في هذا الجانب يقول دريدا: إن مجمل النقاشات والحورات التي دارت خلال كتاب هايدغر "مدخل إلى الميتافيزيقيا" عن "الوجود والصيرورة" و"الوجود والتمظهر" و"الوجود والتفكير" و"الوجود والواجب"، و"الوجود والقيمة" لم تتطرق إلى سؤال الروح إطلاقاً أو حتى على الأقل لم تمسه مساً خفيفاً".
جاك دريدا
إنَّ صورة الحرية وسط المتاريس والحواجز المحاصرة بها في اللوحة الشهيرة للرسام (يوجين ديلاكرو) تصلح لأن تكون حقاً رمزاً لمدينة باريس المتمردة. إنَّ «الحواجز»، و«عاصفة سجن الباستيل» و«أحداث الثورة الفرنسية» هي بالواقع، شعارات مألوفة لدينا ومعروفة جداًً منذ أيام التعليم المبكرة الأولى في مدارسنا. فبواسطة تلك الشعارت، إذا جاز لنا التعبير، يستحضر كل واحد منا في ذهنه صورة مشرقة ومفعمة عن حياة هذا العصر في فرنسا. فنحن نتخيل سلسلة الأحداث المهيبة والمدهشة لذلك الفيضان الاجتماعي العظيم، الذي طرد الحكم الملكي، بعيداً مع كل امتيازاته الملكية كطبقة مترفة وقاد في الوقت نفسه إلى تشكيل نظام اجتماعي جديد. إنَّ مجمل الشعب الفرنسي ثار وأعلن العصيان، ضد النظام الملكي القديم، برجوازيون وحرفيون وفلاحون وانتصروا في هذا الكفاح. ولكن حين نتأمل في تفاصيل تلك الثورة، فإنَّ من المهم جداًً أن نسبر ونفهم الأمر بعمق وأن نتعامل معه على أنه أكثر من مجرد مكاسب حققها الثوار بقلب النظام وإزالته، وأن لا نهمل أو نتغاضى بصمت عن موضوع هؤلاء الفلاسفة التنويريين الذين أسسوا وأورثوا الشعارات التي رفعت بواسطة المتمردين، هؤلاء الذين وضعوا المهام الملحة على كاهلهم وكاهل الفلسفة. بعبارة أخرى، هؤلاء الفلاسفة هم الذين مهدوا وعبدوا السبيل إلى الثورة عن طريق أفكارهم ومطالبهم الفكرية. وتنبغي الإشادة، أولاً وأخيراً، بهذه المجموعة الصغيرة من الكتّاب أو الفلاسفة التي التفت حول مشروع الأنسكلوبيديا، حيث تحددت هويتهم وعُرفوا فيما بعد بالأنسكلوبيديين. أما الشخصية الرئيسية واللاعب الأساس في هذه المجموعة فقد كان الفيلسوف دينس ديدرو.
تمارا دلوكج
سعيد خنصالي
فريديرك وورم
مليكة بن دودة
علي المحمداوي
علي عبود المحمداوي
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号